لقد كان انجاز نصر الوحدة اليمنية نقلة حضارية مهمة في مسيرة الثورة اليمنية المباركة "26سبتمبر و14أكتوبر" وبفضل ذلك تحقق اكتمال الثورة اليمنية والتئام الجرح الغائر في بنيان الجسد اليمني الواحد الذي ظل يستنزف كل شيء بل وكاد يمسخ الروح الوطنية بأدواء لا قبل لمعالجتها بأي دواء مهما كان سوى بمعجزة الوحدة التي وجدت محصنة ببلسم الديمقراطية والالتزام بالتعددية السياسية ومبدأ التداول السلمي للسلطة ونستطيع أن نؤكدها دون مواربة بأنه منذ ذلك اليوم امتلك شعبنا زمام ارادته الوطنية الواحدة وامتلك كل مقومات الوجود الحر المستقل والقيادة الحكيمة المقتدرة التي استطاعت ان توظف كل القدرات التي تجمعت في مسار تاريخي واحد تحققت به ومن خلاله خطوات متقدمة في تكوين الآلية الحضارية التي صار يمارس بها حضوره الجديد على خارطة العصر الذي نعيش فيه وقد شهدت الخمسة عشر سنة الماضية الدخول الى اللجة الحقيقية للممارسة الديمقراطية والتنافس السياسي التعددي امام صناديق الاقتراع واستطاعت العديد من الاحزاب والتنظيمات السياسية ان توجد لها كياناً واضحاً على خارطة الحياة وضمن تفاعلات حركة المجتمع الديمقراطي وبنسب متفاوتة من الاقتدار والفعالية. واقرب مقياس للوصول إلى تقديرات واضحة يمكن الحصول عليه من خلال قراءة نتائج الانتخابات العامة في دوراتها السابقة سواء منها الانتخابات التشريعية او انتخابات المجالس المحلية.. وهو الأمر الذي كان يتعين على الاخوة في المشترك وكذلك الاحزاب الأخرى الانشغال به والتمعن في دروسه ودلالاته بهدف استفادتها جميعاً وكلاً على حده في ادراك مكانتها واقتدارها ومن أجل مراجعة تجربتها وتصحيح اوضاعها.. بل واصلاح حالتها من أجل ان تكون قادرة على تجويد ممارستها لدورها وتحسين النتائج التي تتطلع اليها في المستقبل.. اذا كانت تؤمن بالمستقبل وتعمل من أجله وليكون لها حاضر اولاً.. فمن لا حاضر له كيف يمكن ان يكون له مستقبل؟ ومن لم يصلح نفسه اولاً.. كيف يمكن ان ينظر للاصلاح العام؟ وكيف به وهو لايمتلك اداتها الصالحة؟ ومثل ذلك يقال عن أمر خطير مهم وهو الاهتمام باسترداد الثقة به من قبل الناخبين والرأي العام حيث ان السائد كما أكدته الفترة الماضية هو عدم الثقة في الاحزاب والتنظيمات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني.. لانعدام دورها المسئول والصادق في خضم الحياة العامة واقتصار نشاط المعارضة على اشعال الحروب الكلامية.. والتمادي في اشكال غير مفهومة من المكايدات السياسية وهو ما أدى إلى تشكل ايمان شعبي وخاصة لدى الأوساط المثقفة بانعدام الجدوى منها.. وانها رهينة مصالح ذاتية للمنتمين اليها.. وخاصة عند بروز صور من التناقض من جهتين الأولى بين ما تعلنه من مبادئ وشعارات وتناقضها مع ما تمارسه من أعمال وتصرفات وكأن العملية السياسية نوع من التجارة في المصالح والمنافع الخاصة وصور المقايضة بها مع السلطة. والثانية : بين ما تعلنه في خطابها السياسي وما تمارسه من أعمال ومواقف تناقض المصلحة الوطنية العامة بل تشي بنوع من الانحياز او الميل للخارج وتأثيراته الخطيرة ليس أقلها الإنجرار في الترويج والترديد لإملاءات الخارج ومخططاته التي لا قبل لفهمها ونظراًِ لنتائجها المدمرة التي لاتراعي المصالح العليا لكل وطن ومجتمع وثورة أو تجربة إنسانية صادقة.* وزيـر الإعـلام
|
مقالات
رؤية لواقع التعددية والمعارضـــة
أخبار متعلقة