مسؤول كبير في وزراة الدفاع: العملية «مسألة وقت»
واشنطن/وكالات:انتقدت وزارة الخارجية الأمريكية تسريبات منسوبة لمسؤول «كبير» في وزارة الدفاع الأمريكية حول «أرجحية كبيرة» بأن تقدم إسرائيل على ضرب إيران، معتبراً حصول ذلك بات مسألة وقت. وكان المسؤول، الذي لم تكشف هويته، حدّد في تصريحات شبكة «آي بي سي» التلفزيونية الأمريكية، «خطين أحمرين» قد يدفعان إسرائيل لتنفيذ هذا الهجوم، الأول مرتبط بقدرة منشأة «ناتانز» الإيرانية على إنتاج كمية كافية من اليورانيوم العالي التخصيب، الذي يمكن أن يستعمل لتصنيع قنبلة نووية، وهو ما ترّجحه الاستخبارات الأمريكية في وقت ما من العام 2009، أو ربما في العام 2008 الجاري، وفق ما أشارت تقارير صحفية نشرت أمس الأربعاء.ويوضح المسئول ذلك بقوله إن «الخط الأحمر ليس عندما يعبرون (الإيرانيون) هذه المرحلة، بل قبل أن يعبروا منها. نحن الآن في مرحلة خطرة».أما الخط الأحمر الثاني فيتعلّق بموعد حصول إيران على نظام «أس آي 20» الدفاعي الجوّي من روسيا، وهو ما قد يدفع لتسريع الضربة الإسرائيلية المفترضة، لأن هذا النظام الدفاعي قد يصعّب من الهجوم.ويشعر المسئولون في «البنتاغون» بالقلق من أن تكون إسرائيل مصمّمة على تنفيذ الهجوم على إيران قبل وصول الرئيس الأمريكي الجديد إلى البيت الأبيض، الذي قد لا يكون مؤيّداً لهذه الضربة، في كانون الثاني المقبل. وقال مسئول «البنتاغون»: «لقد أجرى السلاح الجوّي الإسرائيلي التدريبات الضرورية واللازمة لإبلاغ القيادة السياسية: لقد أنجزنا المرحلة الأساسية. لكن هل سيحتاجون إلى المزيد من التمارين والتدريبات؟ نعم. لكن هل أنجزوا المرحلة الرئيسية؟ أعتقد أن هذا ما شاهدناه».لكن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية توم كايسي انتقد هذه التسريبات، معتبراً انه «غباء من الناس، الذين غالبا لا تكون لديهم معلومات موثوقة عما يتحدثون، أن يؤكدوا أمورا ولا تكون لديهم اللياقة لعمل ذلك باسمهم».أما في إسرائيل، فتوقع دبلوماسي غربي عدم شن أي هجوم، إسرائيلي أو أمريكي، على إيران في الشهور الستة المقبلة «لان الخيار العسكري هو آخر شيء يتعين علينا استخدامه ولن يستخدم بسهولة». ورأى الدبلوماسي أن الضغط في الموضوع الإيراني هو في الأساس سياسي واقتصادي. وشدد على انه لا يوجد إجماع في إسرائيل يؤيد شن هجوم، وان الولايات المتحدة ليس من المرجح أن تتخذ إجراء لأنها ترى أن البرنامج النووي الإيراني لن يصل إلى مرحلة اللاعودة قبل نحو عامين. وأضاف «لا أعتقد أن يحدث هجوم في الشهور الستة المقبلة». في موازاة ذلك، اعتبر المراسل العسكري للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، أن إسرائيل ترتاح لمثل هذه التصريحات لأنها تخلق جوا من الإلحاح لدى الرأي العام العالمي ضد الخطر الإيراني. وشدد المراسل على أن فرضية العمل في إسرائيل هي أنه ليس هناك أي فعل إسرائيلي محتمل من دون رد فعل إيراني مباشر أو غير مباشر. وأوضح أن المناورة أثبتت أن 100 طائرة من الصف الأول بالكاد تكفي لضرب هدفين أو ثلاثة أهداف في إيران، والأهم هو واجب التنسيق مع واشنطن ومع دول أخرى قبل أي هجوم. من جهته، وفي مقابلة مع «يديعوت احرونوت»، قال الرئيس السابق لوحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية العميد يوسي كوفرفيسر، أن «الغرب يدرك أن إسرائيل تفهم إلحاح الوقت ويعتقد أنها ستقوم بالعمل بدلا عنه، وانه في حالة حدوث مواجهة عالمية، يمكن توجيه الاتهام إلى إسرائيل». وحول الخطوط الزمنية الحمراء، قال كوفرفيسر «خلال سنة إلى سنة ونصف السنة، سيكون لدى الإيرانيين ما يكفي من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية.. وبحسب علمنا، فإن الإيرانيين لم يصلوا إلى هذه القدرة ولذلك لم نبدأ في حساب السنة. ومع ذلك، فإنهم يواصلون أبحاثهم من دون عوائق. وهذا أمر أشد تعقيدا والحل الموضعي في نتانز ليس كل القصة رغم أنه مهم جدا». واعترف كوفرفيسر بان الدفاعات الجوية الإيرانية تشكل عقبة جدية أمام الغارات الجوية «فهي منظومة صاروخية تعرف كيف تدافع ضد الصواريخ والطائرات.. ولدى الإيرانيين حاليا منظومة دفاع جوي لكنها في نظرهم غير كافية.. لذلك من الواضح أن كل زيادة على ما هو قائم تقلص نجاعة الغارة وتزيد العراقيل». وخلص كوفرفيسر إلى أنه كما تبدو الأمور اليوم، فإن «الإيرانيين متقدمون في لعبة البوكر هذه. والغرب يحاول أن يوضح للإيرانيين كبر الجزرة التي سينالونها إذا أوقفوا مشروعهم، والثمن الذي سيدفعونه إذا استمروا فيه، لكن الإيرانيين لا يؤمنون بأن أحدا سيستخدم العصا ضدهم فعلا».