لدى افتتاحه المؤتمر الخليجي الرابع لمكافحة السرطان .. نائب رئيس الجمهورية:
صنعاء/سبأ: أكد الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية أن اليمن قطعت شوطا لا بأس به حتى الآن في مكافحة مرض السرطان عبر المركز الوطني للسرطان في صنعاء، على الرغم من أن ذلك غير كاف لمواجهة الحالات المتزايد من المرض في بلد مثل اليمن يزيد سكانه على 22 مليون نسمة .وقال نائب رئيس الجمهورية في كلمة القاها امس في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الخليجي الرابع للاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، ان فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح ، رئيس الجمهورية اصدر توجيهاته الى الحكومة بانشاء مراكز للسرطان في خمس محافظات رئيسية وأن تكون مشابهة للمركز الوطني بصنعاء ، معربا عن أمله في ان تتمكن اليمن بإذنه تعالى وبتعاون الخيرين من التوسع في هذا المجال مستقبلا .وعبر الأخ نائب الرئيس عن سعادته لافتتاح المؤتمر في حاضرة اليمن وعاصمته التاريخية صنعاء التي احتضنت قبل ايام اجتماعات المؤتمر السادس والستين لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي ، الأمر الذي يؤكد مدى ما يربط بين اليمن ودول مجلس التعاون من وشائج قويةومتينة آن لها ان تنعكس على ارض الواقع لتترجم الى مشاريع للتعاون والشراكة والإخاء الصادق ولما فيه خير شعوب اليمن والخليج جميعا ، ناقلا لجميع المشاركين في المؤتمر تحيات فخامة الأخ رئيس الجمهورية وتمنياته لهم بطيب الإقامة في وطنهم الثاني وللمؤتمر التوفيق والنجاح .وبين انه عند الحديث عن مرض السرطان وكيفية مكافحته والحد منه انما نتحدث عن مشكلة معقدة تعاني منها الكثير من الدول بما فيها المتقدمة, غيران بعض الدول استطاعت ان تحد من نسبة انتشار المرض من خلال الحد من مسبباته والوقاية منه وهو ما لم يحدث في منطقتنا العربية ولذلك نجد ان نسبة المرض في ارتفاع مستمر الأمر الذي يتطلب من الجميع وقفه جادة ومتأنية لدراسة حجم المشكلة وكيفية التصدي لها والوقاية منها .وقال نائب الرئيس :” إنني علي يقين بان المؤتمر سيأخذ في الاعتبار كل العوامل والمتغيرات الراهنة والاستفادة من خبرات وتجارب الدول الشقيقة والصديقة في مجال مكافحة السرطان ووضع الحلول والمعالجات اللازمة وبما يسهم في النهوض وتطوير سبل المكافحة والعمل على رعاية المرضى بالتعاون مع رجال البر والخير الذين لا يألون جهدا في تقديم كل الدعم والرعاية للمصابين بهذا المرض” ، مشيدا بدور المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان الى جانب الحكومة في مكافحة هذا المرض الخبيث .وشكر في ختام كلمته القائمين على المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان والاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان ولكل من ساهم في الاعداد والترتيب لانعقاد المؤتمر ، وكذا الاطباء والاختصاصيين والخبراء المشاركين في المؤتمر ، متمنيا ان تكلل أعمال هذا المؤتمر بالنجاح .وكان وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبد الكريم راصع قد القى كلمة اكد فيها متانة علاقات الأخوة والجوار بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي، باعتبارها ضرورة ملحة تقتضيها مستجدات المرحلة من تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية وصحية، ما يستدعي التكاتف واليقظة المستمرة والتواصل الدائم لمواجهة هذه التحديات.وقال “ أن مشكلة مرض السرطان تعد قضية صحية تشغل الاهتمام الوطني وتجتاح بعناد مختلف الفئات العمرية وتؤرق بشدة الجهود الحكومية في الحد من مشكلاتها المرضية في ظل تحديات صحية كبيرة لا تقف عند مشكلة بعينها أو سبب بذاته واضعين نصب أعيننا بأن حماية صحة الانسان هي الثمرة الحقيقية لجهودنا التنموية و بها يكون النهوض ويعزز البناء.”واعرب وزير الصحة عن أمله في أن يسهم المؤتمر بشكل فاعل ومباشر في إبراز المعاناة التي يواجهها مرضى السرطان وبهدف تخفيف المعاناة عنهم ، مشيرا الى ما يحققه التقدم العلمي والتكنولوجي المتطور من دور هام ومتكامل في تطوير الخدمات الطبية والرعاية و الصحية في توفير المعالجات الممكنة والمناسبة لهذه المشكلة الصحية المعاصرة، وكذا توفير خدمات فعالة وآمنة للمرضى المصابين بسرطان الرأس والعنق.وقال : إن المركز الوطني لعلاج الأورام الذي أفتتحه فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في 28 سبتمبر 2004م يضم 52سريرا للرقود بالاضافة الى 16 سريراً للعلاج الكيماوي اليومي ، ويقوم حاليا بمعالجة 120 حالة يوميا بالعلاج الإشعاعي” ، مؤكدا على ضرورة التوسع في إنشاء مراكز أخرى في المحافظات بالتعاون مع المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان وذلك في ظل زيادة الحالات المصابة بالسرطان ، وتنفيذا لتوجيهات فخامة الاخ الرئيس باعتماد اربعة مليارات ريال لبناء مراكز جديدة لمعالجة السرطان في محافظات عدن والحديدة وتعز وحضرموت.وأشار راصع الى أن إنشاء المؤسسة الخيرية لعب دورا في دعم مراكز مرضى السرطان منذ إنشائها عام 2003م ومكن من تهيئة مناخ المساندة الشاملة المتكاملة والداعمة لمرضى السرطان لتخفيف العبء قدر استطاعتها بهدف الحد من الآثار السلبية للمرض ومخرجاته بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والسكان ممثلة بالمركز الوطني للأورام بالمستشفى الجمهوري بصنعاء.الى ذلك تطرق الرئيس الفخري للاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان الدكتور عبد الرحمن العوضي إلى ما يهدف إليه المؤتمر من تعزيز مجالات التعاون العلمي بين أطباء واختصاصي أمراض السرطان في دول الخليج ، منوها بالتعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي في مجال الصحة بما فيها اليمن التي احتضنت مطلع الشهر الجاري مؤتمر وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي.وشدد على ضرورة تضافر الجهود الرسمية والشعبية لمكافحة هذا المرض الخبيث وتوعية المجتمع بأخطاره وآثاره الانسانية والنفسية على المريض وأسرته والمجتمع ، وقال:” يجب القضاء على هاجس الخوف عند مرضى السرطان لما يمثله من عامل هدم للمريض وانهيار معنوياته”. بدوره أعتبر نائب رئيس اللجنة العليا للمؤتمر رئيس مجلس أمناء المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان عبد الواسع هائل المؤتمر تظاهرة علمية هي الأولى من نوعها في اليمن في مجال مكافحة السرطان ،وقال:” يأتي هذا المؤتمر كمحاولة جادة لإلقاء الضوء على جانب هام من جوانب هذه المشكلة التي يجب أن ننتبه لها وإضافة علمية للعاملين في هذا الحقل ومحطة إنسانية يتبادل من خلالها الاطباء والاختصاصيون المهتمون أخر المستجدات على صعيد مكافحة السرطان خاصة سرطان الرأس والعنق”.واستعرض جهود المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان ودورها في مكافحة أمراض السرطان وتقديم الخدمات العلاجية للمرضى والمحتاجين ،لافتا إلى ما تواجهه المؤسسة الوطنية لمكافحة أمراض السرطان من تحد كبير يتمثل في اتساع واجبات ومسئوليات المؤسسة ومنها البدء بتنفيذ المستشفى النموذجي في مدينة الأمل الطبية بالعاصمة صنعاء ومراكز الأورام في المحافظات وهو ما يتطلب امكانيات كبيرة مادية وفنية وتقنية”.بعد ذلك قام وزير الصحة راصع و معه وزير الإعلام حسن اللوزي والاخ عبد الواسع هائل بقص الشريط لمعرض الفن التشكيلي الذي يقام على هامش المؤتمر ويعرض فيه 50 تشكيليا من مختلف المحافظات 58 لوحة وعمل إبداعي خصص ريعها لصالح مرضى السرطان في الجمهورية, كإسهام من الفنانين في رفع معاناة هذه الفئة.وتخلل الحفل فقرات فنية وإنشادية ومسرحية أداها براعم وزهرات تناولت معاناة مرضى السرطان وجهود المؤسسات والمراكز الوطنية في تقديم العون والعلاج للمرضى ، كما تم فتح باب التبرع لصالح مؤسسات ومراكز السرطان في اليمن حيث أعلن نائب رئيس الجمهورية التبرع بمبلغ 12 مليون ريال ، و بلغت القيمة الإجمالية للتبرعات أكثر من 200 مليون ريال من شخصيات رسمية وشعبية ومؤسسات حكومية و شركات تجارية وجمعيات خليجية وعربية.المؤتمر يعقد تحت شعار:(سرطان الرأس والعنق ) وتنظمه على مدى 3 أيام المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان والمركز الوطني لعلاج الأورام والاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان بمشاركة 450 مشاركا من الاطباء والمتخصصين والمؤسسات ومراكز السرطان باليمن ودول الخليج الى جانب أطباء كنديين. حضر افتتاح المؤتمر نائب رئيس مجلس النواب محمد سالم الشدادي وعضو مجلس الشورى الشيخ صادق عبدالله بن حسين الأحمر وعدد من الوزراء واعضاء مجلسي النواب والشورى ورؤساء واعضاء البعثات الدبلوماسية العربية والاجنبية في اليمن .