دبي / متابعات :تابع ملايين المشاهدين العرب بعد التاسعة والنصف من مساء امس السبت بتوقيت اليمن والسعودية حوارا مثيرا للجدل على قناة ((دبي)) الفضائية التي استضافت المفكر والشاعر العربي الكبير علي احمد سعيد اسبر المعروف بـ (( أدونيس )) في حوار فكري سياسي متميز ، في برنامج (( المقال )) الذي يقدمه الإعلامي السعودي داود الشريان اسبوعيا مساء كل يوم سبت.وتناول الحوار على امتداد ساعة كاملة العديد من الملفات السياسية والفكرية التي تناولت ضرورة الفصل بين الدين والسياسة ، بالاضافة الى المفاهيم الوهابية التي جاءت على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في المملكة العربية السعودية.ولا حظ المشاهدون ان الصحفي السعودي المعروف داود الشريان حرص على طرح حزمة من التساؤلات غير المسبوقة بالنسبة للصحفيين السعوديين في وجه ضيفه المفكر المثير للجدل ، حيث لم يخف الشريان تعاطفه مع الآراء والمواقف التي تميل الى تحميل الأحزاب والتيارات الإسلامية مسؤولية فشل المجتمعات الاسلامية في الوصول إلى محطة مستقرة من الحداثة دون ان يبرئ النخب السياسية والاجتماعية التقليدية من المشاركة في المسؤولية عن ذلك ؟اللافت للإنتباه ان الصحفي السعودي داود الشريان كان اكثر راديكالية من ضيفه المفكر الليبرالي ادونيس عند التطرق لإشكاليات التحول نحو الحداثة في الحياة السياسية والثقافية العربية من خلال مقاربة العلاقة بين القطيعة التاريخية مع الحداثة وبين النخب وتاريخها والرهان على الأجنبي وإدمان الوقوف على الأطلال والتغني بالأمجاد الماضية وتمجيد الديكتاتورية باسم الدفاع عن الخصوصية والكرامة وعدم الاستقواء بالأجنبي !!وعلى الرغم من موقف ادونيس الرافض لبناء دولة يحكمها رجال الدين، فقد كان مثيرا للدهشة اعتدال ادونيس امام بعض القضايا التي حرص الشريان على طرحها امام ضيفه بجرأة غير مسبوقة لجهة التساؤل عن مستقبل الأمة مع الدين ؟ وما هو دور المفكرين العرب ماضياً وحاضرا؟ واسئلته التي استهدفت التعرف على مصادر النزعات العدوانية في ردود أفعالنا ؟ وهل هي نتيجة موضوعية لعدوانية الآخرين ، أم أنها مكّرسة في موروثنا الثقافي والفقهي؟ . وبعد وقت قصير من بث البرنامج عبر فضائية (( دبي )) مساء يوم امس السبت نقلت صحيفة (( ايلاف )) السعودية الأليكترونية عن الصحفي السعودي داود الشريان قوله انه كان سيتردد عن القيام بالحوار لو كان ذلك قبل عشرين عاماً خشية اتهامه بـ(( الزندقة )) من قبل رجال الدين المتشددين في بلاده ، مشيرا الى انه اصبح الآن مقتنعا ً بأن المنطقة العربية بدأت أكثر فأكثر بالاقتراب من تخوم (( الفكر الأدونيسي )) بحسب تعبيره ، بعد أن كان ولوج منطقة أدونيس ومقاربة نتاجه الفكري مقتصراً على ((نخبة النخبة في الوطن العربي)).ووصف الإعلامي السعودي داؤود الشريان ضيفه الكبير بأنه لا يزال ثابتا على افكاره وقناعاته التي لم تتغير ، مؤكدا على ان العالم العربي أصبح الآن أكثر قربا من أدونيس وأفكاره !! ، كما حرص الشريان على التنويه بأن (( أدونيس الذي كان الحديث عنه والتفاعل مع افكاره في السنين الماضية ، نوعا ً من الزندقة أصبح الآن محل نقاش في كل الوطن العربي ، وضيفا كريما في القنوات الفضائية التي تمولها دول الخليج المحافظة !!!)) الجدير بالذكر ان أدونيس يعتبر من أوائل الأشخاص الذين رفعوا بيارق الحداثة الفكرية في الوطن العربي منذ منتصف الخمسينيات من القرن الميلادي المنصرم ، الأمر الذي أورثه خصومات لا حصر لها من قبل التيارات الإسلامية المتشددة ذات السطوة على أغلب المؤسسات الفكرية، ما تسبب بعد ذاك في منع الكثير من كتبه وقصائده عن التداول و دخول بعض الأسواق العربية.وحول فصل الدين عن الدولة يُجيب الشريان :"فصل الدين عن الدولة هو المفصل في العلاقات بين الليبرالية والإسلامية... عندما وضع الأوروبيون الدستور الموحد رفضوا إدخال الدين فيه.. أما العالم العربي كل دساتيره دينية". ويضيف قائلاً:" الفصل الآن هو أمر صعب ويحتاج إلى إعادة إنشاء كل دساتير الوطن العربي".
|
ثقافة
أدونيس والوهابية وجها لوجه في ضفاف الخليج
أخبار متعلقة