غضون
- بعض المعتقدات التي نشأت في المجتمعات البشرية البدائية القديمة لا تزال مظاهرها قائمة في مجتمعنا إلى اليوم وخاصة في الريف، ولدى سكان المدن الذين يواظبون على مشاهدة القنوات الفضائية التي رفعت إلى السماء على الطريقة الإسلامية!على سبيل المثال يصاب طفل بمرض فيبدل اسمه من سعيد إلى محمد وإذا لم تنجح المحاولة يهمل الاسمان ويتم تجريب اسم «صالح» أو «شوعي» لعل ذلك يخلصه من المرض.. وهذه الطريقة مصدرها ثقافة بدائية قديمة.. إذ كان الإنسان القديم يعتقد أن المرض هو عبارة عن روح شريرة تمكنت من الدخول إلى جسد المصاب ولذلك يغير اسمه إلى اسم مختلف وعندها تقع الروح الشريرة في حيرة حسب وصفة المعالجين الشعبيين اليوم والمستقاة من عقائد سادت قبل ظهور الأديان والعلم.- وعندما لا يسود التوافق العائلي، يذهب أحد الزوجين أو الوالدين أو كلاهما إلى المشعوذ «الشيخ» ليستجلي الأمر ويبحث عن دواء فيقال لهم مثلاً إن السبب هو أن الزواج تم في وقت غير مناسب بالنسبة لاقتران النجوم أو لأن الزوجة نجمها الأسد ونجم الزوج الأسد وهذان النجمان ناريان، أو لأن حاسداً وضع لهما «عمل» في مكان ما أو مكان مجهول في وقت الظهيرة أو الغسق.. ولإفساد كل تلك المؤامرات ومصالحة الكواكب والنجوم وإصلاح ذات البين وجعل العقيمة تحمل والعنين «منتصب القامة يمشي» يتم القيام بكيت وكيت.. وهي بالطبع وصفات تجلب المال لصاحبها ولا تجلب للزبون نفعاً.- السلفيون - ونحن سباقون لهم - يحاربون هذه الشعوذات ويسمونها «وثنية».. لكن في الوقت الذي نقول فيه نحن أن العلم تطور وأن المرضى بتلك الأمراض عليهم أن يتوجهوا إلى عيادات الأطباء الذين أمضوا سنوات كثيرة من أعمارهم في الدرس والتجريب في المؤسسات الطبية، فإذا بالسلفيين يفتحون دوراً «وثنية».. لا علاقة لها البتة بالدين والعلم والطب أو حتى العلاج البديل!ومن هذه الدور.. دار علاج المس بالقرآن.. عيادة الشفاء من الأمراض بالطب النبوي.. ويؤلفون ويطبعون وينشرون كتيبات عن علاج السحر بالأوراد.. ويستغلون ماورد في القرآن وأحاديث الرسول عن منافع العسل أو الحبة السوداء للاتجار بالعسل المغشوش والبهارات الكاسدة، ومن هذه التجارة يتعيش سلفيون فيأكلون أموال الناس بالباطل ويغشونهم في أبدانهم وعقولهم!