كلمة 14 اكتوبر
ما من شك أن صحيفة «14 أكتوبر» المنطلقة من أحشاء ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة منذ الوهلة الأولى للانتصار العظيم الذي جاء بتضحيات جسيمة وبذل من أجلها الغالي والنفيس من رجال آمنوا بأهمية التحرر والاستقلال والانطلاقة صوب الغد المشرق.لقد أصبحت صحيفة «14 أكتوبر» منارة بارزة ومضيئة تحمل في جوانحها هموم الوطن بهدي مبادئ الثورة باعتبارها باكورة الانجاز الوطني الكبير الذي تجسد بتحرير الوطن من الاستعمار وتحقيق الاستقلال في الـ 30 من نوفمبر 1967.وما من شك في أن صحيفة (14 أكتوبر) التي تحتفل اليوم بالذكرى الاربعين لتأسيسها ، اضطلعت بصورة ناجحة بمهام وطنية نبيلة من أولوياتها تجاوز مخلفات وآثار ومفاهيم الاستعمار بعطاء وطني شامخ ينسجم مع أهداف الثورة التي كان من أساسها الانتصار للهوية الوطنية ومواجهة كل الأفكار الهدامة ، وإسكات كل تلك الأصوات الناعقة التي نادت وشككت بحقيقة وحدة الوطن انطلاقاً من مصالح ضيقة وصغيرة، على حساب المشروع الوطني الكبير الذي ناضل من أجله رجال ثورة الرابع عشر من أكتوبر وكافحوا بعزيمة وطنية تحمل معها آمال الوطن الكبيرة.وما أن تم توحيد ما يربو على عشرين سلطنة ومشيخة حتى كانت (14 أكتوبر) الصحيفة أبرز من ترجم ذلك الاتجاه الوطني العظيم من خلال نشر الوعي الوطني بكل صوره وأبعاده على طريق بلورة مفهوم الانتماء الوطني واسهمت اسهاماً فعالاً في مواجهة تلك الأصوات النشاز، الأمر الذي جعل من صحيفة «14 أكتوبر» منارة مضيئة بأفكار الحرية والوحدة منذ التاسع عشر من يناير عام 1968م، حيث مثلت الانتصار الحقيقي وحجر الزاوية في طريق البناء الوطني وبلورة مساراته صوب المستقبل المشرق متجاوزة وغير آبهة بالمؤثرات والصعاب إذا ما اعتبرنا أن الطريق لم يكن معبداً بل كانت تعترضه أشواك ومصاعب كما هو حال كل مشروع كبير.لقد كان من الطبيعي والمنطقي ان تواصل صحيفة (14 أكتوبر) مسارها الوطني بثبات لانها حملت على عاتقها مهمات وطنية بغض النظر عن اختلافات رؤساء وهيئات تحريرها بفعل مختلف المؤثرات السياسية أو غيرها. إلا أنها ظلت سائرة على الدرب بأهداف منطلقاتها الأولى، مواكبة للمسيرة الوطنية للثورة اليمنية ومدافعة عن الأهداف النبيلة التي انطلقت من اجلها ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة.وإذا كانت الصحيفة اليوم تبلغ الأربعين عاما وهي حاملة لمشعل النضوج والنور بالولوج إلى ما بعد النضج والذي يمثل ذروة العطاء الوطني بروح وثابة وبعزيمة عملاقة في وطن الثاني والعشرين من مايو وفي ظل وحدة الأرض والإنسان وبما يحمله من وعي كبير تجاه المتطلبات الوطنية والبناء النوعي للمرحلة القادمة التي نعتقد ان عنوانها الرئيسي هو الاصرار على المضي صوب النهوض الشامل.ان الوطن اليمني الموحد بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى كل الجهود وكل العطاءات الخيرة من أجل تعظيم الإنجازات والمكاسب الوطنية على مستوى الوطن كله شماله وجنوبه وشرقه وغربه.. وعلى قاعدة التخطيط والتنفيذ وبذل الجهود كافة كبيرها وصغيرها دون تمييز أو تهوين، وعلى مختلف صعد البناء ومرتكزاته.وأجدها مناسبة طيبة لأزف أجمل التهاني والتبريكات لإدارة صحيفة «14 أكتوبر» وكل منتسبيها وقرائها ولكل أرباب الكلمة الشريفة التي تحمل في معانيها هم الوطن في وحدته وديمقراطيته وهويته الوطنية الواحدة .والتقدير موصول للأخ رئيس التحرير وزملائه في هيئة التحرير لما يبذلونه من عمل كبير في سبيل تطوير الصحيفة وخدمة الوطن والدفاع عن مكتسباته..