تمر علينا في هذه الأيام الذكرى السنوية السادسة والثلاثون لحرب أكتوبر، وإذا كانت بعض الأمور أكتنفها الغموض أثناء الحرب، وبعد توقف القتال، فهذا لا يعني موتها، لقد تكشفت الكثير من الحقائق خلال السنوات الطوال التي مرت على هذه الحرب.نحن لا نقلل من بطولات الجيش المصري، ولا نقلل من دوره البطولي في تحطيم خط بارليف، وإلحاق أكبر الخسائر بالكيان الصهيوني في معداته العسكرية والحربية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، وهذه حقيقة يعرفها الجميع، وكل المؤشرات حينها كانت تؤكد إمكانية الاستمرار في القتال حتى دحر العدو بشكل كامل والتخلص من هذا السرطان في منطقتنا العربية، ولكن المفاجئ الذي كان وقف إطلاق النار ولماذا؟فسر حينها الاختراق الذي حصل في فتحة الدفرسوار هو السبب، ولكن الكثير لم يقنع حينها بهذا الطرح، وما زلنا غير قانعين، وسنبقى أيضاً غير قانعين، لأن مجريات الأحداث بعد وقف إطلاق النار، أكدت لنا أن الموضوع أكبر من فتحة الدفرسوار، والكثير لم يلحظوا هذا إلا بعد اتفاقيات كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني .الشعب المصري حينها رفض الاتفاقات والتطبيع مع الكيان الصهيوني وما زال حتى اليوم يرفض التطبيع، ومعظم الدول العربية رفضت الاتفاقية، وكذلك منظمة التحرير، والشعب الفلسطيني، لم ترفضها ونرفضها لمجرد حبنا للرفض، ولكن كنا وما زلنا نؤمن بأن هذا الكيان لا يوجد له حق في أرضنا وهو مغتصب لها ولنا فكيف نسلم له بالاعتراف.من هنا بدأ الانشقاق في العالم العربي، فمنذ توقيع هذه الاتفاقات وحصل الشرخ، وتفرق العرب، ومن لحق بعد ذلك بهذه الاتفاقات من الأشقاء العرب والسلطة الفلسطينية، ليس قناعة منهم بقدر ما هي المتغيرات الدولية التي زرعت عندهم اليأس وعدم القدرة على الاستمرار في التصدي للمشروع الصهيوني فأخذوا يتسارعون للاعتراف، وإقامة العلاقات، وطرح المشاريع والتخلي عن دعم المقاومة، حتى الوصول بالبعض لاتهامها بالإرهاب!!.حرب أكتوبر ومصر وجيش مصر، دمر أكثر من 70 % من الإمكانيات العسكرية في عام 1973م لجيش الاحتلال، ولولا الجسور الجوية التي مدها الأمريكان لما كان باستطاعته أن يعوض خسارته، وكان المواطن العربي يفخر بهذه البطولات، وينتظر النصر الذي لم يكتمل لن نفقد الأمل لا بمصر ولا بالأمة العربية ولا بشعب فلسطين الولاد، والذي سينجب لنا قادة أمثال عرفات وحبش وأبو علي مصطفى وأبو جهاد، ليفجروا لنا ثورة من جديد وليصنعوا النصر مع أمتهم العربية والإسلامية.
6 أكتوبر الانتصار الذي لم يكتمل؟
أخبار متعلقة