* المسيرات الجماهيرية التي شهدتها عواصم المحافظات اليمنية – يوم أمس – احتفاءً بيوم الديمقراطية (27 إبريل) تعد تعبيراً واضحاً وصادقاً عن تمسك أبناء اليمن بالخيار الديمقراطي باعتباره خيار الحاضر ومشروع المستقبل.* وبصرف النظر عما إذا كانت تلك المسيرات والتظاهرات السلمية الاحتفائية في عموم المحافظات قد أتت بتلقائية وعفوية أو بدعوة وتنظيم من قبل منظمات المجتمع المدني أو من قوى سياسية وحزبية محددة، أو حتى اجتمعت فيها حالتا «التنظيم والتلقائية» فالمحصلة النهائية كانت حشودا جماهيرية غطت الشوارع والساحات العامة وملأت الأجواء والأسماع والأبصار هتافاً للمشروع الديمقراطي النهضوي في يوم يعده اليمنيون واحداً من أيام اليمن الديمقراطي الحر الموحَّد، كون هذا اليوم «27 إبريل» شهد انتصار إرادة الشعب وخيارات الجماهير على ما عداها من إرادات وخيارات خلال ثلاث محطات انتخابية برلمانية بدءاً بأول انتخابات حرة ومباشرة بعد الوحدة في 27 إبريل 1993م، ومروراً بانتخابات 27 إبريل 1997م، وليس انتهاءً بانتخابات 27 إبريل 2003م، بل ها هو الشعب اليمني اليوم يتهيأ لانتصار ديمقراطي جديد يقول فيه كلمته ويفرض فيه إرادته بصوته الحر الذي لايعلو عليه صوت ولايستطيع أحدُّ أن ينتزعه إلا عبر صندوق الاقتراع.* اليوم .. وقبل عامٍ كاملٍ من الاستحقاق الدستوري – المتمثل في رابع انتخابات برلمانية للجمهورية اليمنية في 27 إبريل 2009م – خرجت الجماهير اليمنية إلى الشوارع والساحات محتفية بانتصارات ديمقراطية تحققت، ومستبشرة بانتصارات قادمة في إطار مشروع متكامل ونهج واضح كفله الدستور وتنظمه التشريعات النافذة التي حفظت - للجميع- حقوقاً متساوية وفرصاً متكافئة وفق أطر وآليات سلمية ومشروعة تجسد حقيقة الاحتكام لإرادة الجماهير ومصداقية تطبيق مبدأ «حكم الشعب نفسه بنفسه».* خرجت الجماهير إلى الساحات العامة وجابت الشوارع لتفصح عن إجماع شعبي على تأييد الخطوة الشجاعة التي بادر بها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وأيدتها القوى السياسية المتحفزة لمستقبل ديمقراطي، وترجمتها السلطة التشريعية بتعديلات قانونية أفضت إلى إجراءات تنفيذية تسير على قدم وساق لانتخاب محافظي المحافظات عبر «هيئة ناخبة» اكتسبت هذه الصفة بإرادة الجماهير التي منحتها الثقة والأصوات وحق التعبير عن إرادة الشعب في المجالس المحلية.* قطعت الجماهير قول كل مزايد يحاول تسفيه أحلامها والانتقاص من مشروعها الديمقراطي والتشكيك في قدرتها على الانتصار لخياراتها، ولكل خيار يلبي طموحاتها ويترجم آمالها ويحقق شيئاً من تطلعاتها، وأعلنت الجماهير اليمنية يوم أمس حضوراً ذا قوة وبأسٍ يجب أن يقرأه القارئون على أنه ليس بمعزلٍ عن جزئيات ما يشهده الوطن من حراك إيجابي أو ظواهر ودعاوى ومشاريع سلبية صغيرة تستهدف الاستقرار والتنمية والسيادة والوحدة والديمقراطية.* وليس في حجم الحشود وتوقيت الخروج ورمزية الأماكن وشعارات المسيرات فقط تكمن الرسائل المتعددة التي وجهتها جماهير الشعب يوم أمس، ولاحتى في الكلمات التي قيلت والبيانات التي صيغت وحسب، بل إن حضور المرأة والطالب والعامل والمسؤول وتواجد الحزب والنقابة المهنية والمنظمة المدنية، ومثل ذلك الأسلوب الحضاري السلمي الراقي في التعبير وجزئيات أخرى تؤكد – أول ما تؤكده – إجماع الشعب على الانتصار للنهج الديمقراطي السلمي الحضاري، واستعداد الجماهير لخوض معترك الدفاع عن إرادتها وخياراتها ومشروع حاضرها ومستقبلها، ومكتسباتها السياسية والاقتصادية، ومنجزاتها التنموية، والثوابت والمبادئ التي آمنت بها وضحّت من أجلها، وفي الصدارة منها الوحدة والديمقراطية والسيادة والاستقلال.* يوم أمس قالت الجماهير بصوت عال : «هذا ماينفع الناس فليمكث في الأرض، وماعداه زبدًُ فليذهب جفاءً» .. فمن كان يؤمن بالشعب وإرادته وخياراته فليستجب لصوت الجماهير، وأما من يصر على التضاد مع الشعب وإرادته وخياراته فليولّ وجهه أي شطر يشاء وعليه وحده تقع عواقب ما يصنع..
شعب ينتصرلإرادته
أخبار متعلقة