وإني لمشتاق إلى أرض غزة [c1] *** [/c] وإن خانني بعد التمزق كتمانيسقى الله ارضاً لو ظفرت بتربها [c1] *** [/c] كحلت به من شدة الشوق أجفاني[c1]الإمام الشافعي[/c]يصعب علينا نحن أبناء فلسطين ومواطني غزة بالذات أن نسمع ونرى من الفضائيات مايجري في غزة اليوم، خاصه حي الشجاعية من اقتتال فلسطيني ذهب ضحيته الكثير من الآبرياء بين قتيل وجريح، وغزة وأهل غزة لايستحقون العذاب الذي يعيشونه اليوم فهم أول من واجهوا الاحتلال ونظموا أنفسهم بخلايا العمل الفدائي بعد نكبة 48 مباشرة،وباشروا تنفيذ العمليات العسكرية، وهم من كانوا في طليعة المنضوين في الفصائل الوطنية والمسلحة الفلسطينية وهم من كانوا نواة جيش التحرير الفلسطيني، وكانت ومازالت غزة مركز انطلاقة الثورة، ومنها خرجت القيادات الوطنية ياسر عرفات أبوعمار، أبوجهاد خليل الوزير،جيفارا غزة، الشيخ أحمد ياسين، محمد الأسود،الدكتورالرنتيسي، وغيرهم الكثيرون الكثر من رموز المقاومة، وقطاع غزة له خصوصية من حيث موقعه الجغرافي،فقطاع غزة هو الشريط الساحلي لفلسطين، الذي بقى بيد القوات المصرية، حتى توقيع اتفاقية الهدنة بين العرب واسرائيل، والتي عرفت باتفاقية «رودس». وكان يطلق على (قطاع غزة) حينذاك إسم «المناطق الفلسطينية الخاضعة لرقابة القوات المصرية» وقد عدل الاسم لاحقاً فصار ماهو عليه الان. مابين دخول القوات المصرية إلى فلسطين، في 15/5/1948 وتوقيع اتفاقية رودس في 24/2/1949 ، شهد اللواء الجنوبي من فلسطين حوادث عسكرية سياسية مهمة، كان لها آثرها الحاسم، ليس على ولادة قطاع غزة في حدوده الحالية فحسب، بل على مجمل الحياة السياسية فيه.غزة مدينة تاريخية، من أقدم مدن العالم، وكانت محطة ومجمعاً للقوافل العربية إلى باقي بلاد الشام، أو من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام ثم غزة ومنها إلى مصر وشمال افريقيا.وكان لموقع غزة التجاري هذا أكبر الآثر في تراثها وتقدمها.غزة بلد الإمام الشافعي الذي ولد فيها، ذكرها الإصطخري المتوفى عام 957م بقوله «آخر مدن فلسطين ممايلي جفار مصر مدينة يقال لها غزة انها قبر هاشم بن عبدمناف، وبها مولد محمد بن أدريس الشافعي. وفيها أيسر عمر بن الخطاب في الجاهلية.تقسم غزة إلى قسمين: القسم الشرقي ويشمل منطقة الشجاعية وتضم حي الجريدة والتركمان. أما الغربي فيشمل أحياء الزيتون، والتفاح، والمشاهرة، والردج والقوافير.وقد اتسعت مدينة غزة نحو الغرب حتى وصلت الشاطىء ذلك بعد نكبة 1948م، حيث استقبلت معظم من طرد من سكان قضائها وقضائي الرملة ويافا والمناطق المجاورة على يد العصابات الصهيونية.سكان قطاع غزة لعام 1953سكان قطاع غزة اليوم يصل عددهم إلى مايزيد عن مليون ونصف المليون يعيشون في مساحة القطاع الذي يبلغ طوله 47 كيلو متراً وعرض من 5 ـ 7 كيلو مترات في أطول نقطة عرض. وهي أعلى كثافة سكانية في العالم، اذا ما اخذنا عدد السكان وتوزيعهم على ساحة القطاع.جميعنا يعرف أن غزة محتلة منذ عام 1967 ومحاطة بجيش الاحتلال الذي يحتل كل الأراضي الفلسطينية المحيطة بغزة، ولايوجد لها منفذ حالياً مع العالم العربي إلا مصر، وعبر معبر رفح المغلق!جميعنا يعرف أن غزة محاصرة منذ مايزيد عن عام حصاراً شاملاً من قبل الكيان الصهيوني.جميعنا يعرف أن غزة شهدت خلافات كبيرة بين رفاق الدرب الواحد أدى إلى انقسام بعد الحسم العسكري الذي قامت به حركة حماس، عكس نفسه سلباً على وحدة الصف الفلسطيني، ومازلنا حتى اليوم غير قادرين على لملمة الجراح.سعينا وسعى معنا الأشقاء العرب وفي المقدمة منهم الأشقاء في اليمن من أجل إنهاء الخلافات وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وكنا نرى أن هذا اليوم قريب، ولكني بت أخشى، وأخشى بعد ماحصل في غزة بالأمس أن تزيد هوة الخلاف.هل من صحوة للضمير آتيه؟ هل من صحوة لمعرفة العواقب من تلك الأفعال والتي خلقت في كل بيت فلسطيني في غزة مآساة؟
