أوسلو / متابعات :توقع كاتب صحافي نرويجي -عمل مراسلاً في الشرق الأوسط لسنوات - نشوب حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل. واعتبر أود كارستين تفيت في كتابه المعنون «وداعاً لبنان - أول هزيمة إسرائيل»، أن تجدد المعارك بين الطرفين مسألة وقت فقط. وقد عرض الكتاب في الأسواق النرويجية أمس الأول الثلاثاء . وقال الصحافي إن «المؤشرات واضحة على حدوث حرب أخرى بين لبنان وإسرائيل، ومن الممكن أن تتدخل كل من سوريا وإيران وأمريكا».وأضاف «إن إسرائيل تدرك تماماً أنها خسرت المعركة مع حزب الله عامي 2000 و2006، وهو ما لا يمكن أن تفوته إسرائيل التي لها رغبةشديدة في الانتقام من حزب الله»، منوهاً إلى أن لبنان دائماً «مختبر الأسلحة الجديدة».وكشف الكتاب أن الحكومة السويدية قامت بدفع فدية لفلسطينيين اختطفوا موظفين اثنين من النرويج والسويد لدى هيئة الأمم المتحدة العاملة في لبنان عام 1980.ونفى تفيت، الذي عمل مراسلاً للتلفزيون النرويجي في الشرق الأوسط لسنوات، المزاعم التي أطلقتها الحكومة السويدية على لسان وزير خارجيتها ستين أندرسون في أعقاب الإفراج عن المخطوفين بعد حوالي أسبوعين ونصف من اختطافهم في ذلك الحين، أن «الدبلوماسية الصامتة» هي السبب في الإفراج عن الموظفين اللذين كانا يعملان لدى هيئة إغاثة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.لكن الكتاب كشف عن دفع وزارة الدفاع السويدية فدية قدرها 5 ملايين كرون (740 دولار ألف دولار) للخاطفين الفلسطينيين الذين طلبوا مبلغ نصف مليون دولار من السفير السويدي في لبنان رولف غاوفين للإفراج عن الرهائن.وروى أنه بعد تحري الأمر، اكتشف أن الصفقة التي تمت بين وزارة الدفاع السويدية وخاطفي الموظفين تمت دون علم الحكومة النرويجية التي كان أحد الرهائن من مواطنيها، وقال: «لقد سألت غرو هارلم برونتلاند، الذي كان رئيس الوزراء آنذاك، وثورفالد ستولتنبرغ الذي كان وزير الخارجية، إذا كانا يعلمان أن السويد قد دفعت فدية لكنهما نفيا، وقد راجعت هذه المسألة مع غيرهما وتبين أن الحكومة النرويجية لم يكن لديها أي علم بدفع فدية للخاطفين».واعتبر تفيت في كتابه أن دفع الفدية كان بمثابة تشجيع للخاطفين الذين أصبح لديهم اعتقاد أن الحكومتين النرويجية والسويدية تدفعان الأموال مقابل الإفراج عن رهائنهما، وهو ما دفع بمجموعة تابعة لأبونضال لاختطاف طبيب تابع لمنظمة نورواك (NORWAC) اكتشف في ما بعد أنه مواطن بلجيكي رفضت حكومته دفع فدية مقابل الإفراج عنه، وهو ما قامت به الحكومة الليبية التي دفعت الفدية في محاولة منها لرفع الحصار التجاري عنها بعد أزمة لوكيربي.لكن ما اعتبره تفيت أنه سيكون بمثابة قنبلة في السويد، ليس مجرد اكتشافه أن الحكومة دفعت المال للخاطفين، وإنما وزارة الدفاع السويدية التي تبين أن “لها ميزانية سرية يمكن أن تستعمل دون معرفة أحد خارج الحكومة السويدية عنها”، وهو أمر يعد خرقاً للأعراف الديمقراطية التي توجب معرفة موازنات الحكومة كاملة من قبل العموم.وذكر تفيت في كتابه أن جنوداً نرويجيين تابعين لقوات الأمم المتحدة ساعدوا لبنانيين اثنين تمكنا من الهرب من سجن إسرائيلي في جنوب لبنان عام 1992 خشية تعرضهما للقتل أو التعذيب من قبل القوات الإسرائيلية في حال تم العثور عليهما. لذلك قام الجنود النرويجيون بإلباسهما زي جنود بعثة الأمم المتحدة وألحقوهما بقافلة تابعة للأمم المتحدة خارجة من المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل.