أهمية الشراكة في خفض معدل وفيات الأمهات باليمن
استطلاع / بشير الحزميفي ظل الارتفاع المخيف لمعدل وفيات الأمهات في اليمن الذي يعتبر من أعلى المعدلات على مستوى المنطقة والعالم وتعدد الأسباب والعوامل المؤدية إلى حدوث هذه الوفيات وعدم قدرة القطاع الصحي الحكومي على مواجهة هذا التحدي الصحي الكبير بمفرده.. تبرز أهمية الشراكة بين مختلف القطاعات والجهات المعنية الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية لمواجهة هذه المعضلة والعمل على خفض وفيات الأمهات وتحقيق الأهداف الوطنية وأهداف الألفية المتعلقة بذلك.( 14أكتوبر) التقت عددا من الشركاء في القطاع الصحي الحكومي والخاص والمجتمع المدني وتعرفت من خلالهم على أهمية الشراكة لخفض معدل وفيات الأمهات والأدوار المناطة بكل طرف لتحقيق ذلك.. وإلى التفاصيل :الدكتورة خلود عبدالله علوان - نائب رئيس قسم النساء والولادة في المستشفى الجمهوري بصنعاء وطبيبة اختصاصية في مركز الأمومة الآمنة في المستشفى قالت :إذا كانت المرأة الحامل تتابع الحمل وتأخذ اللقاحات المطلوبة وتلد في المستشفى؛ فإن هذا سيساهم في خفض معدل وفيات الأمهات، ومن المعروف أن الأسرة أو الزوج في بلادنا لا يولي هذا الأمر الاهتمام الكافي بسبب الجهل وقلة الوعي أو لحدوث تجربة سيئة في المستشفى حيث يفضلون الولادة في البيت، ما قد يسبب للحامل مضاعفات ومن الأسباب التي تؤدي إلى وفيات الأمهات أيضـا عدم إتباع النصائح الطبية للمرأة الحامل وسؤ التغذية .وأضافت أن الولادة في البيت تمثل خطورة على المرأة، وهذا الأمر قد لا يدركه كثيرا من الناس، ولهذا فإن التوعية تؤدي دورا مهمـا في هذا الجانب، كما أن هناك العديد من النساء الحوامل اللواتي يسكن في أماكن بعيدة عن مراكز تقديم الخدمة وهؤلاء قد يتوفين قبل وصولهن إلى المستشفى؛ لأن حالتهن قد تكون حرجة وتعاني من نزيف وتأخر نقلهن في الوقت المناسب بسبب وعورة الطريق أو عدم توافر وسائل مواصلات أو مركز خدمات أولية.وأشارت إلى أن عدم متابعة المرأة الحامل لحملها من البداية يؤدي إلى عدم تشخيص الأمراض في حينها، مثل ارتفاع ضغط الدم وسوء التغذية وغيرها التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.وأوضحت أن الوعي الصحي لا يزال غير كاف وهناك تقصير في نشر التوعية الصحية في المناطق الريفية.ولفتت إلى أن الطاقم الطبي العامل في المستشفى هو الذي يعطي الانطباع الجيد، فإذا وصلت المريضة إلى المستشفى ووجدت معاملة جيدة ولم تتعب وولدت في المستشفى بسلام ستكرر الولادة في المستشفى وستشجع الأخريات على الولادة في المستشفيات وهو ما سيقلل من نسبة وفيات الأمهات.وقالت إن الزواج المبكر الذي ينتج عنه حمل مبكر من أهم العوامل التي تؤدي على وفاة الأمهات نتيجة المضاعفات التي يتعرضن لها .وأن الأدوار المطلوبة من قبل كافة الجهات والشركاء لخفض معدل وفيات الأمهات في بلادنا تمثل حلقة متصلة تبدأ بتحسين الخدمات الصحية في المستشفيات ثم نشر التوعية الصحية عبر وسائل الإعلام والاتصال، لأنه إذا أوضحنا المخاطر للمرأة فتسكون حريصة على متابعة وحملها ، وأخذ اللقاحات والتغذية الجيدة والولادة في المستشفى وبذلك ستحمي نفسها من مخاطر الحمل والولادة وتنقذ نفسها وطفلها من الموت.[c1]للشراكة أهمية كبرى[/c]أما الدكتورة نادية الحكيمي - مديرة المستشفى التخصصي للأمومة الآمنة بجمعية رعاية الأسرة اليمنية فقد تحدثت من جانبها وقالت :للشراكة أهمية كبرى في خفض حالات وفيات الأمهات، حيث أن استمرارية تقديم الخدمات تساعد في التقليل من مرض الأمهات، وكذا الوفيات وفي مشفانا نقدم الخدمة على مدار 24 ساعة، حيث توجد خدمات تكاملية بين مركز الصحة الإنجابية صنعاء والمستشفى التخصصي للأمومة الآمنة وكلاهما تابعان لجمعية رعاية الأسرة اليمنية وتتمثل هذه الخدمة في تقديم الرعاية للحوامل من بدء الحمل وحتى الولادة.ويساعد تقديم هذه الخدمة على اكتشاف الأمراض المبكرة التي تصاحب الحمل كأمراض الضغط والسكر وفقر الدم والنزيف، كذلك تقديم المشورة بعد الولادة تساعد على المباعدة بين الولادات وإعطاء الأم مدة من الراحة الكافية، بحيث تستطيع الاهتمام بوليدها وأسرتها، كذلك لدينا نظام الإحالة، حيث تحال الحالات المستعصية إلى مشفانا من الأرياف، وذلك من خلال قابلاتنا اللاتي تلقين الدراسة والتدريب عبر جمعية رعاية الأسرة ، وهذا يساعد في خفض وفيات الأمهات، ولأن الخدمات لا تتوافر بالشكل المطلوب في الأرياف والمناطق البعيدة، فنرجو من جميع الشركاء تفعيل نظام الإحالة، كذلك التوعية العامة للنساء وعمل برامج دورية تأهيلية للقابلات يساعد على إطلاع القابلة على ما هو جديد وهذا الدور سيعكس نفسه في خفض وفيات الأمهات.[c1]أهمية الوعي الصحي[/c]وتقول الدكتورة نادية الظهرة - مديرة مستشفى الزبيدي بأمانة العاصمة : إن الوعي الصحي بين الأمهات الحوامل من القضايا المهمة التي ينبغي لنا التركيز عليها، وقد بدأ في بلادنا يتطور وأصبح ملموسا عن طريق الإعلام الذي يبذل جهد كبير في التوعية من خلال الإعلام المرئي والمسموع والمقروء حول ضرورة الاهتمام بالحامل، ويلاحظ في السنوات الأخيرة أنه قد أصبحت هناك زيادة في عدد الولادات التي تتم تحت إشراف طبي الذي أدى إلى انخفاض في نسبة وفيات الأمهات في بعض المدن، وهذا في اعتقادي يعود إلى زيادة الوعي الصحي عند النساء، لكن وفيات الأمهات تزيد في المناطق النائية والريفية بشكل خاص، وفي القرى البعيدة التي لا يوجد فيها وعي صحي كاف .وأضافت أن الوضع في المدن يختلف عنه في الريف؛ لأنه في المدن هناك زيادة في عدد المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والخاصة وكلها تعمل على تقديم الخدمات للمرأة الحامل إلى جانب قيامها بالتوعية والمشورة المطلوبة خلال المتابعة والفحص الدوري لها منذ بدء الحمل إلى نهايته.وأوضحت أن الزواج المبكر الذي ينتشر في اليمن والدول العربية عمومـا إلى جانب قلة الوعي عند الأسر والنساء يساهمان في ارتفاع نسبة وفيات الأمهات؛ لأن الفتيات عندما يتزوجن مبكرا قد يتعرضن إلى خطر الحمل المبكر الذي قد يؤدي إلى الوفاة.. مشيرة إلى أن قلة الوعي الصحي هو الأساس في ارتفاع معدلات الوفيات في أوساط الأمهات؛ لأن المرأة الحامل تحتاج إلى متابعة الحمل وتلقي العلاج وتحتاج إلى تغذية جيدة وإلى أخذ اللقاحات وتحتاج إلى اهتمام خاص، خلال مراحل الحمل، والشائع في بلادنا أن المرأة الحامل التي لديها عدد من الأطفال لا تهتم بنفسها وتغذيتها، ولكنها تكرس جهدها لرعاية أطفالها وبيتها وتنسى نفسها في المقابل.ولفتت إلى أن القطاع الصحي الخاص في بلادنا قد بدأ بإنشاء مراكز متخصصة في الأمومة والطفولة ومتابعة المرأة الحامل والتوعية الخاصة قبل الولادة وبعد الولادة، وقد عملنا على تقديم الخدمة بأقل التكاليف بحيث تتمكن كل فئات المجتمع من الحضور إلى المرافق الصحية الخاصة وتحصل على الخدمات التي تحتاجها .واستطردت قائلة نحن دائما نستقبلهن على مدى (24 ساعة) ونوفر لهن كل الأشياء التشخيصية المهمة لعلاجهن ورعايتهن.ودعت المرأة باعتبارها العنصر الأساسي في المجتمع، إلى أن تحرص على ألا يكون الحمل مبكرا، وأن تهتم بنفسها من حيث التغذية الجيدة، وأخذ التطعيمات المطلوبة والاستشارة الدائمة للطبيبة لمتابعة الحمل وأن تحرص على عمل الفحص الدوري لها أثناء الحمل حتى أنها تقلل من خطورة أية إصابات أو أمراض قد تتعرض لها؛ لإن هذه المتابعة مهمة جدا ويمكن أن تقلل من المخاطر.وواختتمت قائلة : أدعو المجتمع إلى الاهتمام بالحامل وأن يعطوها كل الرعاية .[c1]أدوار تكميلية[/c]أما الدكتور عبدالرحمن الزبيدي القائم بأعمال مدير مستشفى المرأة والطفل بأمانة العاصمة فقد تحدث بدوره وقال :القطاع الصحي الخاص والعام كل واحد منهما مكمل للآخر، ونحن نعتبر شركاء أو جزءا من الدولة وهي جزء منا، فالخدمات هي خدمات تكاملية، والقطاع الصحي الخاص يؤدي دورا كبيرا في تسهيل الخدمات الصحية للمواطن، حيث أصبح هناك مستشفيات ومراكز وعيادات في كل حي وفي كل شارع ، وهذا يخفف كثيرا الضغط الذي تعاني منه المستشفيات العامة، فكلما توافرت الخدمات الطبية للمرأة الحامل قلت من نسبة المعاناة و نسبة الوفيات، ولأننا أيضـا مسؤولون على التطعيم، حيث نقدم خدمة التطعيم، وهو جانب وقائي لو نركز كثيرا على الجانب الوقائي أكثر من العلاجي حتى نصل إلى خدمات طبية راقية وبالتالي نقلل من الوفيات.وأوضح أن الخدمات التي يقدمها المستشفى تبدأ من قبل الزواج، حيث يأتي كثير لعمل الفحوصات قبل الزواج وبعد الزواج ، نقدم الخدمات والرعاية أثناء الحمل ونتابع خلال مدة الولادة وأيضـا نتابع الطفل .وأشار إلى أن المستشفى يقدم أيضـا خدمات التوعية والمشورة للنساء منذ بدء الحمل وحتى ما بعد الولادة.وقال إن الجهل وقلة الوعي في المجتمع من أبرز العوامل التي تؤدي إلى حدوث الوفيات في أوساط الأمهات.وأضاف أنا أفضل التجربة الكوبية وهي تجربة وقائية حتى الآن، فالولايات المتحدة الأمريكية تفضل التركيز أكثر على الجانب الوقائي، ثم التوعية الصحية؛ لأنه كلما كان هناك تركيز على الجانب الوقائي، كانت نسبة النجاح كبيرة.[c1]الانتقال بالخدمات والتوعية إلى الأرياف[/c]وتقول الأستاذة / أمة اللطيفة جحاف - مديرة مستشفى بأمانة العاصمة :الشراكة بين مختلف القطاعات والجهات ذات العَلاقة في الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والهيئات الدولية من أجل العمل على خفض معدلات وفيات الأمهات في بلادنا لها أهمية كبيرة سواء أكانت في الجانب العلاجي أو الوقائي أو التوعوي .إن التوعية تؤدي دورا كبيرا في خفض معدل وفيات الأمهات وينبغي لها أن تركز الجهود في هذا الجانب، وأن لا يتركز النشاط في المدن فقط، بل الانتقال إلى الأرياف والمناطق النائية التي تعاني من وفيات الأمهات أكثر ، نتيجة قلة أو سوء الخدمات وانعدام التوعية الصحية.وأضافت نحن في مستشفى الأم التخصصي نحرص على تقديم الخدمات الكاملة للنساء خلال مدة الحمل والولادة وما بعد الولادة فنقدم الرعاية للحوامل واللقاحات المطلوبة ومتابعة الأطفال المواليد ونقدم المشورة والتوعية اللازمتين ونشجع على الولادات في المستشفيات، ونقدم لذلك كل أنواع التسهيلات حيث اعتمدنا في المستشفى يوما مجانيا للنساء اللاتي يتم توليدهن عندنا في المستشفى، وذلك لتشجيع المرأة على البقاء في المستشفى بعد الولادة لتلقي الرعاية المطلوبة ولمراقبة حالة المرأة بعد الولادة وصحة الطفل المولود.