التربويون هم أصحاب رسالة عظيمة ومقدسة،مؤتمنون على أغلى ما تمتلكه الأمة،ألا وهو فلذات أكبادنا،من التلاميذ المتعلمين،ولأننا نؤمن بأن((وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة))فإن صنع الأمة العظيمة هو مسؤوليتنا،والتحدي الذي يواجهنا كبير،وأهم عنصر للمواجهة هو التربية بكل مقوماتها وأركانها.لذلك لابد أن تكون مؤسساتنا التربوية قادرة على صناعة القوة بشقيها الروحي و الأخلاقي والمادي و العملي لتتمكن من إيجاد روح وثابة متطلعة عند كل فرد من أبناء بلدنا وأمتنا وأول شرط لهذا هو غرس الدوافع الحقيقية للتعليم بأمانته،وتحدي صعوباته،ليحل محل الغش الفردي والجماعي.إن مدارسنا معنية بأن تكون على مستوى المسؤولية والحرص الشديد على تخريج أجيال بين العلم الواسع،والخلق الر فيع والسلوك القويم والمهمة السامية أمامنا لتحقيق ذلك هي اجتذاب أحسن المعلمين خلقاً وعلماً وذكاء لمهنة التدريس إن أزمة التعليم في جوهرها تكمن في قلة وجود المعلم القدوة الذي يشرح الصدر،ويقدح العقل،ويشعل في الروح جذوة عشق المعرفة.ولعل أصعب اختبار للقادة التربويين هو قدرتهم على نقل المعلمين والمتعلمين من الكسل إلى العمل،ومن الخمول إلى الحيوية،ومن العطالة إلى الفاعلية.ولن نتمكن من ذلك إلا بالعمل في إشراك كل العاملين معنا،وبخاصة المعلمين،في كل قرار نتخذه أو إصلاح أو تطوير نجريه،تحقيقاً لما نؤمن به((العمل بروح الفريق)).خلاصة القول،إن معلمينا ومطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى في ظل تحديات العولمة،أن يضاعفوا من جهودهم التعليمية والتربوية المثمرة،وأن يستوعبوا رسالتهم الوطنية العظيمة في مجال التعليم حتى تتخرج أجيال واعية ومدركة لمسؤولياتها نحو الوطن،متسلحة بالعلم والمعرفة والإيمان،ونكران الذات والتفاني في سبيل العقيدة،والمبدأ والأرض والعرض وبالمقابل لابد أن نشد من أزر معلمينا المخلصين،ونمنحهم كل حق مكتسب لهم،ونشعرهم بعلو في الهمة،وعلو في المكانة في مجتمعهم حتى يعطوا الرسالة العظيمة ذوب قلوبهم وعقولهم وجهودهم وتعجبني بهذا الخصوص المقولة الحكيمة((لا تسأل وطنك ماذا يعمل لك،اسأل نفسك ماذا تعمل لوطنك؟)).
|
اتجاهات
التدريس..رسالة مقدسة ومسؤولية وطنية
أخبار متعلقة