غضون
* بعد يومين سيكون قد مضى شهران كاملان على مقتل ثلاثة من المواطنين المشتغلين في صناعة الحلوى وجرح رابع جميعهم من أسرة واحدة على يد المتهم الرئيس علي سيف العبدلي وثلاثة من مساعديه ، وإلى الآن لا يزال الجناة طليقي الحرية، ويقال إن كبيرهم العبدلي يحظى بحماية مشايخ موالين لما يسمى الحراك في الضالع، وإن غير واحد شاهده يتجول في حبيل جبر حيث ارتكب الجريمة وفي أماكن أخرى، وإن أوامر القبض عليه لم تنفذ لاصطدامها بعراقيل اجتماعية ، بل إن هناك من يقول إن مسؤولين في مديرية حبيل جبر غير متحمسين للموضوع، وهذه الأقوال أو الروايات لو صحت فإنها تنطوي على اتهام مباشر للمسئولين المختصين بالإهمال أو العجز أو عدم المبالاة في قضية اهتز لها المجتمع وليس أهل الضحايا والقبيطة فقط.* وفي اعتقادي أن تلك الأقوال والروايات غير دقيقة وترد في مجال المكايدات السياسية والمزايدات اللئيمة في قضية اغتيال سياسي لا تحتمل المكايدات والمزايدات ، والذين يقومون بذلك لا يخدمون الضحايا ولا أهاليهم ولا المجتمع ، بل يعملون من حيث لا يدرون على تمييعها مراهنين على صعوبة الوصول إلى المتهمين في الوقت الحالي كونهم قد انخرطوا مع جماعة عنف يتوزع أفرادها على مناطق ريفية أو منضمون إلى جماعة الفضلي الذي صار يؤوي الشذاذ والمجرمين .. ولا أظن أن أجهزة الأمن غافلة عن ذلك ، بل ستصل إليهم وإلى غيرهم من أمثالهم ، وهذا لا يعني أن يجلس أهالي الضحايا والمتعاطفون معهم ينتظرون ما ستسفر عنه إجراءات وزارة الداخلية بل عليهم أن يواصلوا تحريك القضية والإبقاء عليها حية بوصفها قضية سياسية وجنائية أيضاً لأن المتهمين ليس بينهم وبين الضحايا أي نزاع بل قتلوهم لأسباب مناطقية في محاولة منهم لتغذية نزعات الكراهية والفتنة بين المواطنين ، وقد فشلت محاولتهم تلك على أية حال .* لقد قال رئيس الجمهورية حينها إن الحكومة تعول على الشخصيات الاجتماعية والمشايخ في ردفان لتسليم المتهمين ولن يتم زج أفراد من الجيش أو الأمن للبحث عن الجناة في تلك المناطق والتي يحاول البعض أن يستخدم مختلف الذرائع لجعلها ملتهبة ، وأشك في قدرة تلك الشخصيات على تسليم المتهمين لأنهم ببساطة قد تركوا مناطقهم إلى أماكن أخرى ، وهذا يعني أن المهمة أصبحت مهمة سلطات الضبط القضائي ولا أظن أنها ستخذل الضحايا وأهاليهم وستدع أهل القبيطة يصرخون لوقت طويل، فذلك ليس من مصلحتها ولا مصلحتهم ، خاصة وأن هناك من يريد لهذه القضية الاستمرار والتعقيد لكي يستثمروها لمصالح شخصية .. وأزعم أن أهالي الضحايا والشخصيات العامة في القبيطة من واجبهم أن يبقوا يقظين وأن لا يقبلوا بخلط قضيتهم الواضحة مع قضايا أخرى يحاول كثيرون ربطها بها لتمييعها أو جعلها مجرد قضية في سلسلة قضايا أقل أهمية أو مصطنعة.