يراقبون بعيون خفية جهود اتفاق الفلسطينيين في مكة المكرمة
فلسطين المحتلة/متابعات: تراقب إسرائيل بشكل سري ومن بعيد ما سيجري من اتفاقات فلسطينية داخلية في مكة المكرمة برعاية العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز. وبينما يحاول الساسة الإسرائيليون إخفاء آراءهم الحقيقية بشأن أي اتفاق مرتقب بين الفلسطينيين في مكة، إلا أن العسكريين لم يكن بوسعهم الصمت ولم يخفوا خشيتهم من توصل الفلسطينيين إلى اتفاق حقيقي يتمكنوا من خلاله من إنهاء نزاعهم الداخلي ووقف الاقتتال والفلتان الأمني.وتعتبر النقطة المركزية لدى إسرائيل في عدم تفضليها لتوصل الفلسطينيين إلى أي اتفاق في مكة هو عدم منح الفصائل الفلسطينية المسلحة فرصة إعادة بناء القوة لمواجهة إسرائيل ونقل الصراع من فلسطيني داخلي إلى فلسطيني إسرائيلي مرة أخرى. ويراقب جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) ما يحدث في مكة بكل التفاصيل واستبق رئيس الشاباك يوفال ديسكين بدأ الاجتماعات في مكة بإعلانه عن إمكانية تنفيذ عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة إذا ما استقرت الأوضاع هناك وانتهت الخلافات بين حركتي فتح وحماس. وعززت حركة حماس قوتها. وقال ديكسين:" علينا أن نجهز أنفسنا جيدا ونقوم بإعداد خطط لتكون جاهزة في المستقبل، فربما يتطلب منا العمل، سواءًاً رضينا أم لا، ولكن ينبغي أخذ صراع القوى الذي يدور الآن بين فتح وحماس في قطاع غزة بالحسبان فإذا هدأت المواجهات بين فتح وحماس وتبين أن المقاومة استمرت في التعاظم ستحتاج إسرائيل إلى دراسة تنفيذ حملة (عسكرية). وبرأيه فإن "تحسين فعالية الخطوات ضد عمليات التهريب من سيناء ستقلل من الحاجة لأن تعمل إسرائيل في القطاع".ومع بوادر الانفراج في الأزمة الفلسطينية بدأ الجيش بدراسة كل السيناريوهات المحتملة. كما وضعت الجيش الإسرائيلي مخططات لاحتمالات عدم توصل الفلسطينيين إلى اتفاق واحتمال تفجر الأوضاع مجددا وانهيار كل اتفاقيات التهدئة. وفي حال فشل اتفاق مكة فإن الجيش الإسرائيلي وضع أمامه أسوء الاحتمالات وهو أن تلجأ حركات المقاومة إلى تصعيد الجبهة مع إسرائيل بهدف تخفيف الصراع الفلسطيني الداخلي. وتقول مصادر إسرائيلية أن الجيش الاسرائيلي يستعد للتدخل العسكري في غزة حيث اعدت قيادة المنطقة الجنوبية خطة طوارئ للتدخل في حال تفاقم الوضع في غزة لدرجة تنفيذ مذبحة جماعية الامر الذي لن يترك لاسرائيل مجالا سوى التدخل المباشر . ويخشى جيش الاحتلال أيضا من إمكانية تدفق عشرات الاف اللاجئين على منطقة الحدود نتيجة تصاعد القتال واشتداد وتيرة المعارك مما سيخلق وضعا انسانيا صعبا يجبر اسرائيل على التدخل اضافة الى السيناريو الثالث والمتمثل بتوجيه احدى الحركات نداء استغاثة يطلب المساعدة والعون.على صعيد اخر فقد تحولت مكة المكرمة لقبلة سياسية في عيون الفلسطينيين الذين تتجه أنظارهم إليها لمعرفة نتائج اللقاء بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).. ويدعو الفلسطينيون ويصلون لأجل أن يلزم قادتهم سبيل الرشاد ويتغلبوا على الجراح ويئدوا الفتن، وبين الآمال المعقودة على اللقاء والتخوف من تجدد الاشتباكات بين الأخوة أو تعرض المسجد الأقصى المبارك لخطر الهدم وبالتالي تتشتت أفكار المواطن الفلسطيني.ويبدو الشارع الفلسطيني مجمعاً على ضرورة عدم تكرير إحداث الاقتتال الداخلي، هذا فيما يرى الكثير من المراقبين أن فشل المسؤولين الفلسطينيين في التوصل لاتفاق خلال لقاء مكة يعني اندلاع حرب أهلية فلسطينية لا تبقي ولا تذر. ولذلك يشددون على ضرورة استغلال اللقاء لحقن الدماء وإعادة ترتيب أوراق الساحة السياسية الفلسطينية التي تبعثرت بين النزاع على الحكم والسلطة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية وتوفير الرواتب والبحث عن مخرج للحصار الدولي.