في اليوم المشؤوم «الثالث عشر من يناير 1986م» أريقت الدماء الزكية وقتلت الأنفس الطاهرة من خلال الفرز بحسب الهوية والبحث عن الانتماء المناطقي وأبيدت النخب المثقفة من صفوة أبناء المجتمع.. يوم كان يسرح ويمرح فيه عدد من المتخلفين الغوغائيين المتعطشين للدماء تنفيذاً لمخطط معد سلفاً يستهدف تصفية خيرة الكوادر المؤهلة علمياً وثقافياً ورموز من حملة الأقلام الشريفة المعروفة على المستوى المحلي والخارجي على وجه الخصوص أولئك القادمون من فصائل العمل الوطني التي توحدت مع الجبهة القومية الفصيل السياسي الذي استلم الحكم بعد تحقيق الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م حيث تمت تصفيتهم بصورة مدروسة فيها الكثير من الجرم والبشاعة وخسر الوطن في تلك الأيام الدامية أكثر من عشرة آلاف قتيل من الأبرياء الأوفياء لقيم ومبادئ الثورة والوطن ولهذا كان حجم المؤامرة كبيراً وكان المنفذون يسعون إلى تحقيق مصالحهم الخاصة للوصول إلى كراسي السلطة على جثث ودماء الأبرياء من الكوادر المدنية والعسكرية.علماً أن هذه المؤامرات كان لها امتداد خارجي مرتبط بالمخططات (الصهيو إمبريالية) المستهدفة تصفية العقول العربية المثقفة والمستنيرة والقدرات البشرية التي كانت تشكل تهديداً في مواجهة الغطرسة الصهيونية وامتداد نفوذ الاستعمار والهيمنة الإمبريالية على المنطقة العربية.وإثر تلك المؤامرة نزح آلاف من أبناء الجزء الجنوبي من الوطن بحثاً عن ملاذ آمن للعيش والاستقرار فكان الجزء الشمالي من الوطن الحضن الدافئ الذي استقبل كل النازحين ووفر لهم سبل ووسائل العيش الرغيد وكان لفخامة الأخ رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح حفظه الله دور كبير في التخفيف من آلام وهموم هؤلاء النازحين من جحيم الكارثة الدموية التصفوية التي حلت على الأبرياء من أبناء الوطن في الشطر الجنوبي.. وتم توفير الرعاية لهم بتوجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية حيث تم استيعاب الجميع في إطار المنظومة الاجتماعية القائمة في شمال الوطن والمشاركة في العملية الاقتصادية والتنموية الشاملة كل في مجال اختصاصه وتحقيق العيش المشترك للانخراط السهل مع إخواننا في مختلف محافظات الجزء الشمالي من الوطن الذين فتحوا بيوتهم وقلوبهم لاستقبال القادمين هرباً من هول كارثة الصراع السياسي الدموي في 13 يناير 1986م، طبعاً حسن الاستقبال الضيافة لم يكن مستغرباً كون ذلك السلوك متأصلا في قيم وأخلاق إخوتنا في المحافظات الشمالية ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتحول فيها الجزء الشمالي من الوطن إلى ملاذ آمن منذ بداية الخلافات التي ظهرت إثر الحروب الأهلية في الجنوب ما بين الفصائل المسلحة قبل تحقيق الاستقلال والملاحقات والتشريد للكثير من المناضلين وأسرهم بعد تحقيق الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م واستلام السلطة في الجزء الجنوبي من قبل الجبهة القومية التي بدأت بدورات الصراع السياسي الدموي المتلاحق.ومع إعلان قيام الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م عادت كل الطيور المهاجرة إلى أماكنها سالمة آمنة بفعل المناخ السياسي الإيجابي الذي وفرته الدولة اليمنية الحديثة بزعامة ابن اليمن البار فخامة الأخ/ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية من أمن واستقرار على امتداد ساحة الوطن حيث أن الوحدة اليمنية صمام أمان للوطن والمواطن وفيها قوته وعزته وكرامته.
«13» يناير 86م المشؤوم
أخبار متعلقة