مسرح
الطيب فضل عقلانالفنان المسرحي المتألق(منصور أغبري) فنان عطاءات فنية رائعة في مجال المسرح والتلفزيون وكان شعلة نشاط ضمن أقرانه من عشاق هذا المجال وحقق من خلال تلك الأعمال نجاحات شهد له الكل بذلك..إنه مدمن حب هذا المجال من خلال كثير من الفرق المسرحية في بلادنا بالذات (فرقة المصافي) اعرق الفرق في بلادنا التي ضمت نجوماً لا يمكن لنا أن ننساهم.وحتى يصقل موهبته بالدراسة العلمية كان أحد المبتعثين إلى الاتحاد السوفيتي لدراسة الإخراج المسرحي وبحكم العدد الكبير من المبدعين الذين رافقوه في هذه البعثة وبالذات(تخصص إخراج)أصر- وكله ثقة بالنفس أن يخوض مجالاً جديداً كانت وما زالت بلادنا في أمس الحاجة اليه.ألا وهو الإخراج السينمائي وكانت العقبة أمامه أن هذا التخصص كلفته باهظة الثمن إذ أن المقرر لهذا التخصص يمكن أن يغطي دراسة أربعة مخرجين في مجال الإخراج المسرحي..لكنه تحدى كل الظروف واقنع الأكاديمية بقدرته على النجاح في هذا المجال وأصر متحدياً أن اختباره اقنعهم بل وابهرهم فكان له ما اراد حيث تخصص في مجال الإخراج السينمائي واثبت كفاءته وجعل القائمين يحترمونه ويقدمون له كل الإمكانيات حتى ينجح لإنه كان مؤهلاً للنجاح وحقق في هذا الجانب عدداً من الأفلام القصيرة بل وكان فيلم التخرج قمة في الإبداع حيث استخدم كل التقنيات الحديثة في مجال السينما..حتى كانت القناعات من الجميع أن يبقى هناك ويعمل في مجال الإخراج السينمائي،لكن الولاء وحب الوطن كان الهاجس الأكبر ورغبة العودة كانت الأقوى حتى يشارك بفعالية في صنع(السينما اليمنية)وعاد رغم الظروف السياسية القاسية التي كانت بلادنا تعيشها وحاول جاهداً أن يعمل شيئاً إلا أن الواقع كان جداراً صلباً أمام طموحه وأماله رغم إنه اليمني الوحيد المتخصص في هذا المجال وكان لنا الاستفادة منه ومن موهبته ومن تحصيله العلمي المميز.وللأسف الشديد أصر من بيده الأمر والنهي أن يحبطه ويجعله (يقضم أظفاره).أحلام رائعة عاشها وطموحات شبابية صادقة كانت تزحف خجلى أمامه، فبكى بحسرة..بكاء الرجال المبدعين القادرين على العطاء. وواقع رديء يضحك ويسخر من كل مبدع.ما علينا والسياسة ما علينا والصراعات المريضة التي يعيشها مدعو الوطنية والإخلاص للوطن، (منصور أغبري)كادر فني متأهل قادر على تقديم الجميل لهذا الوطن..دول العالم تتباهى بمبدعيها ونحن لا نهتم بهم .السينما وجه مشرق للعطاء الإنساني الجميل..نحتاج للفيلم الوثائقي..نحتاج للفيلم الروائي..نحتاج لحركة سينمائية تضاف للحركة الفنية في بلادنا..لماذا لا نهتم بذلك؟لماذا نعطل مواهب تحب وتخلص لهذا الوطن لنرسم صورة مشرقة لحياتنا الجميلة؟(منصور أغبري)مثله مثل غيره من المبدعين الذين همشتهم الظروف والمراهقات السياسية المريضة،من يجلس معه ويناقشه سيلمس مدى الرغبة القوية في نفسه في الإبداع، كان حركة نشاط في مجال المسرح وكان حالماً بخلق سينما يمنية..(كان وكان)..واليوم يندب حظه ويندم على تحصيله العلمي وفوق هذا وذاك لم نلمس أدنى اهتمام أو رعاية له،كأن لسان حالهم يقول(نحن ضد الإبداع). ولا أظن أن(منصور)سيذعن لهم لأنه فنان ومبدع سيصمد وسيعمل جاهداً لأن تكون له بصمة في مجال الإخراج السينمائي مثلما كانت وما زالت بصمته في المجال المسرحي جميلة.كما أتمنى من (القطاع الخاص)أن يهتم به ولو وعلى أقل تقدير شراء(كاميرا سينمائية)حتى يمارس عشقه وحبه لهذا المجال(الذي نحتاجه جميعاً) أعطوه الفرصة.امنحوه الأمل حتى يحقق ما في نفسه من إبداع ويحقق للوطن مجالاً نحن في أمس الحاجة اليه..حاولوا إلغاء(الإحباط)لنفوس المبدعين،السينما هي الفن السابع ولكنكم حطمتم الستة الأخرى وظل الفن عندنا(عود وطبلة)وصوت (ينهق).أنتم بهكذا تصرف لا تلغون(منصور)أو غيره من المبدعين بل تلغون الحركة الفنية في مختلف الإبداعات الإنسانية.ونحن بقدر احتياجاتنا(للقوت)المغمس بالغلاء نحتاج أيضاً للموسيقى والمسرح والسينما.فهي غذاء للروح وبهجة للنفس وفرحة للقلوب.فهل تدركون ذلك ياساستنا الأفاضل؟..(أظن تدركون)..واتمنى من الله أن يثبت هذا الظن..[c1]همسة[/c]أباركُ في الناس أهلَ الطموح ومَن يستلذُّ ركوبَ الخطروألعنُ مَن لا يماشي الزمانَ، ويقنع بالْعيش عيشَ الحجَرفلا الأفْق يحتضُن ميْتَ الطيورِ ولا النحلُ يلثم ميت الزهروناجي الحياةَ وأشواقَها وفتنةَ هذا الوجود الأغرّْ[c1]أبو القاسم الشابي[/c]