فلسطينيون يشيعون جنازة ثلاثة نشطاء قتلوا في غارة إسرائيلية في نابلس بالضفة الغربية يوم أمس.
نابلس (الضفة الغربية) /14 أكتوبر/ رويترز: قتل جنود إسرائيليون بالرصاص ستة فلسطينيين في حادثين منفصلين يوم أمس بالضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة في واحدة من أشد موجات العنف خلال شهور.وثلاثة من القتلى ينتمون لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس واتهم مساعد كبير لعباس إسرائيل بتأجيج التوترات ومحاولة تدمير الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لاستئناف محادثات السلام المتوقفة.وتأتي أعمال العنف قبل يوم من ذكرى حرب غزة التي أسفرت عن مقتل نحو 1400 فلسطيني و13 إسرائيليا. ومحادثات السلام متوقفة منذ ذلك الوقت.وأضافت متحدثة باسم الجيش الاسرئيلي إن جنودا قتلوا بالرصاص ثلاثة فلسطينيين للاشتباه في محاولة تسللهم من قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وثلاثة نشطاء في الضفة الغربية متهمين بقتل مستوطن يهودي بالرصاص على جانب طريق يوم الخميس.وأضاف مصدر أمني من حماس إن الثلاثة الذين قتلوا بالرصاص في غزة كانوا مدنيين على ما يبدو يجمعون قطعا من الخردة في منطقة صناعية قرب الحدود الإسرائيلية.وفي الضفة الغربية أشار مسعفون فلسطينيون وشهود عيان إلى أن جنودا إسرائيليين طوقوا منزل ثلاثة أعضاء بكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح وقتلوا الثلاثة.وأغضب ذلك الزعماء الفلسطينيين.وقال نبيل أبو ردينة أحد كبار مساعدي عباس «ندين بشدة استشهاد ستة مواطنين في نابلس وغزة خلال الساعات الماضية. هذا تصعيد إسرائيلي خطير يثبت أن إسرائيل غير معنية بالسلام.»واستطرد أن إسرائيل «تريد تفجير الأوضاع حتى تتهرب من استحقاقات عملية السلام وهي بذلك تعمل على تدمير الجهود الدولية وتحديدا الأمريكية الهادفة لاستئناف عملية السلام.»وأصدر رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بيانا قال فيه انه يدين «بشدة إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال ثلاثة مواطنين في مدينة نابلس فجر هذا اليوم»(أمس).واستطرد «هذه العملية تمثل تصعيدا خطيرا ولا يمكن النظر اليه الا في سياق استهداف حالة الامن والاستقرار التي تمكنت السلطة الوطنية الفلسطينية من تحقيقها.«إن هذا اليوم يعتبر يوما حزينا لشعبنا الفلسطيني وسلطته الوطنية وخاصة أن هذا التصعيد تبعه في صباح هذا اليوم (أمس )عملية استهداف أدت لاستشهاد ثلاثة مواطنين آخرين في منطقة بيت حانون في قطاع غزة.»وتابع «ومع ذلك فان ثقتنا بشعبنا ووعيه ويقظته هي ثقة كبيرة وأكيدة بعدم الانجرار مرة أخرى الى دوامة العنف والفوضى وتقويض حالة الاستقرار والامن التي تحققت بفعل التفافه حول الجهود التي بذلتها السلطة الوطنية على هذا الصعيد. فشعبنا يدرك أن هدفا أساسيا لاسرائيل من وراء هذه الاعمال والممارسات العدوانية هو التهرب من الاستحقاقات السياسية والأمنية المطلوبة منها.»ودعا فياض في البيان «القوى الفاعلة في المجتمع الدولي الى الزام اسرائيل بوقف هذه الاعمال العدوانية والتوقف عن اجتياحاتها العسكرية للمدن والقرى والمخيمات والبلدات الفلسطينية والوقف الشامل والتام للانشطة الاستيطانية وخاصة في القدس ومحيطها وكذلك وقف الاعمال الارهابية للمستوطنين ضد المدنيين العزل من أبناء شعبنا وكذلك الزام اسرائيل برفع الحصار الظالم عن قطاع غزة.»وكانت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي قالت ان الجنود شنوا «غارة محددة للقبض على الجناة في الهجوم (على المستوطن يوم الخميس) وخلال العملية قتل الثلاثة الضالعين في شن الهجوم.»وصرح راديو اسرائيل بأن النشطاء قتلوا بعد أن رفضوا الانصياع لأوامر الجيش بالخروج وتسليم أنفسهم.وقالت إسرائيل إنه خلال مداهمة إحدى الشقق السكنية في نابلس كان أحد النشطاء على الأقل مسلحا كما تم العثور على أربع بندقيات وذخيرة في المكان. وكان اثنان من الثلاثة الذين قتلوا سجنوا في الماضي أما الثالث فله أخ قتل أثناء مداهمة سابقة.وكان المستوطن أول إسرائيلي يقتل في هجوم لنشطاء في الضفة الغربية منذ ثمانية أشهر.وكان عباس طالب بوقف بناء المستوطنات اليهودية قبل استئناف محادثات السلام المتوقفة منذ حرب غزة التي اندلعت بنهاية ديسمبر كانون من العام الماضي ورفض تجميد مؤقت للبناء أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي واصفا إياه بأنه غير كاف.