وفاة شارون خسارة لبوشكتب غلين كسلر تحليلا في صحيفة واشنطن بوست يتكهن فيه بتهديد الحالة الصحية التي يمر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بحرمان الرئيس الأميركي جورج بوش من أقرب شريك يعمل معه في الشرق الأوسط.وقال الكاتب إن معظم سياسات الإدارة الأميركية التي تتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي خاصة برفض الإدارة عام 2002 التعامل مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، كان بتأثير من شارون الذي حقق نصرا في انتخاباته التي أعقب فوز بوش عام 2001.وكان شارون حصل على تعهد خطي من بوش يدعم خطة الأول باحتفاظ إسرائيل بالمستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية.ومضى يقول: رغم أن شارون وبوش التقيا عدة مرات، فإن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إن العلاقة بين الطرفين لم تكن على ما يرام وأدنى من المستوى المطلوب، مشيرا إلى أن حساسية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على الصعيدين المحلي والدولي جعلت الرئيسين يجريان اجتماعات رسمية حذرة وسط محاولة بوش إقامة علاقات شخصية مقربة من شارون رغم أن الأخير حرص على التركيز على القضايا السياسية.وأشار إلى أن علاقة العمل المقربة مع الرئيس الأميركي اعتبرت عاملا جوهريا في النجاح الذي حققه شاورن في بلاده، حيث دأب على مناورة في السياسة الأميركية لتصب في تحقيق أهدافه في الوقت الذي يقر فيه بالتزامه بالأهداف الأميركية رغم نفوره منها، خلافا لأسلافه الذين تصادموا مع الرؤساء الأميركيين.تراجع عدد القتلى والمصابينوضمن حملة صحيفة واشنطن تايمز لإظهار التقدم في العراق تخصص إحدى افتتاحياتها للحديث عن تلك المظاهر حيث قالت في افتتاحية اليوم إن عدد الجنود الأميركيين الذين يصابون في العراق انخفض بمعدل 21 جنديا شهريا في ديسمبر كما أن عدد القتلى انحسر إلى أقل من الثلث في أكتوبر ونوفمبر. وبالأرقام رصدت الصحيفة نقلا عن معهد بروكنغز إصابة 274 جنديا في ديسمبر خلافا للعدد الذي وصل إلى 466 في أكتوبر.ورجحت الصحيفة أن يكون الهدوء النسبي الذي نجم عن وقف إطلاق النار إبان انتخابات ديسمبر هو السبب الرئيس وراء هذا الانحسار. أما على صعيد القتلى فقد لقي 61 جنديا حتفهم الشهر الماضي عبر 50 حادثا عدوانيا و11 آخر غير عدواني، وهذا يعد أقل بكثير مقارنة بشهر نوفمبرحيث قتل 69 في 76 حادثا عدوانيا، وقتل 93 آخرون في 81 حادثا عدوانيا. انتقال سلس للسلطة في الخليجانصبت افتتاحيات غالبية الصحف الخليجية أمس الخميس على رثاء فقيد دولة الإمارات, فأشارت إلى الدلالات السياسية للحدث التي تتمثل في الانتقال السلس للسلطة في دول الخليج, بينما اختارت بقية الصحف تعداد مناقبه ودوره الكبير في رقي ونهضة إمارة دبي والإمارات بشكل عام بالإضافة لدوره العربي والإسلامي.انتقال غير صاخبفقد ركزت صحيفة الرياض السعودية على الانتقال السلس للسلطة في الخليج، مشيرة إلى أن التغييرات في رأس الدول الخليجية لا تأتي صاخبة أو متنازعا عليها, والدليل أن أكثر من زعيم ذهبوا إلى بارئهم، وجاء الإحلال سلسا وعاديا، وهي حالات نادرة في معظم الدول العربية التي تعلن الطوارئ لأسباب موضوعية. وقالت الصحيفة: توفي المرحوم زايد بن سلطان وحل بديلا عنه ابنه، ونفس الأمر جرى أول أمس في وفاة المرحوم مكتوم بن راشد حاكم دبي ليحل أخوه محمد حاكما جديدا، وهذا التقليد المتبع في دول الخليج منذ سنوات طويلة والذي بدأ مع تأسيس هذه الدول لم يجعل الأمن في حالة تسيب، أو هروب للأموال، أو طلب نجدة من دول كبرى لحماية الحكم. وأوضحت الرياض أن إمارة دبي نموذج للمدينة الحديثة المتطورة، التي تجمع صور العالم كلها داخل هذه الإمارة الصغيرة، وهذا يؤكد أن الحكم بالإمارات أعطى مضمونا مختلفا لوحدة تلك الدولة، مؤكدة أن ما يجري على مستوى القيادات بالخليج مهم كتجربة عربية وربما يكون الأكثر تلاؤما وتأصيلا لها.في وداع الشيخ مكتوم في السياق نفسه اختارت صحيفة الخليج الإماراتية أن تشير إلى مناقب الفقيد الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم باعتباره الابن البار لبلده وأحد كبار مشيدي نهضته الحديثة، وممن أحبهم الناس، فبادلهم حبا بحب وعطاء غير محدود.وقالت الصحيفة في كلمتها: لقد قاد -رحمه الله- المسؤوليات التنفيذية العليا للدولة منذ تأسيسها ونهض بالأمانة على خير وجه، وشارك والده المغفور له الشيخ راشد في حركة نهوض الوطن بعامة وإمارة دبي بخاصة. واليوم يخفق قلب الوطن العزيز مثلما يخفق كلما ودع أحد أعلامه وقادته وانتقل من يحبهم من دار الفناء إلى دار البقاء. واختتمت حديثها بالقول: لقد كان رحمه الله حاضرا في قلب الأحداث المحلية والخليجية والعربية على امتداد أكثر من 40 عاما، وسيظل كما كان حاضرا في عقولنا وقلوبنا، وسيبقى اسمه محفورا بحروف من ضوء وخلود في كل بقعة من بقاع الوطن، بل على كل حبة رمل أو موجة بحر.المكفن بوشاح النجاحأما صحيفة الرأي العام الكويتية فقد قالت: رحل الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة دبي بعيدا آلاف الأميال عن إمارته، وهو الذي ما ترك بحرا إلا عبره ولا جوا إلا اخترقه ولا برا إلا اجتازه، من أجل إعلاء شأن دبي في كل الأمور السياسية والاقتصادية والمالية والسياحية والرياضية.ووصفته بأنه صنف مميز من الحكام العرب لم نعهده كعرب، شخصية غردت خارج سرب النمط التقليدي للسلطة وأثارت علامات استفهام واستغراب انتهت مع بدء حصد النتائج، وتحولت علامات إعجاب وتقدير، وأحيانا علامات حسد من بعض العاجزين. وقالت إن مكتوم قاد إمارة دبي وتولى مسؤولياته في الدولة الاتحادية، تفرغ للإستراتيجيات الكبرى في الدولة والإمارة، واكتفى بالإشراف وإعطاء الرأي والنصيحة تاركا لأشقائه وعلى رأسهم ولي العهد الشيخ محمد بن راشد إدارة التفاصيل اليومية. ورثته الرأي العام بعبارات بليغة قائلة: غادرنا أمس بصمت من عيار ثقيل لم نتوقعه، رحل بعيدا آلاف الأميال عن إمارته, صمتت الموانئ التي شارك في تحويلها رئتين لدبي، ضاقت على سفن العالم وطائراته واتسعت لتحتضن جثمانه العائد المكفن بوشاح النجاح.الرجل الكبير صحيفة الوطن القطرية انضمت إلى غالبية الصحف الخليجية في تأبين فقيد دولة الإمارات العربية المتحدة، وقالت: بوفاة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم حاكم دبي فقدت الإمارات أحد رجالاتها المميزين حكمة وخبرة ودراية, وأحد صانعي الاتحاد الذي شكل بحق أهم تجربة وحدوية في التاريخ العربي المعاصر.وأضافت أنه مما لا شك فيه أن ما شهدته دبي من تطورات على مختلف الأصعدة والميادين يعود في جانب مهم منه إلى الرؤية الثاقبة للشيخ مكتوم الذي يعود إليه وإلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي أعلن حاكما لدبي خلفا لشقيقه الراحل الفضل في إنجاز العديد من مشاريع البنية التحتية والمشاريع العقارية والسياحية الضخمة. واعتبرت الوطن أن خسارة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة بوفاة الشيخ كتوم بن راشد كبيرة, وهي خسارة للعالمين العربي والإسلامي, حيث لعب الفقيد الكبير دورا مهما في الدفاع عن مصالحهما وقضاياهما والأمل بالشيخ محمد بن راشد لمواصلة مسيرة كان أحد أبرز صانعيها. شارون والشرق الأوسطتحت عنوان "الشرق الأوسط يشهد حالة اضطراب بعد انهيار شارون" قالت صحيفة تايمز إن عملية السلام في المنطقة شهدت حالة من الاضطراب الليلة الفائتة بسبب دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون في حالة صحية حرجة.وأشارت الصحيفة إلى أن حالة شارون جذبت جميع وسائل الإعلام العربية منها الجزيرة والمنار وأخذت تتابع أخباره وسط ترحيب وابتهاج في الشارع الفلسطيني، لافتة النظر إلى تعليق فلسطيني على قناة العربية يمتدح فيه شارون "كأول قائد يتراجع عن الادعاء بحق إسرائيل في جميع الأراضي الفلسطينية".وفي مقال آخر كتب مراسل تايمز ستيفن فاريل تحت عنوان "المحارب الغامض الملك الذي يلهم الحب والكراهية" يقول فيه إن شارون الملك غير المتوج لإسرائيل وجزار صبرا وشاتيلا، كلاهما يمضيان في التاريخ.وقال كاتب التعليق إن شارون -وهو بدون أدنى شك أسمى شخصية سياسية شهدتها الحقبة التي تلت فترة إسحاق رابين- ما زال يشكل لغزا غامضا.وأضاف أن شارون الذي كان وراء اندلاع انتفاضة الأقصى وما سبقها من مجازر في لبنان وقرى فلسطينية هو من يسعى لإحلال السلام مع الفلسطينيين، ورغم أنه تحول إلى المجال السياسي فإنه يبقى كما يطلق على نفسه في سيرته الذاتية بأنه محارب.وفي صحيفة ذي إندبندنت كتب دونالد ماكينتر مقالا بعنوان "حقبة الشك ستبدأ في إسرائيل والشرق الأوسط" يقول فيه إن قدرة شارون على جعل السياسات الإسرائيلية غير متوقعة اتضحت قبل شهرين عندما أصبح أول رئيس حكومة إسرائيلية يشكل حزبا جديدا.
عالم الصحافة
أخبار متعلقة