فلسطين المحتلة / 14 أكتوبر / رويترز / وكالات:أبقت إسرائيل على المعابر مع قطاع غزة مغلقة أمس الاثنين رغم النداءات التي وجهتها الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة لإسرائيل بأن تسمح بمرور شحنات الغذاء والوقود والإمدادات الطبية إلى القطاع لتجنب حدوث أزمة إنسانية. وتسبب نقص الوقود في إغلاق محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة مساء يوم الأحد للمرة الثانية خلال أسبوع. في الوقت نفسه قال مسؤولون فلسطينيون إن البحرية الإسرائيلية أعادت يوم أمس الاثنين سفينة ليبية كانت تحاول نقل إمدادات إنسانية إلى قطاع غزة. وأضاف المسؤولون أن السفينة (المروة) أبحرت بعد ذلك إلى ميناء في مصر. وقال مسؤولون فلسطينيون وليبيون إن السفينة أبحرت من ليبيا يوم أمس الاثنين الماضي وعليها 3000 طن من المواد الغذائية والأدوية والإمدادات الأخرى. وتفرض إسرائيل حصارا على قطاع غزة لممارسة ضغوط سياسية على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع. وقد شددت الحصار في الأسابيع الأخيرة وسط تصاعد الاشتباكات على الحدود بين القوات الإسرائيلية والنشطاء الفلسطينيين. وقالت إسرائيل التي سمحت في الماضي برسو سفن مساعدات إنسانية في غزة لتجنب حدوث مواجهة علنية إنه لم تحدث مواجهة بين سفنها وبين السفينة الليبية. وقال مسؤولون فلسطينيون إن السفينة غادرت شواطئ غزة وان طاقمها لم يصب بسوء. واتهمت لجنة مكافحة الحصار وهي جماعة فلسطينية تعارض حصار غزة التي تسيطر عليها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسرائيل بانها عطلت الاتصالات اللاسلكية للسفينة مع غزة. وقالت اللجنة إن السفينة راسية الآن في ميناء العريش المصري. وقال جمال الخضيري رئيس لجنة كسر الحصار عن غزة للصحفيين ان ماحدث يمثل قرصنة اسرائيلية تتنافى مع كل الاتفاقات ودليل على الحصار الظالم المفروض على «شعبنا الفلسطيني». وقالت وكالات الأنباء العالمية في غزة إن سفينة المساعدات الليبية، حاولت مرة أخرى المناورة والوصول إلى شواطئ قطاع غزة، لكن الزوارق الحربية الإسرائيلية اعترضتها مجددا وأجبرتها على العودة لميناء العريش المصري، بينما غرق القطاع بظلام دامس، بسبب الحصار.وردا على ما تردد حول احتمال توجه سفينة المروة الليبية إلى ميناء لارنكا بقبرص، والتوجه من هناك إلى غزة، مثلما فعلت ثلاث سفن أوروبية، قال مراسلو وكالات الأنباء العالمية في العاصمة الليبية طرابلس، إن هذا الاقتراح ليس مطروحا لدى السلطات الليبية.
وأكدت أن ليبيا هدفت من وراء إرسال السفينة المساهمة بكسر الحصار عن غزة، وإيصال المساعدات الغذائية والدوائية إلى فلسطينيي القطاع، وأنها ترى أن الكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي، الذي يجب عليه أن يتحرك ويضغط على إسرائيل، لكي تسمح للسفينة بالوصول بحمولتها إلى شواطئ غزة.وقد أشارت الوكالات إلى أن أحد الخيارات المطروحة أمام طاقم السفينة هو تفريغ حمولتها بمدينة العريش، ومن ثم نقل المساعدات برا عن طريق التنسيق مع السلطات المصرية.على الجانب المقابل قالت الحكومة الإسرائيلية إنها منعت السفينة من الوصول لأنها من الحجم الذي يمكن أن يحمل أسلحة.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن وصول السفينة إلى موانئ غزة يشكل انتهاكا «للسيادة الإسرائيلية» بتلك المنطقة.وأوضحت المصادر أن الحكومة الإسرائيلية قد تجبر على تغيير موقفها، وتسمح للسفينة بالمرور فيما لو جرى التأكد من طبيعة حمولتها.ونوه العمري إلى أن ما يؤثر في مصير السفينة هو الأجواء الانتخابية التي تعيشها إسرائيل، مشيرا إلى أن التعامل مع مثل هذه المسألة بهذه الأوقات يشكل مادة انتخابية دسمة، وأن العديد من عناصر الحكومة يخشون أن يواجهوا انتقادات كبيرة من قبل المعارضة لو سمحوا للسفينة بالعبور.أما في قطاع غزة، فقد قوبل المنع الإسرائيلي بخيبة أمل كبيرة، خصوصا أن الاستعدادات كانت على قدم وساق لاستقبال السفينة.ووصف وزير الصحة بالحكومة المقالة باسم نعيم، هذا المنع الإسرائيلي بأنه جريمة ترتكب بحق 1.5 مليون فلسطيني.وأوضح أن فلسطينيي القطاع كانوا يأملون بأن تكون سفينة المروة الليبية بداية للتحرك العربي لكسر الحصار عنهم، خاصة أنها أول سفينة عربية تتجه نحو شواطئ غزة.وأشار إلى أن المعونات الغذائية والدوائية التي تحملها السفينة، والتي تزيد عن ثلاثة آلاف طن، كانت كفيلة بتأمين المواد التموينية والدوائية لعدد كبير من فلسطينيي القطاع.وفيما يتعلق بالموقف التركي مما تعرضت له السفينة الليبية، خاصة مع وجود فكرة بإطلاق سفينة مشابهة قريبا، أوضحت المصادر أن المسألة في تركيا ما زالت مجرد فكرة لدى بعض الجمعيات المدنية، ولم تتطور لمرحلة التنفيذ.وأوضح أن وجهة النظر التركية منقسمة حيال هذه المسألة، فهناك من يرى أنه لا داعي لخلق توتر مع الحكومة الإسرائيلية، خصوصا أن أنقرة تمكنت أكثر من مرة من إرسال مساعدات للقطاع، بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية.بينما يرى آخرون أن إرسال السفينة يعد تعبيرا عن الرغبة بالمشاركة بكسر الحصار.يذكر أن جمعيات قطرية وكويتية أعلنت نيتها إرسال سفن مساعدات لقطاع غزة.من ناحية أخرى ما زال قطاع غزة في ظلام دامس، بسبب انقطاع التيار الكهربائي بعد نفاد الوقود بالمحطة الكهربائية. الأمر الذي يشكل أيضا تهديدا خطيرا لحياة عشرات المرضى، المرتبطة حياتهم بعمل الأجهزة الكهربائية بالمستشفيات.وقالت سلطة الطاقة الفلسطينية إن المحطة الكهربائية في القطاع توقفت عن العمل كليا بسبب نفاد الوقود إثر إبقاء إسرائيل المعابر مغلقة.وفي مدينة نابلس بالضفة الغربية نظم مئات الفلسطينيين وعشرات المتضامنين الأجانب مسيرة بالشموع تنديدا بالحصار المفروض على غزة، وللمطالبة بالوحدة الفلسطينية ونبذ الانقسام.