صنعاء / سامي العمري :تظل نبتة القات واحدة من المشكلات الاجتماعية الكبيرة التي تواجه مجتمعنا وحياتنا وبالتالي فإن لها تأثيرا كبيرا في تطور المجتمع, أو تراجعه, سواء على المستوى الزراعي أو التنموي, أو المادي. ويعتبر الشباب هم التحدي الحقيقي للدولة في إقبالهم نحو هذه النبتة أو عزوفهم عنها, فوعي الشباب, بلا شك سيكون له دور هام في التعامل مع عادة تعاطي القات, من عدمه. كما أن لمنظمات المجتمع المدني من مؤسسات وأحزاب دور ومسئولية كبيرة في توعية الشباب بالقات وأضراره, وربط المستوى الاجتماعي والاقتصادي للبلد بمدى تعاطي القات أو الإقلاع عنه. الإدارة الرياضية والشبابية في وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ناقشت هذه القضية مع مسئولي قطاعات الشباب في الأحزاب السياسية ووقفت على دور هذه الأحزاب في التوعية نحو هذه الظاهرة, ومحاربتها أو معالجتها, ودورها في الأخذ بيد الشباب الأكثر عرضة لتعاطي القات, وإهدار الوقت, والمال. مسؤول قطاع الشباب بالحزب الاشتراكي اليمني باسم الحاج كان صريحا حينما بدأ بإدانة نفسه لتعاطيه القات ومضغه له بصورة شبه يومية. وأضاف الحاج إن توعية شباب حزبه بمخاطر القات يأتي ضمن النشاط الفكري والتنويري للحزب وان كان بشكل خجول. واشار إلى أن هذا الجهد يؤدي أجمالا إلى تنمية شعور يستوعب مخاطر أضرار القات. وقال الحاج” اكبر شيء نعمله هو تشجيع الذين لا يخزنون القات باعتباره سلوكاً حضارياً». من جهته رئيس دائرة الشباب والطلاب بالمؤتمر الشعبي العام احمد الميسري كان صريحا أيضا عندما قال “لم يقم المؤتمر بأي دور مثله مثل أي حزب لمحاربة القات ولا توجد آلية لمحاربته». وأشار إلى ان مواجهة القات صعبة جدا وتتطلب إمكانيات كبيرة كونه أصبح ثقافة وان المؤتمر لا يريد ان يضع برامج فيها كذب أو لا يستطيع تنفيذها لأنه حزب طموح وواقعي أيضا. وأضاف الميسري” نحن كحزب حاكم نحس بثقل المسؤولية ومحاربة هذه الظاهرة تقتضي تكاتف الجميع من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني وجهود كبيرة من جميع المواطنين ويجب علينا إيجاد البدائل المناسبة كون القات أصبح يعول عددا كبيرا من الأسر على مستوى الوطن». أما رئيس الكتلة البرلمانية للتنظيم الوحدوي الناصري سلطان العتواني فقد أجاب عن سؤالنا عن دور حزبه في مكافحة ظاهرة انتشار القات بين الشباب بالقول “الظاهرة ترجع إلى البطالة والبطالة عالة على المجتمع تجعل الشباب والقوى العاملة كلها تلجأ إلى القات». وعن ما قدمه الحزب لشبابه في هذا المجال أجاب العتواني “رؤيتنا كحزب انه لابد ان توجد فرص عمل للشباب وتوجيه طاقات الشباب في البناء والإنتاج بدلا ان تستغرق كلها في مقايل القات». فيما طرح رئيس الدائرة الاجتماعية بالتجمع اليمني للإصلاح الشيخ عبدالله صعتر رؤية الحزب في مكافحة القات عندما سألناه عن دور التجمع في مكافحة الظاهرة. وقال صعتر”ان الظاهرة سيئة وتعود على المجتمع بأضرار صحية واقتصادية واجتماعية والتخلص منها يحتاج إلى تدرج وجهود حثيثة تتركز في تشجيع المزارعين على زراعة غير القات في الخضروات والفواكه والحبوب وغيرها». وأضاف صعتر”يجب إتاحة الفرصة أمام المزارعين بتوفير ما يحتاجون من معدات وبذور وإيجاد مصانع تستوعب هذه المنتجات وتقوم بتعليبها وتخزينها وتصديرها وتشجيع الاستثمار لإيجاد فرص عمل والقضاء على الفقر والبطالة». من خلال الإجابات السابقة تكشّف لنا مدى حجم الظاهرة ودور الأحزاب المنعدم في محاربتها, ما يقتضي تكاتف جميع أبناء الوطن ومؤسساته الحكومية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني لمحاربة ظاهرة تعاطي الشباب للقات التي تغلغلت في أوساطهم إلى ان أصبحت ثقافة يصعب على المجهودات الفردية مكافحتها في المستقبل القريب.