عمر السبعيقول المثل اليمني : "إذا همينا العصافير ما ذرينا دخن".. فالفلاح اليمني عندما يزرع أرضه لا يخشى الآفات الحشرية والحيوانية، فإنّ توارثه للزراعة والفلاحة أباً عن جد أكسبته خبرات عملية للقضاء على الآفات الحشرية والديدان الضارة بالثمار بالطرق التقليدية، فضلاً عن الطرق العلمية الحديثة.وتشتهر تربة اليمن بزراعة أجود أنواع العنب، وعنب اليمن متنوع بين الرازقي والعاصمي والأحمر والعرقي والجبري والبياض والزيتون.ومعروف أنّ أشجار العنب تتعرض للإصابة بالعديد من الآفات الحشرية والحيوانية، وهذه الآفات تسبب أضراراً كبيرة في الإنتاجية النهائية للمحصول.فهناك حشرة الجاسيد التي تصيب الأوراق وحفار ساق العنب التي تصيب السيقان والأفرع وآفات أخرى تصيب الأزهار والثمار وآفات تصيب كل أجزاء الشجرة، كالبق الدقيقي ودودة ثمار العنب التي تستأثر بكروم العنب.وهناك طيور وخفافيش تهاجم عناقيد العنب الناضجة فتتلفها وتتعفن مما يؤثر على كمية وجود المحصول.وقد أثارت حشرة "المن" التي ظهرت لأول مرة على شجرة العنب بمديرية بني حشيش محافظة صنعاء مخاوف مزارعي المديرية من أضرارها وتأثيرها على تدني مستويات إنتاج ثمار العنب.والمن مادة صمغية حلوة المذاق كعسل النحل، وقد يتكون المن نتيجة لعملية نزول العصارة الغذائية للنبات إلى أسطحه الخارجية، وحشرة المن تخترق أنسجة النباتات وتمتص أقدار مختلفة من عصاراتها الغذائية، ومع الامتصاص قد تفرز فيروسات تؤثر على مذاق الكروم.وقد أفاد المهندس محمد سيف نعمان العثماني رئيس قسم الأمراض بالإدارة العامة لوقاية النباتات التابعة لوزارة الزراعة والري، إنّ حشرة المن تموت بمجرد هطول الأمطار، وتقلل من خطر الحشرة التي تتمركز على أطراف وفروع أشجار العنب.وأضاف العثماني خبير وقاية النبات إنّ الحشرة "المن" لا تتكاثر جنسياً وتعتمد لحماية نوعها ومضاعفته بالتكاثر البكاري الذي لا يحتاج إلى عملية تزاوج.. وأنّ خبراء الزراعة والباحثون في مجال وقاية النباتات يهدفون إلى اكتشاف مفترسات وطفيليات لمكافحة حشرة المن والقضاء عليها، كما أنّ التخلص من الحشائش هو الطريقة المثلى لمكافحة المن، حيث أنّه ينتقل من الحشائش إلى أشجار العنب.. والهدف الأساسي من هذه الدراسات والإجراءات تقليص استخدامات المبيدات الكيميائية، التي إن أثبتت جدواها للقضاء على آفة المن إلا أنّها تلوث البيئة والتربة الزراعية.. وكما هو معلوم أنّ كمية الإنتاج وجودته مرتبط بالعملية الزراعية وأساليب الري والمدخلات الزراعية الحديثة وطرق الوقاية الصديقة للبيئة.ويعتبر العنب من الفواكه ذات القيمة الغذائية والعلاجية الجيدة، فضلاً عن مذاقه الرائع والفريد، ولأنّه يصدر إلى الأسواق العربية والأجنبية، فقد زادت مساحة الأراضي المزروعة لمحصول العنب إلى اثني عشر ألفاً وخمسمائة وأربعة وأربعين هكتاراً خلال عام 2006م، كما بلغت كمية الإنتاج من العنب خلال عام 2006م مائة وسبعة عشر ألفاً وخمسمائة وثمانين طناً (استناداً للبيانات الصادرة عن وزارة الزراعة والري).
|
ابوواب
العنب والآفات الحشرية وإستراتيجية المكافحة
أخبار متعلقة