نائب الرئيس الامريكي يزور بغداد
بغداد / 14 أكتوبر / رويترز :أكد سياسيون يوم أمس الخميس إن الاستفتاء على اتفاق أمني وهو الخطوة الرئيسية التالية في الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية من العراق سيتأجل على الأرجح. وكان الاستفتاء مقررا قبل نهاية يوليو تموز الجاري وفق اتفاق تم التوصل إليه في البرلمان العراقي العام الماضي هدأ الجماعات السنية العربية المعارضة للاتفاق الأمني الأمريكي العراقي وضمن تأييدها. وسيكون الاستفتاء الخطوة التالية نحو الانسحاب الأمريكي الكامل من العراق بنهاية عام 2011 بعد انسحاب جزئي تم يوم الثلاثاء الماضي بمغادرة القوات الأمريكية المقاتلة للمدن العراقية. وفي حالة رفض العراقيين للاتفاق في الاستفتاء الشعبي سيحصل 130 ألف جندي أمريكي لا يزالون في العراق بعد أكثر من ست سنوات على الغزو الذي وقع عام 2003 على مهلة مدتها سنة واحدة لمغادرة العراق. وتدفع الحكومة باتجاه تأجيل الاستفتاء حتى يناير كانون الثاني 2010 عندما يجري العراق انتخاباته البرلمانية. وتقول حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي إن إجراء العمليتين معا سيكون من شأنه أن يوفر المال. وتقول السلطات الانتخابية والنواب في الوقت الحالي إنه لا يمكن تنظيم استفتاء في شهر واحد. ومن جهته أشار جلال الدين الصغير رئيس الكتلة البرلمانية للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي أكبر الأحزاب السياسية الشيعية إلى أن المشكلة مشكلة وقت أولا، حيث لم تصل مسودة مشروع القانون من الحكومة إلى البرلمان بعد. وأضاف أنه حتى إذا كانت المسودة في طريقها الآن إلى البرلمان فإن الأخير يحتاج إلى شهر لإقرارها وانه يعتقد أن الأمر سينتهي بتزامن الاستفتاء مع الانتخابات البرلمانية. وقدرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق تكلفة إجراء الاستفتاء بمائة مليون دولار وقالت للبرلمان إنها تحتاج إلى شهرين لتنظيم الاستفتاء. وأفاد عمر المشهداني المتحدث باسم رئيس البرلمان العراقي أياد السامرائي أن بعض السياسيين يخشون أن تكون نسبة الإقبال على التصويت منخفضة جدا إذا أجري الاستفتاء منفصلا لذلك كان من المنطقي إجراؤه مع الانتخابات العامة. وأضاف إن ما ذكرته الحكومة واقعي ومنطقي لكن القرار النهائي يبقى في يد البرلمان. ويسلم حتى أقوى مؤيدي الاستفتاء بأنه من غير المرجح أن يجرى بحلول نهاية يوليو تموز الجاري. ومن ناحيتها قالت أسماء الموسوي التي تنتمي إلى حركة موالية لرجل الدين الشيعي المعادي للولايات المتحدة مقتدى الصدر إن جماعتها ستصر على إجراء الاستفتاء منفصلا. وأضافت أنه في حالة عمل البرلمان والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق بجد وقدمت الحكومة كافة المتطلبات فمن الممكن أن يجرى الاستفتاء في سبتمبر أيلول. ويكمن أحد الأسباب التي يقول بعض السياسيين إنهم من أجله يرغبون في المزيد من الوقت هو أنهم يريدون أن يروا إذا ما كانت القوات الأمريكية ستلتزم بالشروط المقررة في الاتفاق الأمني. ويضمر العديد من العراقيين شكوكا في نوايا الولايات المتحدة بعد ست سنوات من الاحتلال. وأشار الصغير إلى أن هذا الأمر حساس وأن الإقبال على الانتخابات قد يتفاوت لعدة أسباب، مؤكدا أن العديد من السياسيين بما في ذلك هو نفسه يفضلون منح الاستفتاء مزيدا من الوقت حتى تتبين حقيقة النوايا الأمريكية. ووصل نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى بغداد في زيارة لم يعلن عنها مسبقا يوم أمس الخميس للقاء الزعماء العراقيين والقادة العسكريين الأمريكيين بعد أيام فقط من انسحاب القوات الأمريكية من المدن والبلدات العراقية. وتأتي زيارته في وقت حرج بالنسبة للعلاقات الأمريكية العراقية. وتمارس إدارة أوباما المزيد من الضغط على الزعماء السنة والشيعة والأكراد لإنهاء خلافاتهم طويلة الأمد بشأن إيرادات النفط والحدود الإقليمية التي عطلت المصالحة السياسية. وأضاف بايدن أنه متفائل بشأن مستقبل العراق لكن ما يزال يلزم القيام بكثير من العمل. وتأتي زيارة بايدن التي تستمر ثلاثة أيام بعدما عينه الرئيس باراك أوباما للمساعدة في تنسيق السياسة بشأن العراق في حين يضع مسؤولون أمريكيون الأساس لانسحاب كامل للقوات الأمريكية بحلول 2012 . وفي خطوة مهمة تجاه ذلك الانسحاب الكامل سلمت القوات الأمريكية السيطرة على المناطق الحضرية إلى قوات الأمن العراقية هذا الأسبوع. وقال بايدن «هذه لحظة ينبغي علينا أن نتأكد فيها من أن العراقيين لا يصرفون أبصارهم عن الجائزة الأسمى.» وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن بايدن سيجتمع مع الرئيس جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي وسيزور أيضا القادة العسكريين الأمريكيين والقوات الأمريكية بمناسبة عطلة عيد الاستقلال الأمريكي في الرابع من يوليو تموز. وقال مكتب نائب الرئيس في بيان انه «سيبحث مع زعماء العراق أهمية تحقيق التقدم السياسي الضروري لضمان الاستقرار طويل الأجل للبلاد.» وهذه ثاني زيارة يقوم بها بايدن إلى العراق هذا العام وهي الأولى له كنائب للرئيس. وزار أوباما العراق في ابريل نيسان. وأفاد مسؤولون إن بايدن ربما يلتقي مع ابنه بو بايدن الذي يخدم في العراق ضمن وحدة من الحرس الوطني في ديلاوير أرسلت إلى العراق أواخر العام الماضي.