مزارعو تهامة .. بين سياسة غائبة .. وانتاجات فائضة !!
مزارعين تهامة يناشدون الوزير بتعويض المتضررين
تحقيق/ محمد علي الجنيد ـ خالد محمد عطيةتهامة أرض زراعية.. أرض الذهب الأبيض وتعد من أكبر المناطق التي يشتهر سكانها بالزراعة وتربية المواشي نظراً لخصوبة التربة وتوفر مياه الري وتنوع المناخ حيث يصل معدل الذين يعملون في النشاط الزراعي والحيواني حوالي 70 من السكان وبرغم تلك المميزات إلا أن المزارعين مازالوا يعانون من عدم الخدمات الزراعية بالشكل المطلوب إذ يفيد البعض منهم ان فروع البنك الزراعي تضع أمامهم إجراءات تتعارض مع إمكانياتهم البسيطة مما يكبدهم خسائر كبيرة ناهيك عن الفوائد التي تزداد في حالة كساد المحاصيل الزراعية فينتج عن ذلك عدم قدرة المزارعين على تسديد تلك القروض في المواعيد المحددة.التحقيق التالي يلقي الضوء على الموضوع:بدايتنا من مديرية التحيتا ذات الأرض الخصبة .. أرض النخيل والتمور والذهب الأبيض "القطن" وأغلب أبنائها يعملون في الزراعة رغم ما يعانيه بعض المزارعين إلا أنه يظل تمسكهم بأرضهم قوياً.. يحدثنا المزارع قاسم قائلاً: ان زراعة النخيل ما سقط ما قمش .. لا يخرج ولا يوجد له دعم من الحكومة رغم اننا نسمع بوجود دعم من سنوات لكنه خبر في ادراج الرياح وأرباح التمور (لا تخارج) فقد عملوا لنا مصنع للتمور وقام آخرون بشراء المحصول بأرخص الأثمان إنها احتيال على المزارع حطموه وأصبح المزارع هدفاً للمسؤولين ولا نرغب في زراعة النخيل ولا يخارج حتى مع العامل ما بالك بالرعوي وهذا هو حال جميع مزارعي المديرية.وفي منطقة السويق مركز تجمع التمور لبيعها قابلنا المزارع هادي مشرعي قال:ان المزارع يحتاج إلى دعم من أسمدة وسم وأشجار النخيل تحتاج للمياه الوفيرة ومع ذلك الوضع لا يخارج وتجد مصنع التمور يقاول عليه وبعض الوكلاء يشترونه حسب أمزجتهم حتى أصبح الرعوي محطم ولا يستطيع الإيفاء بمطالب الشقاة .. فالمزارع ما حصده قام بإعطائه للشقاة.. والنخيل إذا أعطي مياه أكثر أصبح المزارع مديون وقد يسجن في ديون الناس.
وتجد أرض المغرس تعيش بين العطش والتصحر الذي جعل أغلب المواطنين يغادرون منازلهم بسبب الكثبان الرملية التي داهمتهم، ومعاناة المزارعين في القروض التي أخذوها من البنوك كبنك التسليف الزراعي الذي يمثل عقبة كبيرة جداً أمام المزارعين وهناك مزارعين باعوا مزارعهم لسداد مديونية البنك والبعض غادر المنطقة هرباً من عساكر البنك.التصحر والكثبان الرملية تهدد أبناء منطقة المغرس.. وكلاء التمور هل سيظلون يحتكرون سعره لصالح المصنع محطمين المزارعين المثقلين بالديون؟ وإلى متى تظل مشاكل المزارعين بلا حلول وما دور وزارة الزراعة والري والمهندس سويد وأيضاً أين دور الهيئة العامة لتطوير تهامة من ذلك؟!أضرار فادحةويبقى المزارع يعيش في حيرة من أمره لا يدرك أين يضع قدميه بين كماشة الجمعيات أو بين سندان البنك ومعاناة المزارعين ليس لها حدود أينما وجدوا ولا تدرك وزارة الزراعة والري شيئاً من تلك المعاناة وأيضاً دور الاتحاد التعاوني الزراعي ربما يكون هو الآخر غائباً .. نحاول الوقوف على بعض مشاكل ومعاناة المزارعين في أرض تهامة ونترك المجال للمزارعين أنفسهم يثرثرون عن همومهم معاناتهم.المزارع حميد عبدالله حميد بمرارة الأسى يتحدث قائلاً:قمنا بزراعة القطن وتوسعنا جداً في ذلك بحسب المساحة الزراعية والإمكانيات لدينا.. ولكن قدر الله وما شاء فعل, حصلت نكبة ومات الزرع "المحصول" وكان ذلك نتيجة سوء المكافحة لاستخدام بعض المبيدات الحشرية المنتهية الصلاحية وربما التالفة مما نتج عن ذلك احراق محصول القطن الذي رش بمبيد منتهي تالف وبذلك أصبح انا الخسران الوحيد من هذا المفعول الفاسد الذي حرمني من محصولي ورزق أولادي.ويقاطعه مزارع آخر حسن عبدالله صغير خضري بقوله:أن الجمعيات الزراعية تعاونت مع المزارعين وقدمت لهم بذور وأسمدة وديزل وقروض 10 عند الجني قبل التوريد لكن المزروع المحصول تعرض للحرق ومات ولم نحصل إلا على البير والقطن الموجود، ولكن لا تقدم الجمعيات قروض أو مال إلا إذا وجدت لديك محصول ونحن لم نستطع ان نقوم بتوريده أي القرض في العام الماضي واما هذا الموسم فالمشكلة تكمن في ارتفاع سعر مادة الديزل ونحن قمنا برش المحاصيل الزراعية ونسبة الديزل 50 ولكن المشكلة الحقيقية في الجانب المادي.ينما المزارع راجح حسن هبة أفندي له رأي مشابه ويمدح الجمعيات الزراعية بقوله:محصول القطن بما يسمى الذهب الأبيض في العام الماضي لم نستفد منه ولا ندري ما هي الأسباب وراء ذلك؟رغم الرش المستمر ربما يكون الرش تم بمبيدات تالفة ومنتهية مما أدى إلى اتلاف المحصول كاملاً، ولكن الجمعيات الزراعية تقدم اسهامات للمزارعين مثل "القصب وشبكة ومساعدات مالية وعينية للمزارعين وغيرها يبقى المزارع هبة محمد حسن ألضابطي حزينا جداً بسبب الخسارة الكبيرة التي تعرض لها العام الماضي بسبب تلك المبيدات التالفة التي تم بها رش محصول القطن حيث قال:كان لدي 12 معاد كلها مزروعة بالقطن وتم رشها كبقية المزارعين الذين رشوا محاصيلهم ولم أعرف ان تلك المبيدات كانت تالفة وغير صالحة للرش حيث تضررت كثيراً من ذلك الاهمال وكانت سبعة معاود هي المتضررة وهذه مساحة كبيرة وخسارة جداً علي كمزارع ولا أدري كيف أعوض تلك المصيبة التي كسرت عظم ظهري وإن شاء الله يكون هذا العام عام خير وهذه الحملة الجديدة كانت جيدة وأيضاً الرش جيد ونحن نحمل الهيئة العامة لتطوير تهامة مسؤولية ذلك.غياب الإرشاد الزراعيأجهزة الإرشاد الزراعي متى تستعيد عافيتها ومتى تقوم بتنفيذ الأنشطة الإرشادية الزراعية.. هناك موازنة مالية تشغيلية للإدارة العامة للإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة والري، متى يتم تشغيل أجهزة الإرشاد وتقديم الخدمة الفنية الزراعية للمزارعين لتحسين الإنتاج وزيادته بما يساعد على تحسين مستوى معيشة المزارعين المستهدفين.مكتب الإرشاد الزراعي بمديرية الخوخة ما يزال حتى الآن تحت سيطرة احد الضباط رغم مغادرته المديرية ولا ندري متى يتم تسليمه للإدارة المختصة ومتى يمارس دوره وكثرت التوجيهات الرسمية بتسليمه وآخرها من العقيد محمد صالح شملان محافظ الحديدة ولكن لا ندري ما هي الأسباب وراء عدم تمكين المدير المسؤول عليه واخراج ذلك الضابط "العقيد" وأين دور الهيئة العامة لتطوير تهامة من ذلك ولماذا الصمت الدائم منها؟سياسة غائبة؟!أما المزارع علي سالم سعيد من زبيد أكد مواجهتهم للعوائق والمشاكل الذي قال:ان أهمها عدم وجود سياسة تسويق لفائض المحاصيل الزراعية وغياب الخدمات الكاملة لتغطي احتياجات المزارعين حيث ان الزراعة في توسع وأكد بان رصيد المزارع أرضه وليس لديه رصيد في البنوك تغطي تلك الخسارة التي يتعرض لها فيضطر ـ للأسف الشديد ـ من أجل تعويض خسارته إلى بيع المواشي أو جزء من أرضه.وتسأل أبو صالح قائلاً: لماذا لا توجد شبكة تسويق جيدة ومراكز تجميع أولية في المناطق البعيدة وذلك لفحص ومعرفة سلامة المحصول الذي سيتم ارساله الى الأسواق وتوريد محصول الطماطم الفائض مثلاً إلى مصانع الطماطم بدلاً من استيراد صلصة الطماطم من الخارج.ويشكو المزارع سالم مثنى بألم وحسرة قائلاً:عرفت نفسي في المعاناة التي تبدأ بالحقيقة وتنتهي بالوهم والآمال الزائفة ففي الواقع قامت المؤسسة العامة للغزل والنسيج "القطن" بداية الأمر بتقديم بعض البذور وكذا الديزل ثلاث مرات وبعد ذلك توقف الدعم من المؤسسة والحقيقة ان احوال مزارعي القطن صعبة للغاية اليوم بعد توقف المؤسسة عن تقديم الدعم لهم.حاولنا الحصول على البذورر ولكن بدون جدوى حتى أننا اضطررنا الى بيع بعض المواشي "الاغنام" التي نملكها من أجل شراء البذور ومازلنا ننتظر الدعم.بين شقي الرحى!!أكد الكثير من المزارعين أنهم يعانون من صعوبة شراء الوسائل والمعدات الزراعية وان محاصيلهم تتعرض للآفات الحشرية مما يعرضها للتلف ويعرضهم ايضاً للخسارة وكذلك لا توجد جمعيات تعاونية زراعية تقوم بدورها بصدق من أجل خدمة المزارعين وليس لا بتزازهم كما هو موجود اليوم وانهم يعيشون بين شقي الرحى.. الجمعيات التعاونية الزراعية وعدت بتقديم مشاريع لخدمة المزارع ولكن لم تقدم أي شيء. ولكن قيل ان هناك جمعيات قدمت لمزارعيها خدمات ونأخذ منها جمعية وادي المنصر ونترك رئيس الجمعية الاخ عبدالله علي قادري يحدثنا عن ذلك بقوله:هناك عدة جمعيات ظهرت من أجل خدمة المزارعين ولكن مع الأيام أتضح عكس ذلك وأصبحت ابتزازية للمزارع، بينما نحن في الجمعية حاولنا قدر الامكان التوضيح والخروج بالجمعية من ذلك النفق الضيق حيث وصل عدد المساهمين في الجمعية 300 مساهم وسعت الجمعية من خلال تعاون المزارعين بأنفسهم ومن أجل مصالحهم والحفاظ على كيانهم الحقيقي حاولوا جاهدين دعم الجمعية بكل ما لديهم من أجل توفير خدماتهم الزراعية وفعلاً تحقق الهدف وبدأنا بتوفير قطاع الغيار وقمنا بتقديم الحراثات للمزارعين وبذلنا كل امكانياتنا من أجل تخفيف المعاناة عن المزارعين .. وتعتبر مادة الديزل من أكبرالمشاكل لدى المزارع، وقمنا بمتابعة وزارة الزراعة والري من أجل كشف المتورطين ومحاسبة الجناة الذين كان لهم دور في احراق واتلاف مساحات واسعة وكبيرة من محصول القطن بسبب حملة الرش لتلك المساحات المزروعة بمحصول القطن بمبيدات تالفة ومنتهية الصلاحية وتم تشكيل لجنة للتحقيق في تلك القضية وتم اللقاء بالوزير المهندس حسن سويد الذي وعد بتعويض المزارعين المتضررين بمقدار عشرة ريالات لكل كيلو قطن ونحن مازلنا ننتظر الوفاء للمزارعين بما وعد به أبن الأرض المهندس سويد وزير الزراعة والري .. ولكن المارعين تقبلوا قرار الحكومة برفع مادة الديزل وغيرها وأقرت الحكومة عدد من القرارات لمعالجة أوضاع المزارعين وللأسف لم يتحقق شيء غير رفع مادة الديزل استنفذت كل مدخراتهم المادية وأيضاً ما لديهم من مواشي وغيرها بسبب عدم تقديم القروض من المؤسسة العامة للغزل والنسيج الا بنسبة ضئيلة جداً ولدفعة واحدة، وبدأ الموسم وتم استزراع المساحات الواسعة من القطن والذي يعتمد أساساً على الري من الآبار.وأضاف رئيس جمعية وادي المنصر عن حال المزارعين وواقعهم البائس بقوله:ان احوال المزارعين يرثى لها ومحاصيلهم تموت أمامهم عطشاً وهذا يسهم في حرمان وضياع الموسم عنهم ويشكل كارثة حقيقية لهم.اهتمام ودعم!!وفي الهيئة العامة لتطوير تهامة تطرق رئيس الهيئة محمد الغشم قائلاً:في الفترة الأخيرة ارتفعت المساحات بمحصول القطن ولكن هذا الموسم انخفضت المساحة بسبب التغيرات في ارتفاع سعر مادة الديزل أدى بالمزارعين ان يخلصوا زراعتهم في القطن وأصنافه إلى المعاملة بين المزارعين والمؤسسات التي تستلم منهم الاقطان غير واضحة سواء كانت في القروض البيضاء التي تقدمها لهم المؤسسة، بالنسبة للديزل لم يقدموا لهم سيولة اضافية لان السعر لا يتناسب مع تكلفة الانتاج في وحدة المساحة لابد من سعر يرضي المزارع والمهمة الأساسية مكافحة القطن والإرشاد الزراعي فالهيئة تقوم بارشاد المزارعين ويوجد لدى الهيئة 55 مركزاً إرشادي وتوجد مراكز لا يصلح فيها زراعة القطن يوجد أكثر من 20 مركزاً زراعياً جواره يزرع القطن، ونحن نعمل ونقيم ندوات نحاول من خلالها إرشادهم بكيفية زراعة القطن وحمايته ولكن أغلب المزارعين لا يقومون باجراء العمليات الزراعية التي يحتاجها القطن ويزرع أغلبية المزارعين كل عام القطن في نفس المكان ولا يهتمون بمكافحة محصول القطن وبتنظيم الحملة للقطن، ونحن لا نستطيع ان نكافحه لعدم توفر الامكانيات اللازمة ولابد ان يزرع القطن في أماكن مختلفة ونحن ليس مقصرين وان الميزانية غير كافية للاسهام في كل مركز إرشادي.غياب التسويقتهامة في محافظة الحديدة تحتل المرتبة الأولى في انتاج المحاصيل الزراعية في مختلف الأصناف ـ الحبوب ـ الخضروات ـ الفواكه ـ البقوليات ـ المحاصيل النقدية ـ الاعلاف ـ احتلت محافظة الحديدة المرتبة الأولى في انتاج المحاصيل الزراعية حيث بلغ 1051494 طناً من إجمالي الانتاج في الجمهورية اليمنية البالغ 3835289 طناً بنسبة 27.4 وغيرها من المحاصيل الزراعية وهذا مؤشر طيب لاهتمام المزارعين في زيادة الرقعة الزراعية والحفاظ على المساحة والتوسع فيها رغم المعاناة والصعوبات التي تواجه المزارعون في تهامة ومازال المزارعون يطالبون بدعم حكومي يدفع بعملية الانتاج وتوسعة الرقعة الزراعية حتى يصبح أداة فاعلة في الانتاج الى جانب النهوض في عملية التسويق الخارجي والذي لا يزال يعاني من الضعف والتعثر في عملية التسويق للقيام بدور أفضل.