السيستاني يطالب الوزراء القيام بواجباتهم أو التنحي
بغداد / وكالات :أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان للعشائر دورا رئيسيا في بناء العراق ومواجهة العنف في البلاد, داعيا الى الحوار بدل العنف خلال افتتاح مؤتمر للمصالحة الوطنية أمس السبت بحضور نحو (600) من شيوخ العشائر والقبائل.فيما طالب الشيخ مهدي الكربلائي، ممثل اية الله علي السيستاني في كربلاء، وزراء المالكي بالتنحي عن مناصبهم في حال عدم قدرتهم على تأدية واجباتهم. من جانب آخر كشفت منظمة إنسانية أن وجود العراقيين في المعتقلات يشكل دخلا جيدا للضباط القائمين على السجون،.مشيرة إلى أن مبلغ (11) دولارا يصرف لطعام كل سجين، غير أن دولارا واحدا فقط يذهب لذلك الغرض، بينما يحصل الضباط على باقي المبلغ.وفي التفاصيل قال المالكي خلال افتتاح المؤتمر الذي عقد في قاعة فندق بابل وسط بغداد أنه "لا يمكن ان يبنى العراق بالعنف انما عبر الحوار الجدي وبصيانة وحدتنا".مشيرا الى ان الاجتماع يعقد "تحت شعار مشروع المصالحة الوطنية" الذي "لا ينبغي ان يكون اي عراقي خارجه". واضاف ان "تحرير الوطن من اي نفوذ اجنبي لا يمكن ان يكون دون وحدة اجماع وطني".واكد على "دور العشائر في هذه المرحلة". وقال "لا بد ان تلعب العشيرة دورا في مواجهة الارهاب وتقطع الطريق امام كل من يريد اثارة الفتنة الطائفية". وتابع رئيس الوزراء العراقي ان "العشائر تمثل النسيج الوطني لابناء العراق.فليس غريبا ان تجد من عشيرة واحدة هم من الشيعة والسنة وهم اخوة". وتوقع علي الدباغ المتحدث باسم رئيس الوزراء أن يكون هناك "تعهدا مسؤولا من الشيوخ لحماية الوحدة الوطنية ودعم برنامج المصالحة الوطنية الذي قدمه رئيس الوزراء نوري المالكي". وعبر الدباغ عن امله في ان يتوصل شيوخ العشائر الى تفاهم حول بيان مشترك نهار اليوم, سيبث على محطة التلفزيون الحكومية "العراقية". وقال "انهم يقومون بعملهم والحكومة لا تتدخل في مناقشاتهم.. مؤكدا ان للعشائر دورا مهمايمكن ان تلعبه في عملية المصالحة الى جانب الاحزاب السياسية والمسؤولين الدينيين واعضاء المجتمع المدني. من جانب آخر، طالب الشيخ مهدي الكربلائي، ممثل اية الله علي السيستاني في كربلاء، وزراء المالكي بالتنحي عن مناصبهم في حال عدم قدرتهم على تأدية واجباتهم.و دعا الكربلائي اعضاء الحكومة العراقية الى الخروج من مقراتهم والتواصل مع العراقيين "للاطلاع على معاناتهم لانهم يعيشون ظروفاً قاسية".وقال في خطبة الجمعة يوم أمس الاول من الصحن الحسيني وسط كربلاء امام مئات المصلين "اقول لكم انه لا يمكن تحقيق الاهداف التي ضحى من اجلها هذا الشعب بالجلوس في قاعات محصنة والخوض في نقاشات لساعات متأخرة من الليل".واضاف "اخرجوا الى الناس وعايشوا الظروف التي يمرون بها، عايشوا معاناتهم وقساوة الحياة وآهات المرضى وانين الجرحى وحسرات اليتامى وتفجيع الارامل".وتساءل "ممن تخافون؟ من الموت الذي يتلقاه الان ابناء هذا الشعب الجريح كل يوم وساعة بصدورهم واجسادهم التي اثقلتها الام الحياة او من الجراح التي يئن منها كل المواطنين؟ هل ارواحكم ودماؤكم أغلى وأعز من ارواح المواطنين". واكد ان "من اهم مواصفات المسؤول التضحية والشجاعة وايثار الاخرين على نفسه".وقال الكربلائي "نعم هناك معوقات وصعوبات تعترض طريق ذلك وعلى رأسها الاحتلال لكن هناك مساحة واسعة ممكن التحرك من خلالها لرفع معاناة هذا الشعب الجريح". ورأى ان "من الضروري ان يقوم الوزراء وكبار المسؤولين بزيارات ميدانية الى المحافظات (...) والانفتاح على جميع شرائح المجتمع وطبقاته للاطلاع على معاناتهم لانهم يعيشون الان ظروفا قاسية". ودعا الى "تفعيل دور المراقبة والاشراف على اداء الوزارات من اجل كشف التقصير المالي والاداري".وأوضحت منظمة "عراق ووتش" في دراسة نشرتها أن بقاء المعتقلين في السجون يشكل مصدر ربح مضمون لعدد من ضباط الأمن، وأن عبارة "ستعود لمنزلك بعد ساعة"التي تستخدمها الميليشيات المسلحة التي ترتدي زي رجال الأمن العراقيين تعني في العادة الاعتقال لشهور "لذا لا تكن ساذجا وتصدِّق وعودهم"، وذلك وفقا لما نشرت صحيفة "الوطن" السعودية السبت 26-8-2006م.وسردت المنظمة عدداً من النصائح لتفادي التعرض للاعتقال، حيث أكدت أنه "في الغالب لا تعرف القوة المداهِمة أنكَ الشخص المطلوب حتى تُخبرهم أنتَ عن اسمك، وعليه تدرَّب على التقمص السريع لشخصية أخرى إذا استدعى الأمر".كما رأت أنه "من المناسب أن يكون بمتناول يدك هوية تحمل صورتك لكن باسم آخر.ولقد تخلص بعض الأشخاص من الاعتقال بوقوفهم خارج منازلهم وادعائهم أن لا علاقة لهم بأصحاب الدار".وحول توقع العمليات الانتقامية قالت إن "مقتل خبّاز المنطقة، مثلا، يعني أنه ستجري عملية ثأر في غضون أيام، رُبّما بقتل صاحب الدكان المجاور من قبل ميليشيات الأمن المسلحة، وإن كان كلاهما بريئين".وفي السياق، نفى الأمين العام لهيئة علماء المسلمين الشيخ حارث الضاري أن يكون الخلاف في العراق ذا بعد طائفي أو مذهبي.مؤكدا أنه عبارة عن خلاف سياسي تقف وراءه جهات مدعومة من "الاحتلال".وأبدى الضاري استعداده للقاء المرجعية الشيعية العليا من أجل مصلحة العراق ولإخراج البلد من " الحالة الخطيرة" التي يعيشها.