اليوم : المانيا والارجنتين .. معركة بقاء كروية لا تقبل الترنح !
كتب / جميل عبدالوهاباليوم الجمعة 30 / 6 / 2006م يلتقي في ربع نهائي مونديال المانيا ، كلٍ من المنتخب الارجنتيني والمنتخب الألماني .. المباراة عبارة عن نهائي قمة بين مدرستين كرويتين ، الاوروبية والامريكية اللاتينية ، نهائي قمة كروية عالمية شاءت الظروف ان تأتي مبكرة .وقبل لقاء اثنين من كبار العالم (كروياً) .. بدأ المدربان (كلينسمان) مدرب المنتخب الألماني .. و(بيكرمان) مدرب المنتخب الارجنتيني ، كمن يخوضا تحدياً نظرياً ، من خلال تصريحات كليهما والتي تؤكد بأن كلٍ منهما بوسعه ان يشهر سيفه ويضرب به عقدة (الكورديان) وشطرها نصفين .. ومثل هكذا تصريحات هدفها معنوي - بالتأكيد - وينطلق من طغيان النفسية الايجابية لدى احد المنتخبين ، وتصدير النفسية السلبية للمنتخب الآخر - والعكس صحيح - .واذا ما عدنا الى مباراة كلٍ من المنتخبين الالماني أمام المنتخب السويدي .. والارجنتيني امام المنتخب المكسيكي .. فان الأول لم يعانِ كثيراً ، لان المنتخب السويدي لم يظهر كلغز مستعصي ، وعليه لم يكن على الالمان بذل ذلك الجهد الشاق لمحاولة كشف اللغز السويدي .فيما الثاني عانى كثيراً ، لان المنتخب المكسيكي دخل معركة أمام الارجنتين ، ولم يظهر منتخب المكسيك بذلك لأسير ، بقدر ما ظهر مدافعاً عن كبريائه اللا متناهي واوقف منتخب التانجو أكثر من مائة دقيقة من ممارسة وتنفيذ سطوته .وتبدو خطوط المنتخبين بعيدة عن أي غموض ولا تحتاج الى فك طلاسم التكافؤ والقوة .. فالمنتخب الالماني والذي يعتمد القوة البدنية وجماعية اللعب وتمرير الكرات الطويلة لكلٍ من : كلوزه .. بلاك (الخطيران) في العمق الدفاعي ، والمتوقع ان يقوم (بيكرمان) مدرب منتخب الارجنتين بمعالجة الموقف من خلال مضمون رقابي صارم .. فيما المتوقع في الاتجاه الآخر قيام ( كلينسمان) مدرب منتخب المانيا بتحويل خط وجود كلٍ من : بلاك .. كلوزه ، نحو الأجناب ، والاعتماد على الانطلاقات المباغتة من الوسط لعمق الدفاع الارجنتيني لكلٍ من : اوليفر .. لوكاس .فيما المنتخب الارجنتيني - والذي بالاضافة الى امتلاك لاعبيه للمهارات الفردية العالية - وهذا ما تعتمده مدرسة امريكا اللاتينية الكروية .. الا انه في مونديال 2006م ظهر منتخب الارجنتين برغبة اللعب الجماعي ، وعندما تمتزج المهارات الفردية العالية والراقية باللعب الجماعي فهذا يعني انك ستجابه حرب ابهار كروية سريعة .وتظل بيد ( بيكرمان) رسائل أنذار وايحاءات كثيرة متمثلة بكل من : خوان رومان ، وكريسبو ، وكروز ، وتيفيز ، وريكيلمي ، والفتى المدلل ميسي .. والذين يشكلون ثورة هجومية عارمة ،، مما يعني ان دفاعات الالمان ربما يصعب عليهم قمعها واخمادها - خاصة والمنتخب الالماني يعاني من متاعب في قلبي الدفاع ، كما اشرت في احدى كتاباتي في الصفحة الرياضية بصحيفة "14 أكتوبر" .. وكان ذلك بعد أول مباراة خاضها الالمان في المونديال وانتهت بفوزهم على كوستريكا 4/2 وما زالت عند قناعتي هذه .. لأن فوز الالمان بعدها على المنتخب البولندي 1/0 ثم على منتخب الاكوادور 3/0 فالسويد 2/0 تعني من وجهة نظري الشخصية ، ان (كلينسمان) قد أكتشف - بالتأكيد - مصدر المتاعب وعمل على (تجاوزها) حتى لا يتم تهديد نجاح الرحلة ، ولكنه لم (يقضِ) عليها بشكل مبرم .. واتصور ان (بيكرمان) سيتجنب الاعتماد على ارسال الكرات الطويلة العالية للعمق الالماني ، والذي يجيد الالمان التعامل معها لطول قاماتهم ، ولكنه في ذات الوقت سيضرب في عمق دفاعات الالمان وبأسلوبين :الاول : العمل على لعب الكرات القصيرة بالقرب من منطقة دفاعات الالمان ، وبعدها تتم عملية الاختراق للعمق الالماني (قلبي الدفاع) بالاعتماد على مهارات لاعبيه الفردية العالية .الثاني : اللعب عبر الأجناب وارسال الكرات العريضة للعمق الالماني والتي عادة ما تفكك مثل هكذا كرات أجزاؤه الدفاعية .على العموم .. المباراة تجمع منتخبان مرشحان لاحراز البطولة ، ولابد لأحدهما أن يغادر .. لابد لأحدهما ان يمضي الى حيث (ربما) لم يكن يجب ان يذهب .نهاية المطاف- المباراة ستشهد نزاع عقليات كروية بين (بيكرمان) و( كلينسمان) وكلٍ منهما بالتأكيد سيدرك قيمة السلاح الذي بحوزته ومتى وكيف سيتم استخدامه .. انها معركة بقاء كروية مروعة لا تقبل الترنح ، بل تلمس مقبض السيف .. فمن سيصر على التحدي والمقاومة وسيزحف بجنده نحو الآخر ومحاصرته ودك أسواره .. هل (بيكرمان) أم ( كلينسمان) ؟! .