[c1]أحمد درعان[/c]السائد اليوم عند البعض في الحديث عن الوان الغناء اليمني هو ذلك القائم على التعبير الإنشائي الذي يأخذ طابعاً غلبت فيه العاطفة الجوانب التحليلية العلمية البحثة كاحاديث لمجرد المتعة فقط.ولهذا فان الاهتمام بإبداعات الذين شغلوا مساحات عريضة في عالم الفن والطرب يتطلب منا وضع دراسة منهجية تقوم على رفع مستوى التناول بعيداً عن التحيز حيث لا نجد دراسات جادة في مثل هذه المجالات الخصبة النادرة، للاسف الشديد أن بعضنا يذهب إلى ذلك دون تمعن وتفكر، وربما يعود السبب في ذلك لعاملان أولهما أما عدم الالمام أو أنهم غير مختصين بها، ولكن أرى أنهم قد ساهموا في وضع مثل هذه الافكار كعامل منشط فقط.ولو تحدثنا عن اللون الغنائي الصنعاني نسبة إلى صنعاء (لغة) قد لا نحتاج إلى جسر طويل من الشرح بالآهات فوق الجرح ولكن اصطلاحاً علماًً وفناً فالمقام الموسيقي أو السلم الموسيقي ليس لاحد منهما علاقة بالزمن، وربما كانت البداية.وهكذا كانت للفنان الراحل الشيخ صالح العنتري في (بيت المحب) م/ الشيخ عثمان ومع نخبة مجربة من الأوائل أمثال احمد عبيد القعطبي/ عوض عبدالله الحسملي.. وغيرهما أولئك قد عمدوا إلى تنويع وتفريد هذا اللون الغنائي حيث كانت انطلاقتهم نابعة من اهتماماتهم الفنية التي جعلتهم أكثر التصاقاً وارتباطاً به كنوع طربي (غنائي) فني، وكما كان ذلك الاهتمام فهو الأداء الخالص النقي، ولان الزمن هو الذي يحدد هوية اللون فقط، فلنأخذ مثلاً وعلى ما تقدم فناً هذا النوع او النمط الزمني الإيقاعي 11/8 الذي يعطي لنا ضربات فردية بمعزل عن الضربات الزوجية ولو قمنا بعملية حسابية لضرب البسط في المقام والمقام في الأول لثقل هذا اللون الإيقاعي الصنعاني مثلاً:11× 3 = 33 3316 = 2 x 8 16 وهذا لا يستخدم في أغانينا ولم يجرب بعد أيضاًأو العكس 11×2 = 22 8 ×3 = 2422/24 لا يستخدم ومازلنا حتى يومنا هذا نستخدم 11/8 الإيقاع المتوسط السماعي لون صنعاني كما قد سمعنا في (غنى على نايف البواسق). وفي (حوى الغنج) وفي هذين اللونين نجد تقسيماً إيقاعياً يرمز بـ C أو 4/4 ونجد ذلك في اللون الحضرمي مع اختلاف في الإعداد الفردية التي تميزه عن اللون الصنعاني كما في (ألا ياصبا نجد) ومع ذلك فان عدن قد قدمت الكثير من الذين حفظوا وبرعوا وأجادوا فيه مثلاً: طه فارع الذي يعتبر أرشيفاً حياً لهذا اللون وأظهر إبداعاته وتفوق فكيف يكون هذا اللون عند المطرب والشاعر الملحن محمد سعد عبدالله وحتى لا نترك مجالاً آخر.. لاحد آخر.. حتى جيء بالمعاهد الموسيقية وكان احمد بن احمد قاسم في المدرسة التجديدية قد برع هو الآخر في هذا اللون الإيقاعي لكن الأخير آثر الإيقاع السماعي الثقيل 10/8 .. نضرب مثلاً في (بلدنا الغالية مبروك) لعبدالله عبدالكريم وغيرها من الألوان التي اجادها المرحوم واخيراً ليس بآخر هل أود أن اطرح سؤالاً..؟من ينكر في عالم اليوم ان عدن التي صهرت العديد من المثقفين والشعراء والفنانين لم تبدع في هذا اللون الغنائي الصنعي لغة.
|
ثقافة
اللون الغنائي الصنعاني التحليل والتعليل
أخبار متعلقة