التقاعد المفاجئ يزلزل الحياة الزوجية
أستطلاع : هبة حسن الصوفييقال إن الحياة الزوجية في بدايتها تكون جميلة وهادئة ويسود التفاهم بين الزوجين, وهناك كثير من الأسباب التي تعزز هذا الانسجام منها الحياة المستقرة والجانب المادي المتوفر .. الخ, فهي من الظروف المساعدة لتهيئة المعيشة الطبية. ولكن عندما يتقدم العمر في الحياة الزوجية يتجرد الناس من سخونة الشباب ويصبحون أكثر إحساساً بالآخرين . وعندما تمر سنوات طويلة في الحياة الزوجية تطرأ سلوكيات كثيرة مضطربة تؤثر بشكل مباشر على العلاقة الزوجية ولكنها أحياناً تكون لفترة معينة وتنتهي وهذا صحيح من الناحية النظرية، ولكن هناك ألد أعداء هذه العلاقة وهو «التقاعد» وخصوصاً للرجال لأن كثيراً من الدراسات أثبتت أن التقاعد يهز ويزلزل العلاقة الزوجية.وحتى نتأكد من الدراسات والأحاديث التي يتداولها الناس حول هذا الموضوع التقت صحيفة (14 أكتوبر) بعدد من المواطنين فإلى حصيلة هذه اللقاءات. [c1]تقاعد زوجي أفادني[/c]قالت الأخت / ميرفت سعيد وهي ربة بيت: زوجي تقاعد من عمله قبل أن يكمل مدة الخدمة ولكن هذا التقاعد جاء لصالحي وليس ضدي فزوجي قد أخذ عني بعض المسؤولية في تربية أولادنا وأصبح كثير الجلوس معنا ويتابعهم بكل ما يحتاجون إليه على الرغم من إنه وجد عملاً آخر ولكنه لم يعد منشغلاً مثل ما كان. وما همني في الموضوع بأن زوجي لم تتأثر نفسيته واستطاع التغلب على المصاعب حتى لا يتأثر هو ويقلق من حوله, وإني أعتبر نفسي أكاد أكون حالة نادرة استطاعت تقبل وضع صعب وجديد بنفس الوقت.[c1]شعوره بالفراغ أتعبني[/c]وقالت / أ.ع.ن موظفة في أحد المرافق الحكومية: زوجي قد تقاعد من عمله بشكل مفاجئ وقد سببت هذه الكارثة مشكلة ونقمة كبيرة وخاصة عندما يراني ذاهبة إلى عملي يومياً وهو ليس لديه أي عمل يقوم به حتى أنه أصبح يتدخل كل شاردة وواردة في المنزل محاولاً خلق أي مشكلة لكي يخرج طاقته المكبوتة بسبب الفراغ الذي يعيشه فأنا واحدة من النساء اللاتي تحطمت قلوبهن وساءت نفسياتهن وأكرر أن تقاعد الرجل وجلوسه في المنزل ليس بزلزال وإنما كارثة.[c1]التقاعد بطالة شبه تامة[/c]وقالت / أم هديل: صحيح أن الحياة الزوجية فيها الكثير من التغيرات التي تقع بين الأزواج بين الحين والآخر ولكنها أمور روتينية وطبيعية حدثت ومازالت تحدث.ولكن ما هو غريب ولا يحتمل عندما تقاعد زوجي ومكث في المنزل رافضاً حتى محاولة البحث عن عمل آخر وأدخل اليأس والكآبة إلى نفسه وأصبحنا نقضي أطول الأوقات مع بعضنا البعض وليس لدينا أي عمل سوى المناكشات والمناوشات والجدال باستمرار على أتفه الأشياء وساد التوتر والقلق في المنزل ولا أنكر أن هذا العدو عندما دخل المنزل تحولت حياتنا إلى كآبة وأتمنى التخلص منه.[c1]التقاعد المفاجئ خطر حقيقي[/c]وقال / د . حسن عبده: من ألد أعداء العلاقة الزوجية بنظري هو التقاعد المفاجئ فهو الزلزال الحقيقي الذي يقع على الزوجين وهناك بعض الأسر لا تستطيع الوقوف أمام هذه المشكلة، والاستسلام لها أكبر خطيئة, وهناك كثيرون من الناس الذين يتقاعدون ولكن لم تهدم منازلهم.فهناك فرق كبير بين الانسحاب التدريجي من العمل وكسب الرزق في مكان آخر وبين التقاعد المفاجئ, فحينما يعود موظف في الأربعين من عمره إلى بيته ذات يوم وهو يعلم بأن لا رجوع للعمل بعد اليوم - فهناك أشخاص لا يحتملون ذلك الموقف - فتبدأ عنده نوبة كبرى من المتاعب الزوجية والأسرية حينها يتحول ذلك المتقاعد إلى مصدر قلق وإزعاج ويتدخل بكل صغيرة وكبيرة في المنزل ومع الأسف هناك العديد من الأبناء الذين تأثرت نفسياتهم بسبب كثرة المشاكل التي يخلقها رب الأسرة.وشاطره الحديث زميله / د . مصطفى هاشم قائلاً: كارثة كبرى أن يتقبل الرجل فكرة أن يمكث في منزله هذا عن الفكرة فما باله بالحقيقة المرة كيف له أن يتقبلها وخاصة إنه اعتاد على العمل المستمر لفترة طويلة من عمره، وما يحز في نفس أي موظف أستطاع أن يثبت كفاءته وقدرته في العمل واستطاع أيضاً أن يبني لنفسه هدفاً سامياً في هذه الحياة أن يكف فجأة عن عمله ويتم الاستغناء عند خدماته، وهذه صدمة كبيرة بالنسبة له وإني أرى أن خطر التقاعد يزلزل قلب أي رجل قبل أن يزلزل حياته الزوجية.[c1]فكرة الاستثمار الخاص بخريف العمر[/c]وبعد أن مررنا بقطار التقاعد على بعض الأشخاص الذين قاربهم هذا العدو كانت لنا وقفة مع / د . وفاء الهادي اختصاصية اجتماعية وكانت لها وجهة نظر حول هذا الموضوع لعلها تستطيع تقديم العلاج في هذه الحالة لتجنب الكثير من المشاكل التي صاحبت خطر «التقاعد». وقالت : ترجع أسباب هذه المشكلة الى الأزواج عموماً لأنهم يشقون طريقهم على نحو انفرادي, فتتطور لدى كل منهم اهتمامات مختلفة وأهواء مختلفة وذلك في تجاهل تام لفكرة الاستثمار الخاص بخريف العمر ولابد من أن تكون هناك فكرة استثمار وذلك على أن الزوجين مطالبان بالتفكDر الجاد والمشترك ووضع الخطط للتكيف مع الوضع الجديد وخاصة في مسألة «التقاعد» ويفكر أن كيف سيقضيان سنواتهما الباقية في هذه الدنيا وإني أتقدم بنصيحتي لكل الرجال الذين وقع عليهم هذا العدو, بأن يفكروا بأشياء يقومون بعملها حتى يستطيعوا التغلب على هذه العاصفة, ويبتعدوا عن المناكفات والجدل والمشاكل لأنها لا تجدي نفعاً.