منبر التراث
محمد زكريا[c1]الاستقبال الدافئ[/c]في الأسبوع الماضي تحدثت من على منبر التراث , زيارة الزعيم المصري مفجر ثورة 1919 م ضد الاحتلال البريطاني ، معلن الاستقلال التام عنه ومن جراء ذلك قامت السلطات البريطانية بنفيه هو ورفاقه إلى جزيرة سيشيل القابعة في المحيط الهندي . وترامت إلى أسماع أهل عدن ولحج أن الزعيم المصري الكبير سعد زغلول هو ورفاقه سيمكثون في عدن يوماً وليلة وهم في طريقهم إلى الجزيرة. وكما أشرت في المقال السابق أن عدن خرجت عن بكرة أبيها بمختلف مشاربها الاجتماعية . واستقبله أهل عدن استقبالا دافئا بالطبول والأهازيج ، والدموع التي تعبر عن حبهم الكبير لذلك الزعيم المصري الشجاع الذي وقف ضد أقوى و أعتى إمبراطورية عرفها التاريخ على وجه الأرض ـ وقتئذ ـ . [c1]المدرسة العريقة[/c]ولقد قررت السلطات البريطانية في عدن ، أن يمكث الزعيم سعد زغلول هو ورفاقه في مدرسة ( أبناء سلاطين لحج ) . ويفهم من ذلك أن تلك المدرسة تبلغ من العمر أكثر من 80 عاما. والحقيقة لا نعلم على وجه اليقين متى أسست المدرسة تلك المدرسة؟ . وروى كبار في السن عملوا في تلك المدرسة في مطلع الأربعينيات , بأن المدرسة كانت تحتوي على عدد كبير من الغرف منها غرفة واسعة وكبيرة كانت مكتبة تحتوي على أمهات الكتب في الفقه , والتفسير ، والحديث ، والأدب بشقيه النثر والشعر . وكانت تضم ـ كذلك ـ على غرف للطعام بالإضافة إلى غرف للنوم . وكانت المدرسة تتسم بالانضباط والنظافة . وكان يقوم باختيار أفضل المدرسين في مختلف فروع العلم والمعرفة لتدريس أبناء سلاطين لحج في تلك المدرسة . ويقال أن الكثير من طلابها الذين تخرجوا منها تبوأ مناصب قيادية في لحج وأهمها في شؤون التربية والتعليم , والشؤون الإدارية المختلفة . [c1]نهش في جبل حديد[/c]وكيفما كان الأمر ، فقد نوهت في سياق الحديث عن زيارة سعد زغلول إلى مدرسة ( أبناء سلاطين لحج ) تلك المدرسة التي تعد معلماً من معالم ثغر عدن المحروس بصفة خاصة واليمن بصفة عامة بأنها تتعرض منذ وقت ليس بقصير إلى إزالتها وذلك من خلال آلات الحفر و والجرافات التي تنهش في جسد جبل حديد التي تقع فوقه المدرسة السلطانية اللحجية بصورة مستمرة فتعمل تلك الاهتزازات الشديدة على الإجهاز على البقية الباقية من مبنى المدرسة التاريخية والأثرية . فبدلا أن نحافظ على ذلك الصرح التاريخي وذلك من خلال صيانته وترميمه بصورة دائمة من ناحية و إقامة متحف فيه يحتوي على تاريخ زيارة سعد زغلول الزعيم المصري إلى عدن من ناحية ثانية وتاريخ لحج وسلاطينهم من ناحية أخرى ، إذا بيد العشوائية تعمل على إزالته وإلقائه في غياهب النسيان . وطالبت ورجوت من جمعية حماية الآثار والتاريخ الإسراع بالتنسيق مع محافظة عدن وكذلك مع مكتب الثقافة لوقف نهش جسد الجبل التي تتربع فوق هامته مدرسة ( أبناء سلاطين لحج ) . ولكن ـ مع الأسف العميق ـ لم نر ونلمس أي رد فعل من جانب الجهات المعنية بحماية وحفظ ذلك المعلم التاريخي .[c1]مع محافظ عدن[/c]ومرة أخرى أنادي من فوق (( منبر التراث )) , وقف النزيف الحاد لجبل حديد حتى لا تتعرض تلك المدرسة التاريخية إلى التصدع , والانهيار وتصير أثرا بعد عين . وأطالب بل وأرجو من المسئولين في وزارة الثقافة وعلى رأسهم وزير الثقافة الأستاذ خالد الرويشان العاشق للعلوم والمعارف والآثار والتاريخ . وكذلك أناشد محافظ محافظة عدن الأستاذ أحمد محمد الكحلاني بوقف النهش الجاري في جسد جبل حديد الذي يعتبر الجبل هو نفسه معلماً تاريخياً عظيم حيث روت عنه الروايات الشعبية الأخبار المثيرة والغريبة . ولقد أطلق عليه أحد المؤلفين المجهولين القدامى بــ ( جبل الأسرار ) . [c1]وأننا لمنتظرون[/c]وأنني أكاد أجزم أن صدى صوت منبر التراث سيصل إلى كل من يحب ويعشق تراث عدن الرائع ويحافظ على تاريخها العريق والذي هو جزء لا يتجزأ من نسيج تاريخ وتراث اليمن التليد بوقف ذلك العبث غير مسئول الذي يعمل على جرف تراثنا من سطح ثغر اليمن عدن . وأننا لمنتظرون .