مربط الفرس
عبدالرحمن أنيسفي بلادنا اليمن على وجه الخصوص يقف المتأمل في حيرة وذهول حينما ينظر الى واقع الصحافة وبلاويها و(الزار الصحافي) الذي يمارسه الكثير من الصحفيين المنتسبين للمعارضة أو الذين يدعون الاستقلالية ويوصمون صحفهم بـ (الأهلية) في الوقت الذي لا نرى أي استقلالية من خلال كتاباتهم وما ينشرون في صحفهم حتى صار أسلوب الكيل بمكيالين هو الايدبولوجية الرسمية التي يلتزم بها معظم صحفيي اليمن مع اختلاف انتساباتهم وانتماءاتهم.فلقد اصيب بعض الصحفيين بجنون العظمة وحب الظهور فلجأوا إلى أسلوب رديء ظناً منهم أنه سيوصلهم إلى الشهرة المطلوبة فقاموا باستغلال المناخ الديمقراطي الذي تنعم به اليمن وسعة صدر القيادة السياسية استغلوا ذلك في التطاول على الشخصية السياسية الفذة التي تحققت على يديها وحدة شطري اليمن في 1990م محاولين تشويه سمعته والنيل منه حسداً وحقداً على أنه حقق ما لم يستطع ان يحققوه طوال حياتهم فقاموا بفتح الملفات واستقبال الكتابات التي تقدح في فخامته وأشغلوا الدنيا بهراء (قضية التوريث) التي طالما أكد فخامة الرئيس أن التداول السلمي للسلطة هو الذي سيضبط أمن الوطن وأن أي مواطن يمني باستطاعته الترشيح للرئاسة اذا استوفى الشروط اللازمة.لقد بالغ هؤلاء الكتاب في هرائهم وهفواتهم حتى ان احد هؤلاء من الذين يزعمون أنهم حائزون على أستاذية القانون الدولي كتب مقالاً في احدى الصحف الحزبية ينتقد لباس فخامة الرئيس عند مشاركته في قمة الدول الثماني الكبرى زاعماً أن ذلك اللباس يدل على تراث الشطر الشمالي وان ذلك تمييز ضد الشطر الجنوبي محاولاً بذلك إعادتنا الى اتعس أوقات اليمن حين كانت منقسمة الى قسمين او شطرين فانظروا إلى ماذا وصل الحقد والحسد بهؤلاء وصل الى حد انتقاد اللباس ومحاولة تحليل ذلك إلى ابعاد ومدلولات لا مكان لها على الحقيقة الا في نفوس المرضى وصدور الحاقدين.لقد تطاول هؤلاء على كل شيء يدينهم ويرفض نهجهم البذيء فقاموا بالقدح في نزاهة القضاء حين أصدر أحكاماً تدين أفعالهم الرديئة وأتهموا بعدم الاستقلالية في الوقت الذي كانوا يطلبون ويمدحون للأحكام التي تكون لصالحهم فقد صاح كتابهم: بأن القضاء أنتصر للحق حين حكمت محكمة بتغريم صحيفة الميثاق المملوكة لحزب المؤتمر الحاكم لصالح قيادي إصلاحي بينما ثارت ثورتهم يوم صدر حكم قضائي بحبس عبدالكريم اخيواني ـ رئيس تحرير الشورى ـ حينما حول صحيفة الشورى إلى صحيفة ناطقة باسم الفكر الإمامي البائد من خلال الترويج لذلك الفكر وتزييف الحقائق وعدم مطابقة الواقع فيما كان ينشر ويكتب وعندما أصدر فخامة الرئيس مكرمته بالافراج عن الخيواني لم يتقدم أحد من صحفيي المعارضة بكلمة شكر واحدة بل راحوا مجدداً يتكلمون في فخامة الرئيس الذي صنع المعروف في غير أهله.وحينما نشرت بعض الصحف الأهلية أو بالاصح اعادت نشر الصور التهكمية على الرسول صلى الله عليه وسلم واصدرت وزارة الاعلام قرارها بالغاء تراخيص تلك الصحف ثارت صحف المعارضة (والافك المشترك) مبررة ذلك بانه يندرج ضمن حسن المقصد وأقاموا الضجة ضد الحكومة وراح احد صحفيي حزب الإصلاح المدعو علي الجرادي بدعوة علماء الدين الى الافتاء في المسألة وحينما أفتى أحد رجال الدين المنتمين لحزب علي الجرادي وهو الشيخ عبدالمجيد الزنداني بضرورة معاقبة الصحف وأنه جمع مالاً لمحاكمتها رفض الجرادي الفتوى مرة أخرى وراح يعقب على رئيس مجلس شورى حزبه فصح فيه المثل: (ما يعجبه العجب ولا الصيام في رجب) مؤكداً بذلك ان الهدف هو معاكسة السلطة في كل ما تقوم به كان ذلك صواباً أو غير ذلك.وإنني أوجه سؤالاً بسيطاً إلى الأستاذ علي الجرادي وبقية صحف المعارضة الصفراء هو: هل لو كان من قام بنشر تلك الصور هي صحف السلطة والحزب الحاكم فان ردة فعلكم ستكون هكذا أم غير ذلك؟!لقد اصبحت صحف المعارضة مليئة بالأكاذيب والأباطيل والتصفيات الشخصية فكل همهم تشويه سمعة رجال الحزب الحاكم كان ذلك حقاً أو باطلاً ولازلت أتذكر الحملة الشعواء التي شنتها بعض صحف المعارضة ضد الاستاذ والصحفي الكبير احمد الحبيشي حينما قام باجراء أصلاحات في مؤسسة 14 أكتوبر منذ توليه رئاسة مجلس إدارتها وقد قامت تلك الإصلاحات بازعاج بعض الذين تضررت مصالحهم وجفت جيوبهم وكسرت (قصبة) نصبهم من جراء تلك الإصلاحات وحينها فتحت صحافة المعارضة أبوابها لأولئك الفاسدين وتزعم موقع (الشورى نت) تلك الحملة ضد الاستاذ الحبيشي وغيرها من صحف المعارضة بينما الأمر الان واضح للعيان من الإصلاحات التي أجراها الأستاذ احمد محمد الحبيشي وتضمنت تحديث الصحيفة وأدخال الأجهزة الحديثة ومرحلة ما قبل الطباعة وتحديث موقع للصحيفة على الانترنت وغيرها من الاصلاحات التي عرفتها المؤسسة لأول مرة في حياتها.ان الحديث عن خرافات وخزعبلات أحزاب المعارضة وصحفها لا يسعه إلا مجلدات ضخمة أنها فقدت مصداقيتها عند القارئ اليمني وأصبحت مجالاً لانتقاد السلطة بصالحها وطالحها وتصوير الوضع بأنه مفزع ومخيف بينما تزين كل أنواع الظلام والجهل والفقر والتخلف إذا كان تحت راية (الافك المشترك) ولا حول ولا قوة إلا بالله!!إن الذي لم يدركه هؤلاء الخراصون هو أن ما يجري في ساحة صاحبة الجلالة (الصحافة) هو شهادة وأضحة على التزام السلطة اليمنية بالمناخ الديمقراطي ودليل بين على مدى الغل الذي في صدور هؤلاء الافاكين ولابد أن يأتي يوم تتطهر فيه (صاحبة الجلالة) من هؤلاء الدخلاء على المهنة الذين يصورون أنفسهم من ابرز خدامها وهم أخص من يسيئون إليها.والله من وراء القصد.