محاضرة للباحث محمد عبدالله الكبيسي في منتدى السعيد الثقافي حول
متابعة/ عبدالله الضراسي شهدت قاعة منتدى السعيد الثقافي صبيحة يوم الخميس الموافق السادس عشر من شهر نوفمبر الجاري فعاليات الأخ الباحث محمد عبدالله الكبسي حول قضية الثأر التعريف/ الأسباب/ صوره/ سلبياته وآثاره وطرق معالجته .. حيث قدمه لرواد منتدى السعيد الثقافي الأستاذ فيصل سعيد فارع المدير العام لمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة قبيل قيام الأخ الباحث الكبسي بتقديم محاضرته .[c1]اضاءة لفضاءات المحاضرة[/c]قبيل المحاضرة ضمن برنامج مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة كان لابد من اضاءة لفضاءات هذه الفعالية وخير من يجلو هذه الفضاءات هو استاذنا مديرها فيصل سعيد فارع اضاء فضاءات المحاضرة وصاحبها مستهلاً حديثه بالقول:( يمكن القول في فاتحة هذا الفعل الثقافي لمؤسستنا أن السعادة تغمرنا ونحن نبتدء بهذه الصباحية الثقافية وهو ما يعكس حضوراً ومشهد ثقافيين متميزين في هذه الفعالية تجعل من عطائنا الثقافي في الربع الأخير لعامنا 2006م نوعياً إذ "تؤهلنا" هذه الفعالية الابداعية لمواصلة التميز بكل ثقة .. خاصة إننا لم "نفق" بعد من ما حملته "مدارات" فعاليات الافتتاح من روائح وعبق الفن التشكيلي للفنان الالماني"بيرنو هايتمن" والذي حمل لنا وأكد لمساحات التشكيل والتي حملتها لوحاته المعلقة هنا وهناك وقد فعلت فعلها الفاعل للتأكيد المعرفي الانساني بأن فضاءات ولمسات التشكيل الانساني وبعيداً عن هوية صاحبها يمكن ان "تفضي " إلى آفاق ودروب اشكال التلاقح المعرفي والانساني والثقافي بين المحاضرات الانسانية وهي "أمنية " ينشدها الكل وسط كونية القرية الإعلامية .. ومؤسسة السعيد للعلوم والثقافة فعل ثقافي لايغرد خارج هذا السرب المعرفي الانساني الحضاري .. إلا أنه رقم ثقافي مثل ويمثل عوامل التميز المعرفي / الثقافي / الجمالي .. وبالتالي تعد مؤسستنا "لبنة" ثقافية مهمة في "مدماك" جسور التواصل الثقافي العربي، لم ولن نكن في يوم من الايام خارج هذه السيمفونية الثقافية الحية .. ولتبيان علائم منطوقنا الثقافي هذا بالمؤسسة وللتأكيد سعينا الثقافي الحثيث بهذا الصدد فاننا قمنا بالاقتراب من دوائر ثقافية انسانية تداخلت مفردات فعلها البحثي بين ثنايا دفتر تاريخنا الانساني حيث يقف مشهدنا الثقافي للفعالية الثالثة لشهر نوفمبر بحدود وتخوم "مربعات" التاريخ الاقتصادي البحري والتي تقترب من الباحث الهولندي البروفيسور "كيس براور " لنقف معه ومع اجندته المؤرخة لمفردات دفتر تاريخ العلاقات اليمنية الغربية والولوج معه على سطور وصفحات شركة الهند الشرقية الهولندية وتحديداً ميناء المخاء بوابة "الحالمة تعز" نحو سندباد حكايتها مع البحر كنموذج بحري يسفر عن مرايا حكايتها مع تخومها البحرية وهذا الراوي لهذا "السفر البحري المخاوي" خير من "يسرد" متون سفرها البحري لانه امتلك ناحية العلمية البحثية والتي "طالت" كتبه الستة بحثاً وتأليفاً .. كان آخرهم كتابه السادس حول ميناء المخاء .. ويأتي هذا الدرس التاريخي بصدد البروفيسور المستشرق "طالته وطال العربية كتابة ونطقاً " شكل من اشكال التواصل مع الآخر .. هذا إلى جانب اقترابنا من "دوائر الفن السابع السينما كأخطر فنون وسائط لاتصال الجماهيري " حيث سنجد أنفسنا رواد رواق السعيد للفنون "مشدودين" لآخر تقنيات وحرفية الفن السابع الاوروبي ، وهذا البانوراما السينمائية الفنية عبارة عن "عملة فنية " ذات وجهان طرفها الأول "نحن" المتلقون لهذه الرسالة الإعلامية الفنية وطرفها الثاني هم الآخر والذي يقدم رسالته الإعلامية الفنية السينمائية .[c1]فعالية ذات أهمية خاصة[/c]وأضاف الأستاذ فيصل سعيد فارع مدير عام المؤسسة : بأن فعالية هذا الصباح تكتسب أهمية خاصة "لبعدين" هامين اولهما نوعية ومفهوم المحاضرة " ظاهرة الثأر" وثانيهما المتحدث وصاحب "المحاضرة" أي ثمة علاقة متكاملة بين موضوع المحاضرة ومحاضرها وهي "تكاملية " وسنعكس ذلك في " جني ثمارها " المعرفية لنا كمؤسسة ثقافية ورواد منتدى السعيد النوعيين المتميزين .. ويطال محاضرته جذور مفاصل المجتمع اليمني بكل مستوياته ولكونها تجد " تجلياتها " في تخوم عدة محافظات و "تستحق" أكثر من محاضرة وما تواجدكم النوعي والمتميز إلا دليل اهتمامكم وعنايتكم الشخصية لهذه الظاهرة وكذا "تصدي " باحثنا محمد عبدالله الكبسي لها إلا دليل اهتمامه وكذا "اقتداره " لصياغة وجهات نظره البحثي بصدد هذه الظاهرة ، خاصة وان رحلة عمري ربطتني بالمخاطر وتجاوزت الثلاثة عقود من الزمن .[c1]تاريخ ظاهرة الثأر [/c]انطلق الأخ الباحث محمد عبدالله الكبسي في "مفتتح" محاضرته القيمة حول ظاهرة الثأر من مدخلها التاريخي حيث جاء سرده :ان ظاهرة الثأر في تقديري الشخصي انها ليست وليدة اليوم ، بل أنها ظاهرة قديمة قدم التاريخ الانساني من عهد "آدم" عليه السلام عندما قتل "قابيل" اخاه " هابيل " كما جاء في كتاب الله العزيز ولذلك شرع الله سبحانه وتعالي " القصاص" والذي كان وما زال أهم الضوابط للحد من جريمة القتل والاعتداء ومهما تنوعت وتعددت أنواع الضوابط الاخرى ، وان الله سبحانه وتعالى جعل " القصاص " سبباً لاستمرار الحياة حيث قال تعالى " ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب" صدق الله العظيم .وفي بلادنا تعد ظاهرة الثأر من أكثر القضايا الشائكة التي اصبحت تضر بالأمن وكذا الامن القومي والطمأنينة وتوفير السكينة للمواطنين حيث انها اصبحت تؤثر بشكل أو بأخر على الاقتصاد الوطني من خلال احجام الكثير من " المستثمرين" رغم التسهيلات غير العادية والتي منحها ولازال قانون الاستثمار اليمني لحركة الاستثمار العربي وكذا الأجنبي .. فضلاً عن " تأثيرها" على قطاع السياحة إلى غير ذلك من الاضرار .[c1]منطوق تعريف الثأر وحكمه [/c]وبصدد تعريف الثأر وحكمه أورد الاخ الباحث محمد عبدالله الكبسي ما يلي : "الثأر في تقديري هو دم شخصي عند شخص أو افراد أو مجموعة أو اشخاص آخرين" يتم فيه تنفيذ القصاص بحقهم بطريقة غير مشروعة ويكون بإزهاق روح فرد " بريء" من عائلة الجانب إلى مواليه اليهم أو نفس القاتل بدون مسوغ شرعي او حكم قضائي صادر من صاحب ولاية قضائية ومعمد من ولي الامر ، أي هو عملية انتقام من فرد أو جماعة اخرى بل قد يتعدى ذلك إلى أكثر من مجموعة وهو الأمر الذي يتعارض مع الشريعة الإسلامية ومقاصدها السامية والنبيلة المتمثلة في تشريع القصاص ، بل ويتعارض مع قول الله سبحانه وتعالى " ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا وليه سلطاناً فلا يسرف في القتل انه كان منصورا" صدق الله العظيم .[c1]اسباب الثأر[/c]وحول هذا الجانب أورد الأخ الباحث محمد عبدالله الكبسي ما يلي :تقديري ان اسباب ظاهرة الثأر انتشاره في المجتمعات القبلية وكذا البدائية يرجع لاسباب كثير من أهمها ما يلي :غياب العدل اذ انه كلما غاب العدل وجب الثأر والعكس وكذا عدم البث في القضايا المعروضة امام أجهزة القضايا او النيابة العامة أو اصدار الاحكام القضائية بها دون مماطلة او تأخير او تسويف خلال مرحلة تنفيذ الاجراءات القضائية مما يؤدي إلى ضياع حقوق الضعفاء في أروقة القضايا وهذا الذي ادى إلى فقدان هيبة القضاء وهو الأمر الذي انعكس على سياسة الدولة واظهر غيابها رغم انها راعية المجتمع وحامية له ، وبالاضافة إلى ضعف بعض أجهزة الأمن وكذا عدم توفر الاجهزة الأزمة لفحص المجني عليه أو فحص ادوات الجريمة وكذا " اعتماد" مرتكب الجريمة إلى إمكانية افلاته من العقوبة بطريقة او باخرى وعدم قدرة الاجهزة الامنية على القيام بواجباتها والمتمثلة " بمنع" الجريمة قبل وقوعها ،وتفشي ظاهرة " الرشوة" وما تؤدي من آثار سلبية في ضياع دماء الناس وغياب الوازع الديني عن الفرد ، وعدم تنفيذ احكام القصاص بشكلها الشرعي ، وانتشار الاسلحة وسهولة الحصول عليها وحيازتها بسبب أو بدون سبب، وعدم وجود الآلية السريعة للابلاغ عن مرتكبي جرائم القتل لجميع الأجهزة الأمنية في عموم المحافظات ،عدم "تفعيل" اتفاقية التعاون الامني وتسليم المجرمين مع دول الجوار ، وتدخل المصالح والاطماع والمحسوبيات في النزاعات الحدودية او القبلية ، والحلة الاجتماعية والظروف الاقتصادية الصعبة المشكلة كدافع لاقدام الفرد على استخدام الوسائل غير المشروعة في سبيل تحقيق هدفه، وكذا منع "المؤاخاة" والترع وعدم قبول القتلة أو مرتكبي جرائم الثأر ، وعدم منع تدخل الوجهاء والاعيان والجهات المختلفة عند تنفيذ الاحكام المنجزة ، وعدم تحديد المناطق والجهات التي تكثر فيها ظاهرة الثأر .[c1]صور وأشكال الثأر [/c]وحول هذا الجانب اورد الأخ الباحث محمد عبدالله الكبسي ما يلي :ان للثأر صوراً وأشكالاً أهمها ما يلي :1 ) ان يثأر شخص لشخص آخر بحكم العصبية او القبلية .2 ) ان يـثأر شخص من آخر أو من مجموعة لنفسه .3 ) ان تثأر مجموعة من شخص أو مجموعة أشخاص آخرين بحكم التعصب والانتماء السياسي .4 ) ان تثأر قبيلة من قبيلة اخرى .5) ان تثأر طائفة من اخرى .6 ) ان تثأر دولة من دولة اخرى كما حصل في احداث 11 سبتمبر .[c1]آثار الثأر على الفرد والمجتمع والدولة [/c]وبصدد تأثير معضلة هذه المعضلة الثأر على الفرد والمجتمع والدولة أورد الأخ الباحث محمد عبدالله الكبسي آثارها بما يلي :الثأر اصبح يمثل عائقاً امام التنمية بل اصبح يمثل هماً حسياً امنياً مخيفاً لدى كل افراد المجتمع وهاجس قلق للدولة ، فالموطنون يعيشون في حالة ذعر وخوف وعدم استقرار دائمين نتيجة جرائم القتل غير المشروعة للثأر التي يتوارثها الابناء عن آبائهم جيلاً بعد جيل كما قد أدت إلى انقطاع الناس عن اعمالهم والاطفال عن مدارسهم وضياع اسر بأكملها نتيجة هروب عائلهم أو اختفائه وما يترتب على ذلك من عدم تربية الابناء وهذا وحده يمثل أهم تحد للتنمية .[c1]طرق معالجة الثأر [/c]وبصدد معالجة ظاهرة الثأر فقد اورد عدة طرق بهذا الصدد هي :نرى ان يتم التركيز على النقاط الاتية والتي هي مجرد آراء ومقترحات اولية شخصية لمعالجة ظاهرة الثأر العمل على الحد منها وصولاً إلى انهائها :1 ) عقد المؤتمر الوطني العام لمناقشة ظاهرة الثأر .2 ) عقد صلح عام تنفيذاً صريحاً لدعوة رئيس الجمهورية بين جميع مئات وشرائح المجتمع لمدة خمس سنوات تتوقف خلالها ممارسة اعمال الثأر .3 ) يمنع حالات التربع أو المؤاخاة أو اخفاء مرتكبي جرائم القتل والثأر بأي وسيلة .4) يقر تسديد كافة "الديات" الناتجة عن اعمال الثأر .5 ) انشاء صندوق تساهم فيه الدولة بنسبة 50 والجهات الاخرى 50.6 ) تشكيل لجنة لمتابعة قرارات وتوصيات المؤتمر الوطني العام الثاني لمناقشة قضايا الثأر ووضعها موضع التنفيذ .لكن هناك كلمة لابد من قولها وهي ان التنظير والبحث أو أي جهد انساني يبذل لمعالجة ظاهرة الثأر وتقديم التوصيات الناجحة لها تمهيداً لانهاء ظاهرة الثأر وتخليص المجتمع منها ، عديم الفائدة ومحدود الاثر مالم تترجم الادارة السياسية الاجتماعية الصادقة واللتان تجعلان جميع استنتاجات ومقترحات الباحثـين والمهتمـين القائمـين على معالجة ظاهرة الثأر موضع التنفيذ من خلال " التوجيه" باخراج جميع هذه المعالجات إلى حيز التنفيذ .[c1]مناقشات الحاضرين[/c]وبعد انتهاء الاخ الكبسي من محاضرته القيمة حول ظاهرة الثأر ، فتح الاستاذ فيصل سعيد فارع باب النقاش بين رواد المنتدى وما جعل من آراء ووجهات نظر شخصية للأخ المحاضر من اجل احداث حراك ونقاش من شأنه توفير اضافات لهذه الظاهرة الهامة حيث كانت اسئلة رواد المنتدى مشهداً معرفياً عمل على توسيع رقعة القضية المثارة واعطائها ابعاداً وفضاءات جاءت تكملة لما اثاره الاخ المحاضر وقد عكست الآراء لمثارة للنقاش مدى تفاعل وانفعال رواد المنتدى لما مثلته هذه المحاضرة من تميز وتنوع إزاء قضية شكلت ولازالت هماً جمعياً " ننقلك" حوله باستمرار وعكست الرغبة من الاقتراب من روشتة العلاج الجمعي لهذه الظاهرة .[c1]بطاقة المحاضر الشخصية [/c]الأستاذ محمد عبدالله الكبسي من مواليد الكبس / خولان لمحافظة صنعاء عام 1952م ، أكمل دراسته الثانوية بصنعاء وشارك في المقاومة الشعبية في حصار السبعين ، طريق المطار والجرداء عامة 1969م.وحاصل على دبلوم علوم شرطوية ، وليسانس حقوق من كلية الشرطة ببغداد عام 75م وتمت ترقيته إلى رتبة عميد عام 1999م ويعكف حالياً لنيل درجة الدكتوراة حول موروث القوانين اليمنية القديمة للمماليك اليمنية القديمة .