عمران/ سبأ:زار مدينة "ثلاء" بمحافظة عمران خلال العام الماضي 29 ألفاً و487 سائحا من مختلف الجنسيات، فيما بلغ عدد السياح الزائرين للمدينة من منتصف التسعينات 107 آلاف و896 سائحا من مختلف الجنسيات و62 ألفاً و478 سائحا محليا. إلى ذلك تفقد محافظ محافظة عمران نعمان احمد دويد أمس ما تم إنجازه من مشروع رصف وتحسين مدينة ثلاء التاريخية، بمساحة إجمالية بلغت 38 ألفاً و500 متر مربع على ثلاث مراحل وبكلفة تمويلية 348 ألف دولار بتمويل من مشروع الأشغال العامة. وأكد المحافظ خلال لقائه برئيس وأعضاء المجلس المحلي للمديرية على الاهتمام بالمدينة التي تعد من أهم المدن التاريخية والأماكن السياحية .. ووجه بسرعة عمل التصاميم الفنية الخاصة بتنفيذ مشروع حديقتين غرب المدينة وجنوبها بالإضافة إلى حدائق ومتنفسات أخرى صغيرة ذات طابع متجانس مع الطابع العام للمدينة. وأشار إلى أنه سيتم رفد المجلس المحلي للمديرية بعدد من المعدات والآليات الخاصة بأعمال النظافة والتحسين وحاويات مخلفات لمختلف أروقة المدينة. ونوه إلى أن العمل جارٍ حاليا لاستكمال مشروع الإنارة،والترتيب لتنفيذ المرحلة الرابعة والأخيرة من أعمال الرصف والتحسين لماتبقى من مخارج المدينة، لافتا إلى أنه تم تنفيذ مشروع إعادة ترميم وتأهيل سور المدينة والبوابات بتكلفة 120 ألف دولار بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية. وتعتبر مدينة ثلاء التي تقع شمال العاصمة صنعاء 45 كيلومتراً،إحدىِ مديريات محافظة عمران،وصفها المؤرخ اليمني الكبير أبو الحسن الهمداني في كتابه " صفة جزيرة العرب "بقوله:ثلاء حصن وقرية للمرانيين من همدان،وتقع في السفح الشرقي للحصن" , وتعد من أهم المدن الأثرية في اليمن ،ويرجع تاريخها إلى قبل الإسلام في بنائها والسكن فيها من قبل اليمنيين القدامى، وكانت احدى طرق التواصل الرئيسة بين الدويلات اليمنية القديمة. ومدينة ثلاء تماثل غيرها من المدن المجاورة مثل مدينة حبابة ومدينة شبام كوكبان بالنسبة لكونها كانت محمية بسور يحوي بداخله مباني المدينة من منازل ومساجد وأسواق، وسور المدينة مبنَّي من الحجارة ويطوق المدينة والقلعة معاً ويصل طوله إلى أكثر من ألفي متر تقريباً وله سبعة أبواب، وهي: المشراق، الهادي، السلام، الفرضة، المحاميد، المنياح، والحصن، حيث تقوم عليه أبراج المراقبة المرتفعة،ويتدرج ارتفاعه من مكان لآخر على طبيعة المكان وتحصينه الطبيعي، فجداره الشمالي يتراوح ارتفاعه ما بين 18 - 20 متراً، بينما بقية جدرانه الشرقية والشمالية والجنوبية يتفاوت بين 7 - 9 أمتار. ويمتاز حصن ثلاء بحصانته ومنعته وبه العديد من الكهوف الواسعة ، ومدافن الحبوب وبرك الماء،ويتصل به من جهة الشمال حصن الناصرة، وهو أعلى منه وفيه بقايا أثرية لمنازل قديمة، وفي أعلاه القلعة المنيعة الأثرية وهي من أهم القلاع والحصون الحربية،نظراً لوجودها في أعلى قمة في منطقة ثلاء.وتتسم مدينة ثلاء التي ترجع تسميتها إلى أحد أبناء سام بن نوح بتخطيط هندسي ومعماري متقن في كافة المباني، وكذا المساجد التي يصل عددها إلى /25/مسجدا ،وتتمتع بكل مقومات الحياة، واختارها الإمام المطهر لتكون احدى حصونه ضد العثمانيين لتحصيناتها المنيعة، وتحتوي على ثكنات عسكرية كثيرة كانت تسمى (النوبة) ويوجد فيها أسواق، كالسوق القديم للحدادة ، النجارة، المسلخ، الحبوب،الجلود، وصناعة الأثاث المنزلية والأدوات الحرفية والمشغولات اليدوية التي يتوارثها أبناء مدينة ثلاء منذ القدم.كما توجد بالمدينة أنفاق تحت الأرض للصرف الصحي وتعد هذه الطريقة من أدق وسائل الصرف الصحي في المدن.