سلامة المولود تبدأ من رحم الأم
القاهرة/14أكتوبر/نصرالدين سلطان : العناية بالمولود تبدأ منذ بداية تكوينه داخل رحم الأم، وينصح الأطباء الأمهات بالمتابعة الدورية لحالتها الصحية، والاطمئنان على حالة الجنين، ومتابعة مراحل نموه داخل الرحم، والالتزام بالتعليمات سواء من ناحية النظام الغذائي، أو تناول الأدوية والتي يفضل تناولها بعد استشارة الطبيب، أو في الحالات الضرورية، ولابد أن تحرص الأم الحامل على المشي قدر الإمكان لإن ذلك سيساعدها على الولادة بسلام، والالتزام بالتعليمات تؤدي في النهاية إلى طفل سليم ومعافى، وبعد انتهاء تعليمات الحمل، تدخل الأم في مرحلة جديدة، هي العناية بالمولود وبنفسها والالتزام أيضاً بكل الواجبات التي تحتم عليها الاهتمام بطفلها والحفاظ على صحته وحمايته من الأخطار.يقول د.أحمد التاجي أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب الأزهر : إنه في الشهر التاسع من الحمل، يأخذ الجنين الوضع النهائي له أسفل البطن، انتظاراً لساعة خروجه إلي الدنيا، وعندما تحين هذه الساعة يبدأ الرحم في أداء مهمته النهائية، فيدفع الجنين إلي خارجه ومن ثم تأخذ عضلات الرحم القوية في الانقباض والارتخاء بانتظام، وهذه العملية تدفع بالجنين إلي خارج عنق الرحم، والسيدة الحامل التي تتبع نظاما غذائيا متوازنا، وعناية طبية منتظمة خلال فترة الحمل، تكون ولادتها أكثر سهولة.وتستغرق عملية ولادة الطفل الأول عادة من 16 - 18 ساعة منذ بداية الطلق، حيث يكون الفارق بين كل طلق والآخر ساعة في البداية، ثم يتقارب تدريجيا ليصبح ما بين 10 - 15 دقائق، ويظل الفارق في التناقص حتى تحين ساعة الوضع.. أما في الولادات التالية، الطفل الثاني أو الثالث، فتستغرق عملية الولادة مابين 8 - 10 ساعات، ومع ذلك فهي ليست قاعدة ثابتة. [c1]مراحل الولادة[/c]وتنقسم عملية الولادة إلي ثلاث مراحل في المرحلة الأولي تؤدي انقباضات الرحم إلي فتح عنق الرحم حتي يمكن خروج الطفل إلي قناة المهبل .و الثانية تتمدد فتحة المهبل وتتسع لتسمح بمرور الطفل.وفي المرحلة الثالثة تخرج المشيمة “ الخلاص” وتنفصل عن الرحم.ورغم أن قدرة الله تعالي، قد جعلت عملية الولادة أمرا طبيعياً، إلا أن اكبر حجم الطفل أحيانا، وحدوث بعض المشاكل الأخري الطارئة، تدفع الطبيب إلي إجراء شق صغير جانبي لفتحة المهبل لتسهيل عملية الولادة، وبعد الولادة يتم قفل هذه الفتحة ببعض الغرز من خلال التخدير الموضعي، حيث تلتحم تماما ولاتترك أي أثر، أما في الولادات التالية فنجد أن فتحة المهبل تتسع بحيث تسمح بخروج الطفل دون حاجة إلي جراحة أو تمزق ، وعند خروج الطفل إلي الحياة الدنيا، يقوم الطبيب بقطع الحبل السري، وبضرب الطفل برفق علي مؤخرته ليطلق الوليد صرخته الأولي، ومن ثم تمتلئ رئتاه بالهواء، ومع عملية التنفس يتزود الجسم بكل احتياجاته من الأكسجين.[c1]نصائح للأم[/c]وفي اليوم الأول من الولادة يفضل تقديم حساء دافئ وعصير فاكهة أو شوربة خضار للأم، فالطعام الخفيف يجنبها الكثير من المتاعب.وفي اليوم التالي، فيمكنها تناول الطعام وفقا لشهيتها مع الإكثار من السلطات والفاكهة.أما في حالة الولادة القيصرية، فيجب تناول الطعام حسب ارشادات الطبيب.وخلال الستة أسابيع التالية للولادة، يأخذ الرحم في الانكماش تدريجيا حتي يصل إلي حجمه الطبيعي، خلال ذلك تخرج بعض الافرازات المخاطية المختلطة بالدم، والتي تقل حتي تنعدم تماما، و تلاحظ الأم حدوث تقلصات وآلام تشبه آلام الدورة الشهرية في الأسبوع الأول نتيجة انقباضات الرحم لتطرد المخلفات الموجودة داخله، ويمكن الأحساس بخروجها عند إرضاع الطفل بشكل خاص، حيث إن عملية الإرضاع تساعد علي مزيد من الانقباضات.[c1]لبن السرسوب[/c] ولايظهر اللبن في الثدين إلا بعد مضي ثلاثة أيام، وحتي ذلك الوقت يفرز الثديان سائلا صافيا خفيفا يسمي “كولستروم” أو ما يطلق عليه العامة” لبن السرسوب” وهو سائل مهم غني بالبروتين، مغذ للطفل في الأيام الأولي ولابد من ارضاعه للطفل، حتي ولو كانت حالة الأم الصحية تمنعها من ارضاع طفلها، وعلي الطبيب هنا اتخاذ الإجراءات الطبية تجاهها وتجاه طفلها، ومن الظواهر المعتادة خلال الأيام الأولي من الولادة زيادة كمية البول، وأيضا الإمساك، وهنا يجب عدم تناول ملينات بكثرة ، لأنها قد تؤدي إلي أصابة الرضيع بالإسهال، والأفضل تناول كميات كبيرة من الخضروات الطازجة والفاكهة.[c1]المولود الجديد[/c]ويضيف د. هاني أحمد لطفي استشاري أمراض الأطفال عن المولود الجديد فيقول: من المفيد أن يصرخ الطفل عند ولادته وصرخاته بلا دموع، فالصراخ وسيلة مساعدة لسرعة التخلص من هذه السوائل، وصراخ الطفل المولود قد يكون تعبيرا عن متاعبه، فقد يكون جسمه مبللا، أو يكون الأحساس بالبرودة هو السبب فدرجة حرارة الغرفة أقل بكثير من درجة حرارة الرحم الذي كان يعيش فيه، كذلك فإنه يعيش في جو مليء بالأضواء بعد أن كان الظلام يحيط به.وقد تلاحظ الأم وجود انتفاخ في ثدي الطفل المولود وبالضغط علي ثدي المولود تخرج قطرات من اللبن، ويستمر ذلك لعدة أيام بعد الولادة، ولكنه يتوقف بعد ذلك، كما تلاحظ وجود شعر في أجزاء من جسم المولود ولكن سرعان ما يسقط هذا الشعر ، ويولد كل الأطفال وجلدهم أبيض، حتي الطفل المولود من أسرة سمراء، فالحبيبات التي تلون الجلد لا تأخذ مكانها إلا بعد مرور عدة أيام، بل وعدة أسابيع.والولادة البكرية “أي الولادة الأولي في الحياة الزوجية” تأخذ وقتا أكبر من الولادة التالية ، وفي الأيام الأولي يستطيع المولود أن يفتح عينيه ويغلقها، ويكون قادرا علي التمييز بين الظلام والضوء بل ورؤية الأجسام الضخمة المتحركة حوله.وأسرع شيء يتعلمه الطفل في أسبوعه الأول هو رضع الثدي، كما أنه ينام كثيرا في هذا الأسبوع وإذا مد الطفل ذراعه وركز عينيه عليه، فإن هذا الأمر علامة علي أن مخه استطاع أن يوافق ما بين حركة اليد وحركة العينين، وهذه نقطة مهمة في مراحل النمو، وبكاء الطفل حديث الولادة يكون إما للجوع أو البلل أوإحتباس الغازات في المعدة إذا ترك بمفرده وهز الطفل يعتبر أحسن وسيلة لتهدئته علي أن يكون الغناء متزامنا مع هذا الهز، كما أن أحسن وسيلة لإخراج الهواء هي وضع الطفل علي بطنه فوق قربة ماء دافئ ثم يربت علي ظهره برفق.كما أن الطفل يحتاج للتكريع بعد الرضاعة خصوصا إذا كان قد بلع كمية من الهواء أثناء بكائه طلبا للطعام هنا يمكن مساعدته علي التكريع قبل الرضاعة، وبعدها أيضا.[c1]الرضاعة الطبيعية[/c] والرضاعة الطبيعية أحسن تغذية للطفل، كما أن لبن الأم يمكن هضمه بسهولة ويحمي الطفل من الميكروبات، ويجعله أقل عرضه للحساسية ، ولبن “السرسوب” الذي يفرزه الثدي يحتوي علي أجسام واقية من الأمراض، كما أن كميته كافية للطفل وتحتوي علي البروتين والدهون اللازمة له لحين نزول البن الطبيعي، وعلي الأم ألا تضغط ثديها أثناء الرضاعة حتي يستطيع الطفل أن يتنفس بسهولة أثناء الرضاعة، ولابد من رضاعة الطفل لمدة 5 دقائق في أول الأمر ثم تزداد تدريجيا يوم بعد يوم، مع ضرورة إرضاع الطفل كل ساعتين أو ثلاث ساعات في الأيام الأولي، والحرص علي تنظيف الثدي بعد الرضاعة بالماء فقط بدون صابون، وتجفيفه في الهواء وليس بمنشفة، لأن تهوية الثدي يقلل من شعورها بالحرقان ، ويجب الاقلال من الأطعمة التي تحتوي علي البصل والتوم والكرنب، وتجنب التدخين نهائيا ، لأنه يقلل من قيمة اللبن.[c1]مشاكل مرضية[/c]وهناك العديد من المتاعب المرضية التي يتعرض لها الوليد في بداية شهوره الأولي، أهمها أمراض الجهاز التنفسي، والتي عادة ما تصيبه نتيجة اصطحاب الأم له عند خروجها إلي عملها وإيداعه إحدي دور الحضانة حيث يتعرض الطفل للتغيرات الجوية ويصاب بالبرد ، وقد يتعرض لمتاعب الجهاز الهضمي، مثل: النزلات المعوية، كما أنه يصبح عرضة للعدوي من الآخرين نتيجة الازدحام والتلوث.ولابد أن تعلم الأم أن السنة الأولي من عمر وليدها محفوفة بالعديد من المخاطر، فقد يولد الطفل ناقص الوزن أو مصابا بمرض الصفراء، أو بالالتهابات التنفسية أو بعدم استقرار درجة حرارته، وإن كان الطب قد استطاع علاج مثل هذه الحالات بسهولة ، وهناك جانب آخر يجب أن نراعيه، وهو العيوب الخلقية والوراثية، لذا لابد من فحص الزوج والزوجة معا قبل الزواج حتي يمكن تجنبها.وهناك أمراض قد تنشأ عند الولادة منها عدم حصول الوليد علي الأوكسجين الكافي مما يؤثر علي نموه العقلي وذكائه.والنصيحة التي يمكن تقديمها هي الرعاية الدورية المنتظمة للطفل ومتابعة حالته، وأخذ التطعيمات في مواعيدها المحددة، ففي ذلك حماية للطفل من أمراض عديدة قد يتعرض لها في حالة اهماله.