قضية للنقاش
اليأس لفظة تعني الاستسلام المطلق للافكار السوداوية القاتمة والوقوع فريسة للصراعات الداخلية المصاحبة للاضطرابات النفسية والعصبية غير المنضبطة جراء تعرض المرء لبعض ضغوطات الحياة بمختلف صورها واشكالها وعجزه عن التعاطي معها والخروج منها بحلول جذرية او قناعات تخفف عنه شدة الوطأة وتتفاوت نسب التأثير من شخص لآخر بمقتضى حجم الازمة وبمدى استعداداته السابقة في استقبال مايعترض طريق حياته من معوقات ومنغصات وبموجب حصيلته العلمية والثقافية الراسخة في ذهنه معرفة واعتقاداً وبما يمتلكه من رصيد في اطار خبرته بالحياةاحمد علي عوض ان العديد من مظاهر الحزن والمآسي غالباً ماتنشأ بسبب قلة مافي اليد من موارد مالية المتزامنة مع تضخم جانب الالتزامات المترتب عنها اختناقات اقتصادية تدفع بالشخص ازاء ضعفه وقلة حيلته باللجؤ الى اليأس كملاذٍ يرى فيه واهماً سفينة نجاته مماهو فيه وتوجد مؤثرات اخرى تجعل من الانسان جامد القدرة على انتشال وضعه المتدهور ومشلول التفكير وضالاً عن اتخاذ القرارات الصائبة والانحدار صوب ارتكاب التصرفات الحمقاء مما قد يؤدي الى الاضرار بنفسه واذيتها بماقد يكلفه الكثير من الحرمان في تحقيق احلامه وطموحاته بالقدر المستطاع ولو انه اطلق لنفسه العنان وتأمل كل الموجودات في الجانب الاخر من الحياة لرأى كم هي جميلة وبسيطة ولتعرف على مابها من خير وسعادة ومتع لمجرد العيش فيها لحظات قصيرة فانها تنشر الفرح وتزرع الابتسامة ماتغنيه عن السقوط في غياهب الظلمات وتزيل عنه النظرة التشاؤمية التي محت عنه الرؤية الواضحة واعمت بصيرته عن ضرورة توفر حقيقة الشيء ونقيضه باعتبارها من السنن الكونية التي لامناص منها لذا فانه من غير المنطقي والمعقول انزلاق كل انسان اصطدمت امانيه بواقع مخالف عما هو مرسوم في مخيلته الى وحل اليأس وتخليه عن واجبه في بناء الارض وتعميرها ومافائدة المحن والبلاءات ان لم تصنع من اصحابها رجال اشداء واقوياء قادرين على التزود بالمزيد من العلم بصبر وجلادة واقتداء باسلافنا القدماء الذين انتصروا على المحن والشدائد التي لحقت بهم بنجاح وتفوق ودخلوا التاريخ من اوسع ابوابه وماكان لهم ان يتوجوا اعمالهم العظيمة والخالدة- التي لاتزال الشعوب تتغذى على موائد علومهم وتنعم بحصد فوائدهم وتستنير بهدى خطاهم لولم يستمدوا مما اعترى مشوار حياتهم في تجديد واحياء عزائمهم ورفع حدة وتيرتها الى اقصى مستوياتٍ لها والاقدام على قبول التحدي بما لديها من روح المغامرة وتتجلى بوضوح حقائق الفوارق بين جيل وآخر في درجات التحصيل العلمي بنظرياته وتطبيقاته وابعاد التجمل بالايمانيات والتمسك بمعتقداتها الآنية والمستقبلية ويقينهم بالمسئوليات الملقاة على عاقتها تجاه الارض والانسان والتاريخ..