منبر التراث
[c1]جسد حياة الناس[/c]أحمد الحامد فنان كاريكاتيري ، غرس ريشته الأنيقة بحياة المجتمع اليمني الأصيل. فاستطاع أن يجسم ويجسد حياة الناس البسطاء خير تجسيد تتسم أعمال الفنان أحمد الحامد الكاريكاتيرية بتسليط الأضواء على الحشائش الضارة التي تنمو وتتسلق مجتمعنا .[c1]أسلوب ساخر لاذع[/c]والحقيقة أن الفنان أحمد الحامد تتسم رسوماته الكاريكاتيرية بخفة الظل الذي يجعل من يطلع عليها ترتسم على وجهه ابتسامة عريضة . وهذا في رأينا من صميم العمل الكاريكاتيري الناجح الذي يغلف مشكلة ( ما ) بأسلوب ساخر لا ذع . ولقد برع فيه فناننا أحمد الحامد بصورة تدعو إلى الإعجاب . [c1]أفكار قيمة[/c]وفي الحقيقة أن من يتتبع أعمال الفنان أحمد الحامد الكاريكاتيرية سيلفت نظره أن أعماله تحمل أفكارا ، وآراء قيمة أو بمعنى أوسع تحمل شعاراً اجتماعياً يهدف في الأساس لفت الرأي العام أو تحريك قضية اجتماعية معينة تشوبها سلبيات خطيرة على مجتمعنا . فعلى سبيل المثال قضية بعض المسئولين الذين يظنون أنفسهم أنهم فوق القانون . والبعض الآخر ترسخ في ذهنه وفي نفسه أن المسئولية مغنم أو أنها ملكية خاصة في الإمكان التصرف بها كيفما يشاء . أو الموظف الكسول الذي يأتي إلى العمل من أجل أن يكمل نومه في مكتبه ويترك أعمال الناس إلى إشعار آخر . ومن القضايا الهامة والخطيرة التي التقطتها ريشته الذكية وهي قضية أو مسألة القات التي مازالت تجثم على صدور الكثير من الأسر وخصوصا الأسرة المتوسطة الحال . وعلى الرغم أن العديد من فناني الكاريكاتير ، قد تطرقوا إليها وأبدعوا فيها إلا أن فناننا أحمد الحامد استطاع بمهارة عالية أن ينقد تلك الظاهرة نقدا لاذعا وبصورة ساخرة. وتناول أيضا فنانا أحمد الحامد في رسوماته الكاريكاتيرية ظاهرة اجتماعية وهي ظاهرة ( أم الزوجة ) والتي تناولها الداني القريب والقاصي البعيد من فناني الكاريكاتير في داخل اليمن أو في خارجه . وبالرغم ذلك فإن خطوط رسوماته في ذلك الموضوع يثير فينا الضحك وكأننا لأول مرة نشاهد من ينقد أم الزوجة . [c1]مفعمة بالحيوية[/c]والحقيقة أن صفات فناننا المبدع أحمد الحامد تتسم بالهدوء ، ووجه يشي بالطيبة، وقليل الكلام ، ويفكر بعمق أو قل إن شئت يسبح في أجواء قضايا المجتمع ومشاكله المختلفة . وعندما تتأمل بعمق خطوط رسوماته الكاريكاتيرية فإنها مفعمة بالحياة والحيوية والنشاط تكاد أبطال شخصيته تطل من الكاريكاتير ، فتراها رأي العين ، وتترامى إلى مسامعك أصواتها ، وتشعر بسخونة أنفاسها . [c1]الفن للمجتمع[/c]ولسنا نبالغ إذا قلنا أن أحمد الحامد فناننا الكاريكاتيري ليس من أصحاب مدرسة الفن للفن ولكنه من مدرسة الفن للمجتمع أو بعبارة أدق فن الكاريكاتير في خدمة الناس البسطاء الذين يحلمون بطموحات مشروعة . فالكاريكاتير عند أحمد الحامد هو مرآة صافية صادقة تعكس بدقة متناهية مجتمعنا اليمني بمختلف بيئاته الاجتماعية . حقيقة نطلع على بعض أعمال فناني الكاريكاتير ولكن لا نشعر بحرارتها أو بمعنى أوسع أن خطوطها باردة , وجامدة ولا تحرك فينا ساكنا . ولكن بخلاف بعض فناني الكاريكاتير عندما نطلع عليها تحرك مشاعرنا ، وتدغدغ أحاسيسنا والسبب في ذلك هي الموهبة , وفناننا الكاريكاتيري المبدع أحمد الحامد هو واحد من الموهوبين الذي استطاع أن يجعلنا نتفاعل معه بكل جوارحنا ووجدننا والملفت للنظر أن جل أعماله الكاريكاتيرية لا تحتاج إلى التعليق عليها أي أنها (( دون تعليق )) وهذا في حد ذاته يدل على مقدرة فائقة في توصيل الفكرة مباشرة وهذا العمل من الكاريكاتير ينفذ مباشرة إلى القلب . ويلفت نظرنا أيضا أن خطوط رسوماته بسيطة وسهلة وهو من النوع السهل الممتنع وهو من أصعب أنواع فن الكتابة الأدبية وهو كذلك ينطبق على فن الكاريكاتير . [c1]جمعية الكاريكاتير اليمنية[/c]وعلى أية حال ، نرجو له الاستمرار في العطاء والتألق في ميدان الكاريكاتير الذي يعد من أقوى ، وأشد الأسلحة الفتاكة على يظنون أنهم فوق القانون وفوق المجتمع. والشيء بالشيء يذكر ، نأمل من فناني الكاريكاتير في بلادنا على تأسيس جمعية الكاريكاتير اليمنية تكون من ضمن مهامها العمل على احتضان المواهب الناشئة في فن الكاريكاتير وبذلك نوسع دائرة فن الكاريكاتير في بلادنا من ناحية وعلى الجهات المختصة بالثقافة والفنون والإبداع تدعيم فناني الكاريكاتير اليمنيين بكل الإمكانيات المادية والمعنوية منها على سبيل المثال إحضار عدد من كبار فناني الكاريكاتير في الوطن العربي للاستفادة من تجاربهم العميقة في هذا الفن الحي الرائع الذي يجسد نبض المواطن .