تمر علينا هذه الأيام الذكرى الواحدة والثلاثون لتولي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح مقاليد الحكم في الجمهورية اليمنية، وفي هذه المناسبة التي نهنئ فيها الأخ الرئيس والشعب اليمني، نقول لابد أن يكون لنا كلمة نحن أبناء الشعب الفلسطيني أمام هذه المناسبة المهمة، من منطلق المواقف القومية لفخامة الأخ الرئيس وخصوصاً تجاه القضية الفلسطينية. مواقف الجمهورية اليمنية وفي طليعتها رئيس الدولة خلال مسيرة عمرها واحد وثلاثون عاماً مليئة وحافلة بالمواقف الداعمة والمؤيدة والمناصرة لحقوق الشعب الفلسطيني، وقد لا تتسع مثل هذه المقالة المتواضعة للحديث عن كل المواقف، فهي بالتأكيد تحتاج إلى كتاب، وقد سبق لي أن فعلت وأصدرت كتيباً في الذكرى السابعة والعشرين بعنوان الثوابت اليمنية من القضية الفلسطينية، وفي هذه المقالة سأقف أمام بعض المحطات فقط لمواقف الأخ الرئيس علي عبدالله صالح. [c1]- الموقف من الانتفاضة الثانية المجيدة : [/c]كان الموقف متميزاً في دعم الانتفاضة الفلسطينية في داخل الوطن المحتل سياسياً ومادياً ومعنوياً، وأنا أتحدث هنا لأنني عشت وشاهدت عن قرب تفاعل الشعب اليمني مع أهله في فلسطين المحتلة، حيث خرجت المسيرات لتعم كل محافظات الجمهورية تضامناً وتأبيداً للانتفاضة، وحين خرج الأخ الرئيس ليعلن عن فتح باب التبرعات وشكلت اللجان للإشراف على جمعها، والتي كان مردودها كبيراً وكبيراً جداً، وقال حينها في إحدى خطبه يجب أن تصل هذه التبرعات لكل الفصائل الفلسطينية في داخل الوطن المحتل، نعرف كيف كان موقفه في مطالبة مجلس الأمن الدولي بإدانة حكومة الكيان الصهيوني التي وصفها حينها بالإرهابية.كلنا يتذكر جماهير الشعب الفلسطيني في المدن الفلسطينية في رام الله وجنين، ونابلس ، وقطاع غزة، وهم يحملون صور الرئيس علي عبدالله صالح وأطلقوا عليه لقب فارس العرب. [c1]- المحطة الثانية : [/c]الموقف من الأزمة التي تعيشها الساحة الفلسطينية جراء حالة الانقسام الفلسطيني نتيجة الاحتراب بين رفاق الدرب الواحد الإخوة في حركة حماس والإخوة في حركة فتح. كان الأخ الرئيس أول من بادر على مستوى عالمنا العربي والإسلامي وتقدم بمبادرة صادقة ومنصفة لحل الخلافات وإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، ولم يكتف فقط بتقديم المبادرة، بل أشرف شخصياً على رعايتها، واحتضنت اليمن القيادات الفلسطينية من فتح وحماس، وأعطى الأخ الرئيس من وفته الساعات الطوال لتحقيق الوحدة، ووقعت الفصائل على ما توصلت إليه من اتفاق، ورحبت كل فصائل العمل الوطني بالمبادرة وبالاتفاق لكن ومع الأسف الشديد، تراجع طرفا الاتفاق فتح وحماس عن ما وقعا عليه، وكانت النتيجة أن تبقى الساحة الفلسطينية مقسمة حتى يومنا هذا، رغم كثرة ما لحق من حوارات ورعاية قادة من هذا الطرف ، وتارة من ذاك وفي هذه المناسبة نقول ، إن الفصائل ضيعت فرصة كبيرة بعدم التزامها بالمبادرة اليمنية، والشعب الفلسطيني هو من يدفع اليوم ثمن الانقسام، والكيان الصهيوني هو المستفيد الوحيد. [c1]- الموقف من المجازر البشعة التي ارتكبها الصهاينة في غزة .[/c]منذ اللحظة الأولى للعدوان، وأمام حجم المجزرة البشعة، كان صوت الأخ الرئيس علي عبدالله صالح أول من ارتفع لعقد قمة عربية طارئة واستثنائية لدعم الشعب الفلسطيني والوقوف أمام العدوان، وتوجه إلى المجتمع الدولي وخاطبه بضرورة وقف العدوان، في ذلك اليوم دعت الأحزاب وتنظيمات ومنظمات المجتمع المدني لمسيرات تضامنية لدعم صمود شعب فلسطين في غزة ، وطالبت بفك الحصار، انطلقت المسيرات في صنعاء ، وعدن ، وباقي محافظات الجمهورية، ورافقها الدعم المادي وقوافل المواد الغذائية والطبية التي تحركت باتجاه غزة المحاصرة، وكان الأخ الرئيس الوحيد من الزعماء العرب الذي قال يجب أن لا يتوقف الدعم عند كيس الدقيق والدواء ومن حق الشعب الفلسطيني أن يقاوم الاحتلال. نحن عندما نتحدث عن مثل هذه المواقف الداعمة للشعب الفلسطيني من اليمن بقيادة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، وفي هذا الوقت بالذات، لأننا نشعر أنها تكتسب أهمية خاصة والكثيرون للأسف تخلوا عن دعم القضية الفلسطينية، وعن دعم المقاومة، وعن التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، ولم تعد بالنسبة لهؤلاء قضية الصراع العربي الفلسطيني الصهيوني هي قضية العرب الأولى، وبات البعض لا يتحدث إلا عن القطرية، ولم تعد القضايا القومية بما فيه قضية فلسطين تحتل المكانة التي كانت عليها. في مثل هذه المناسبة من واجبنا نحن أبناء الشعب الفلسطيني أن نحيي هذه المواقف الوطنية الثابتة لفخامة الرئيس وندعو له بالعمر المديد.
(31) عاماً مليئة بالمواقف الداعمة للشعب الفلسطيني
أخبار متعلقة