كتبت / ابتسام العسيري صور تتكلم وتنطق بما عجزت اللسان عن وصفه لأعمال عبرت عن نفسها بنفسها وعن روح صانعيها، منتجات تزداد جودة في كل مرة .. هذا ما شهد به المعرض الخاص باليوم العربي للمعاق الذي أقيم مؤخرا في ساحة عدن مول ، والذي اشتغلته أيدي مهرة من فئات ذوي الإعاقة بمختلف إعاقاتهم .. وقد سبق هذا المعرض عدد من المعارض التي أقيمت خلال العام الماضي ، أبرزت مدى الإبداع والإتقان اللذين يتمتعان بهما فئات من ذوي الإعاقة في الأعمال اليدوية والحرفية .. فأعمالهم كل مرة تزداد تطورا وتتعدد أفكارهم وتتجدد .تقول القاضية منى رئيسة جمعية “ أنا وليس إعاقتي “ : سبق أن شاركنا في معرض حرفي لجمعيات ذوي الإعاقة في رمضان الماضي ولاحظنا أن نوعية الأعمال كانت محصورة في الأعمال الخزفية والمنسوجات ، وصناعة أدوات الزينة والسلل ، وهذا ما قدمته جمعيتنا لأن هدفنا حينها كان إشهار الجمعية والتعريف بها ، أما ما قدمناه مؤخرا حرصنا أن يكون متميزا وعملنا بمبدأ العرض والطلب ما أعطانا بعداً آخر للمستقبل بأن لا نبقى محصورين بمنتجات معينة ، كما كنا نفعل سابقا ، ولهذا خرجنا بإطار يناسب متطلبات السوق من المنتجات التي اشتغلها أبناؤنا من ذوي الإعاقة ، فقدمنا البخور العدني والزباد والأخضرين والعطور اليمنية المعروفة بالإضافة إلى “ العشار “ ، نقوم ببيعها ولصالحهم ، وبهدف إظهار وترويج عمل المعاق ، ويكفينا فخرا أن نقوم بتسويق أعمالهم ..وتقول إحسان سعد سالم من جمعية المعاقين حركيا : تستقبل الفتيات في الجمعية كل فكرة جديدة ويتقن عملهن ولهذا لم نجد أي صعوبة في صناعة أو تحضير المنتجات المقدمة للمعرض ، وقالت إن لهم محاولات بعمل معرض دائم لذوي الإعاقة باستغلال الساحة التابعة لمبنى الجمعية الكائن في المنصورة وقد قدمت عدد من الطلبات بذلك إلى الجهات المسؤولة فيها وبالرغم من حضور المجلس المحلي ، إلا أنها وعود لم يتحقق منها شيء والسبب عدم الإمكانيات « . هذا ما تحلم به الأخت إحسان سعد ، أما ما يشغل بال لبنان حسن من جمعية الصم هو كيفية تسويق منتجاتهم المتنوعة والمتطورة من ملابس نسائية وملابس الصلاة والرياضة وأيضا الملابس الصوفية فهم يمتلكون معمل حياكة إلى جانب ورشة نجارة يصنعون فيها الدواليب وغرف النوم .. وبالرغم من أنهم حاليا يقومون ببيع مصنوعاتهم عبر مبنى الجمعية والمدرسة المجاورة لها إلا أن مثل هذه الأعمال الكبيرة تحتاج فعلا لمعرض يقومون من خلاله بتسويقها وبيعها .. وبين كل هؤلاء أيضا يسعى الإتحاد العام للمعاقين عدن إلى تحقيق آمال هؤلاء ولكن تقف الإمكانات المادية وحداثة إنشائه في عدن حائلا دون تحقيق ذلك كما عللت إحسان جعفر هاشم أمين عام إتحاد المعاقين عدن .إنهم يعملون وينتجون ، يتمسكون بالأمل ويبدعون ، لايزالون يحلمون بمعارض ومعامل تحتوي أعمالهم وتسوق منتجاتهم المتقنة بالرغم من إعاقاتهم ..أعمالهم لا تختلف عن أعمال أقرانهم من الأصحاء ، لاحظنا أثناء المعرض أن إقبال الناس على الشراء من المعرض لم يكن فاعلا بالشكل المطلوب ربما لأن الوقت لم يكن مناسبا « موسم » وربما لأن المكان لم يكن مناسبا لعدم ثقة الناس بهذه الأعمال ! ومعروف في مبدأ البيع والشراء أن العرض مهم لعملية بيع المنتج .. ولأن لا الزمان ولا احتواء المكان للعرض كان مناسبا لتحقيق اكبر قدر من المبيعات .. ولأن زمان هذه المعارض محدود بأيام معدودات وإنتاج اغلبهم مستمر كان لزاما إيجاد معرض بل معارض منظمة في طريقة عرضها تحتضن أعمالهم وتسوقها طوال العام ، وبالتالي تتوفر لهم فرص عمل وللذين يشترون فرص التقسيط والخصومات المغرية ويتم الحفاظ على هوية الأعمال التقليدية التي يتقنون شغلها وتعكس في ذات الوقت هوية المدينة أو البلد بشكل عام .فلكل الجهات المعنية بفئات ذوي الإعاقة من جمعيات ومراكز واتحادات والمجلس المحلي وغيرهم جدوا لأبنائكم المعاقين سوقا « معرضا دائما » لمنتجاتهم تساعدوهم وتحققوا ولو جزءا بسيطا من توفير الوظائف لهم .
من منتجات جمعية المعاقين حركياً
جمعية الرحمة للاعاقة الذهنيه
تحف فنية
أدوات زينة
جمعية الصم والبكم