قال إن الإرهاب ظاهرة كونية وليست صناعة يمنية كما يدعي البعض
د. مجور خلال لقائه سفراء الاتحاد الأوروبي وأمريكا
صنعاء/ سبأ: أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور أن اليمن لن يكون ملاذاً آمناً للإرهاب كما تحاول بعض وسائل الإعلام الدولي تصويره، معرباً عن استيائه واستغرابه للتضخيم الإعلامي الذي أحاط عملية الكشف عن الطردين المفخخين مطلع الأسبوع الجاري. وأشار إلى أن تواجد (القاعدة) في بعض الدول بما فيها الصناعية اكبر من تواجدها في اليمن ولا يتم تضخيم الأحداث فيها على هذا النحو المبالغ فيه. جاء ذلك أثناء لقائه أمس بصنعاء سفراء كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والمفوضية الأوروبية لدى الجمهورية اليمنية إثر قرار الحكومة الألمانية بعدم السماح لأي طائرة قادمة من اليمن بالهبوط في مطاراتها بما في ذلك شركة الخطوط الجوية اليمنية، مشيراً إلى أن هذا الإجراء غير المبرر سيؤثر سلباً على سمعة اليمن الذي يعتبر شريكا أساسيا للمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب وبالمقابل سيخدم عناصر (القاعدة) الإرهابية. وطالب الدكتور مجور الأصدقاء الألمان بالتأني في اتخاذ مثل هذه القرارات بما يدعم جهود اليمن في مواجهة الإرهاب حتى يتم الوقوف من قبلهم على مستوى الرقابة والتقنيات المتطورة التي تمتلكها المطارات اليمنية لتفتيش المسافرين والأمتعة والشحن الجوي. وأكد بهذا الخصوص الجاهزية الأمنية العالية التي تتمتع بها المطارات اليمنية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن النشاط الاستخباراتي هو الذي كان وراء الكشف عن الطردين والتعرف عليهما وليس الجانب التقني. وقال: « لقد تم تمرير الطردين على أجهزة وتقنيات متطورة ولم يتم الكشف عما بداخلهما إلا بعد فتحهما، موضحاً التدابير الإضافية والاحترازية التي تم اتخاذها في جميع المطارات لتعزيز مستوى جاهزيتها وفقا للمعايير الدولية والتطورات الحاصلة في هذا المجال. وتطرق الدكتور مجور إلى الضربات المتتالية التي توجهها القوات المسلحة والأمن لعناصر (القاعدة) في عدد من المناطق النائية. مجددا التأكيد على أن اليمن ستواصل حربها وبدون هوادة على الإرهاب لدرء مخاطره عن المجتمع والتنمية والاقتصاد الوطني والأمن والاستقرار. وأعرب عن ترحيب الحكومة بأي دعم دولي لوجستي سواء من قبل الاتحاد الأوروبي أو من كافة الدول الشقيقة والصديقة لمساندة الجهود المبذولة للتصدي للإرهاب وعناصره الضالة والمضلة. وقال رئيس الوزراء: إن اليمن يدفع الثمن الباهظ قبل الآخرين في اقتصاده وتنميته الاجتماعية وأمنه واستقراره جراء الأنشطة الإرهابية، مؤكدا أن الإرهاب ظاهرة كونية وليست صناعة يمنية كما يدعي البعض. وأعرب عن تطلعه الى قيام السفراء انطلاقاً من مواقعهم بإيضاح تلك الحقائق لدولهم ولا سيما ما يتعلق بجهود اليمن في مكافحة الإرهاب ميدانياً، وكذلك الإجراءات الأمنية المشددة في المطارات اليمنية. موضحاً أن ما تتوقعه اليمن من أصدقائها هو دعم خططها لمواجهة العناصر الإرهابية، وتطوير الشراكة القائمة في هذا الجانب. وأشار رئيس الوزراء في سياق حديثه إلى التعاون الأمني المتميز القائم بين اليمن والمملكة العربية السعودية الشقيقة. وقال « العلاقات مع الأشقاء في المملكة ممتازة وهناك تنسيق أمني واسع في مختلف المجالات الأمنية ». كما تناول الدكتور مجور التحديات التنموية والاقتصادية التي تواجهها الجمهورية اليمنية في ظل موارد قليلة ومعدلات مرتفعة للولادة والبطالة، مستعرضاً جملة الجهود والسياسات التي تنتهجها الحكومة لمواجهة هذه التحديات وما تم تحقيقه حتى الآن من نتائج في إطار الأجندة الوطنية للإصلاحات الشاملة. معربا عن تطلعه إلى مضاعفة حجم الدعم التنموي لليمن من خلال مجموعة أصدقاء اليمن وبصورة مباشرة. وبين أن الحكومة تعكف حالياً على إعداد الخطة الخمسية الرابعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي من المقرر أن يتم عرض مؤشراتها على الاجتماع القادم لمجموعة أصدقاء اليمن المقرر انعقاده في العاصمة السعودية الرياض. معربا عن تطلعه إلى أن تتوج أعمال الاجتماع القادم بتقديم الدعم اللازم لسد الفجوة التمويلية للخطة. من جانبه لفت نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي أثناء اللقاء إلى النتائج الممتازة التي خرجت بها الفرق الأوروبية التي زارت اليمن في أوقات سابقة للوقوف على مدى جاهزية المطارات اليمنية وسلامة الإجراءات الأمنية فيها. وقال « لا زلنا نرحب بأي فرق تأتي من الدول الصديقة لمساعدتنا في تعزيز أمن المطارات». وأكد أن الشراكة القائمة بين اليمن والمجتمع الدولي ينبغي أن تكون في السراء والضراء، وتحتم على الجميع الوقوف صفاً واحداً لمواجهة الإرهاب في مختلف الظروف. بدوره استعرض وزير النقل خالد الوزير خلال اللقاء جملة من التدابير والإجراءات الأمنية في المطارات اليمنية، موضحاً أن جميع المطارات تعمل وفق المعايير الدولية وأنظمة الطيران المدني «الايكاو »، مؤكداً أن «إجراءات السلامة والأمن في مطاراتنا من اشد الإجراءات ولاسيما ما يتعلق بالشحنات التي تتعرض للفحص لأكثر من مرة». وأشار إلى ضرورة التركيز على أهمية تبادل المعلومات حول العمليات الإرهابية والاهتمام الأكبر لدرء مخاطرها قبل وصولها إلى المطارات، لافتاً إلى الانطباع الجيد الذي خرج به الفريق البريطاني بشأن إجراءات التفتيش على المسافرين والشحن الجوي ، مؤكدا أن هناك تقييماً يومياً وتفتيشاً أسبوعياً ميدانياً للوقوف على الجاهزية الأمنية في المطارات ومعالجة أي قضايا في هذا الجانب أولا فأول اينما وجدت. وبين وزير النقل انه تم البدء بتطبيق ما يسمى باعتماد وكلاء الشحن الجوي بما يضمن ترخيصهم وفقا للاشتراطات الدورية واستمرار الرقابة الدولية عليهم وسحب التراخيص على من لايلتزم بتطبيق الاشتراطات بما في ذلك التأكيد عليهم باتخاذ كافة الاحتياطات الأمنية لفحص الطرود واستيفاء البيانات المتكاملة عن المرسل. منوها بالسمعة الطيبة التي تتمتع بها شركة الخطوط الجوية اليمنية على مدى عشرات السنين في مجال النقل الجوي. وأكد خالد الوزير انه عقب حادثة عبدالمطلب تم اتخاذ إجراءات قوية وأكثر صرامة في المطارات اليمنية، إلى جانب توفير العديد من الأجهزة الحديثة بهدف حماية وتأمين المطارات وسلامة المسافرين وحركة الطيران من أي صورة من صور التدخل غير المشروع، وكذا الكشف عن أي متفجرات أو شحنات مشبوهة. من جانبهم أكد سفراء الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية وقوف دولهم إلى جانب اليمن في معركتها ضد الإرهاب، مجددين حرص دولهم على تعزيز الشراكة القائمة مع اليمن واستعدادها لتقديم الدعم المادي والفني لمساندة الجهود التي تبذلها اليمن لاجتثاث هذه الآفة، معربين عن تفهمهم للعوامل المساعدة على تعزيز البيئة الإرهابية خصوصاً الاقتصادية والتنموية، مؤكدين استمرار دولهم في تقديم الدعم لمسيرة التنمية خلال الفترة القادمة وتنمية حجمه بما يعزز من جهود الحكومة في مواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية الراهنة. وأكد السفير الألماني تعقيباً على حديث رئيس الوزراء عن مطالبة الحكومة الألمانية بمراجعة قرارها الخاص بالطائرات القادمة من اليمن، أن بلاده جاهزة للتعاون وتقييم الوضع والوصول إلى حلول لهذا الأمر.