راهن الفلسطينيون والعرب وما زالوا على الموقف الأمريكي، وصدقوا بأن أمريكا ستأتي لهم بدولة فلسطينية وبأنها إلى جانب الحق والعدالة والسلام، ونحن فقط نسأل. كم استخدمت أمريكا حق الفيتو في مجلس الأمن ضد القرارات التي صدرت لإدانة الكيان الصهيوني في مراحله المختلفة؟كم مرة مارست أمريكا الضغط على دول عربية بهدف وقف دعمها للمقاومة الفلسطينية ولمنظمة التحرير الفلسطينية.ما معنى الدعم الأمريكي لإسرائيل بأحدث الأسلحة في كل حروب إسرائيل مع العرب؟من الذي أنقذ إسرائيل في حرب أكتوبر 1973م، من الذي قام بعمل جسر جوي لمد إسرائيل بالسلاح في هذه الحرب بعد أن دمر معظم السلاح الإسرائيلي؟من الذي زود إسرائيل بالقنابل العنقودية في حرب لبنان 2006م؟من الذي زود إسرائيل وقام بتجارب على أسلحته في مجازر غزة 2008م؟من الذي فشل في وقف أو تجميد الاستيطان في الضفة الغربية وبات يطالب العرب بتقديم حسن النوايا والتفاوض مع إسرائيل من دون وقف الاستيطان؟البوم لا نفاجأ عندما أقدم مندوب الولايات المتحدة في مجلس حقوق الإنسان على عدم التصويت على تقرير غولدستون وليس هذا فحسب، ولكنه طالب الدول الأعضاء بعدم التصويت، وعندما نجح التصويت لصالح القضية الفلسطينية باتت أمريكا تلوح باستخدام الفيتو في مجلس الأمن إذا وصل التقرير إلى مجلس الأمن، والغريب أن هذا الموقف الأمريكي يحصل في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن جائزة نوبل للسلام للسيد الرئيس أوباما؟ويجري وأمريكا تتحدث عن حقوق الإنسان، ويجري وأمريكا تحتل دولاً تحت شعار حقوق الإنسان، وهل هناك من حقوق للإنسان في غزة المحاصرة منذ سنوات والتي ارتكبت فيها أبشع المجازر؟!!!.هل هذا هو السلام الذي نراهن عليه، وهل هذا هو السلام الذي تريده أمريكا؟ وإلى متى؟هل الموضوع يتعلق بالفلسطيني، هل جرى فك الارتباط بين النضال الفلسطيني والعربي المشترك، وهل أصبحت القضية فلسطينية بحتة؟ ولمصلحة من؟ ومن يريد ذلك؟وتبقى القضية الفلسطينية قضية كل الأمة العربية والإسلامية ولن يفلح أي نظام بالتخلي عنها وتحت أي ظرف من الظروف فهي المعيار الذي تقاس به الهوية الوطنية ولن يفلح أي مسؤول فلسطيني يحاول عزل هذه القضية والتصرف كما يحلو له، ومن لم يتعظ ويتعلم فعليه أن يقرأ التاريخ جيداً.
أمريكا راعية السلام ترفض التصويت على تقرير ( غولدستون )
أخبار متعلقة