المناهج الدراسية
تحقيق/ عبدالله الدرسي:مرت المناهج المدرسة بالعديد من المراحل التطورية والتي هدفت في مجملها إلى تطوير المنهج المدرسي بهدف تحسين وتجويد التعليم ومواكبة للتطورات الهائلة التي يشهدها العالم في مجال العلم والمعرفة وترجمة للاهتمام والرعاية التي أولتها الحكومة وتبنتها في خططها وبرامجها للتعليم.وبعد ان أكملت وزارة التربية والتعليم تلك الحلقة التطويرية للمناهج الدراسية من 1 ـ 12 من التعليم الأساسي والثانوي ظهرت العديد من الاستفسارات والشكاوى حول هذه المناهج، هل هذه المناهج بحاجة إلى تطوير؟ لماذا يشكو الطلاب والمعلمون منها؟ هل واكب ذلك التطوير توفير للمستلزمات والتجهيزات التي يحتاجها هذا المنهج المتطور؟ وغيرها من الاسئلة.ولمعرفة حقيقة ما يدور عن هذه المناهج التقت (14 أكتوبر) بالعديد من المسؤولين التربويين والموجهين والمدرسين ومدراء المدارس وأولياء الأمور لمعرفة آرائهم عن حقيقة هذه المناهج وكانت خلاصة تلك اللقاءات الآتي:[c1]تطوير يصاحبه تقييم مستمر[/c]الأستاذ محمد الفضلي مدير عام مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة أكد ضرورة التطوير الفعلي للمناهج حتى تواكب التطور المستمر في التعليم الاساسي والثانوي وأن تسهم في معالجة كثير من القضايا في مختلف ميادين الحياة وان يتم التقييم إلى إجراءات عملية تسهم في احداث تغيير في المناهج تتلاشى فيها السلبيات وتدعم الايجابيات.وشدد بضرورة تأهيل وتدريب كل من لهم علاقة بوضع المنهج المدرسي وذلك لرفع كفاءتهم واطلاعهم على كل جديد في عالم العلم والمعرفة داعياً لهم وللمعلمين الاخلاص والتفاني في أداء أعمالهم باعتبار ذلك واجب ديني ووطني وأخلاقي.ونوه إلى ضرورة الاطلاع والمتابعة والاستزادة والاستفادة من كل جديد كل في مجال عمله وتخصصه ولهم مقابل ذلك الأولوية في الحقوق والمزايا.وأشاد بدور الدولة في الاهتمام بالمعلم ورعايته وتحسين وضعه المعيشي والعمل على تأهيليه وتطوير معارفه المستمر.[c1]تطوير المهارات ومعارف المعلم[/c]الأستاذ محمد الغيلي مدير عام تحفيظ القرآن الكريم بوزارة التربية والتعليم أشاد بجهود الدولة في توفير معلم القرآن الكريم والاهتمام به ورعايته مشيراً إلى أن المناهج بحاجة إلى تطوير يعالج فيه جوانب النقص والقصور في المناهج الحالية وتواكب التطور العلمي والمعرفي وأن يواكب هذا التطور تطوير مهارات ومعارف المعلم.[c1]مناهج تتناسب مع الوقت المتاح[/c]أما الأستاذ احمد الصغير علي موجه تربوي فقال:من الضروري ان تتناسب المناهج المدرسية مع الوقت المتاح لها وأن تراعي زمن المتعلم ولابد ان تتوفر للمعلم المراجع التي ترشده بالمعلومات المرتبطة بالمنهج ولابد ان تتوفر الأنشطة المرتبطة بالمنهج حتى لا يكون المتعلم أداة لحشوه بالمعلومات ولا يجد متنفساً آخر ينهل منه الفائدة بدون ضجر أو ملل.[c1]تقديم المنهج بشكله النظري[/c]الأستاذ رفيق السقاف الذي يعمل موجه أضاف إلى ما قاله الأستاذ احمد قائلاً:إن المجال التطبيقي للمنهج غير متوفر في جميع المدارس على النحو المطلوب ففي مدارس يظهر ويقل في مدارس، وفي أخرى ينعدم تماماً.ويفتقر الطالب إلى تطبيق مسألة ما في المواد العملية مما يؤدي إلى اضمحلال معلوماته النظرية حتى تتلاشى وتنتهي سريعاً، حتى المدرس نفسه لا يجد إلى التطبيق سبيلاً مما يجعله مضطراً إلى تقديم المنهج بشكله النظري الممل للطالب نظراً لخلوه مما يدعمه من جوانب التطبيق وإجراء التجارب والوصول إلى النتائج بالطرق العملية والتي تسهم في تثبيت المعلومة لدى الطالب وإرساء قواعد العلم على النحو المطلوب، أضف إلى ذلك لابد من الاهتمام بتحسين وضع المعلم فعلى عاتقه تقع مسؤولية تدريس المنهج.[c1]منهج شديد القسوة[/c]الأستاذة شفيقة النزاري مديرة مدرسة الشهيد محمد مطهر بأمانة العاصمة قالت : ان ازدحام وتراكم مناهج المواد الدراسية وخاصة المواد العلمية أدى إلى اثقال كاهل الطالبات والطلاب خلال العام الدراسي كما ان هذه المناهج لا تخلق ولا تنمي روح الإبداع لدى الطلاب والطالبات، لكن وجود المراكز الصيفية خلال العطلة الصيفية أدى إلى وجود متنفس للطلاب والطالبات ومجالاً واسعاً لتنمية المواهب والإبداع لدى الطلاب والطالبات والذي لا يوجد في المناهج الدراسية.كما أن الملتحقين في المراكز الصيفية يجدون فيها الفائدة العلمية والفنية والرياضية وجميع الأنشطة التي يحرمون منها خلال العام الدراسي نتيجة تراكم المعلومات النظرية وتزاحم المواد العلمية في المناهج المدرسية.[c1]عدم وجود المعامل[/c]أما الأستاذة منى عبدالرحمن مديرة مدرسة خديجة في محافظة الحديدة ـ باجل فقدت أكدت كلام الأستاذة شفيقة وأضافت ان عدم وجود المعامل التي تفي بتطبيق المسائل والنظريات العملية في المنهج المدرسي يؤدي إلى عدم أخذ تدريسه بالطريقة الصحيحة كما ان عدم توفر الكادر المتخصص لجميع المواد يؤدي إلى عدم فهم واستيعاب المنهج لدى المدرس حتى يتسنى له نقل المعلومة للطلاب والطالبات بسهولة ويسر ووضوح كما أن الزحام الشديد في المدارس يسهم سلباً في توصل المعلومة للطالب والطالبة ويؤدي إلى انشغالهم مع مدرسيهم بما يصاحب ذلك الزحام من أثر ونتائج سواء في تعكير صفو التدريس وعدم تأدية المعلم لمهامه بالشكل المطلوب وانشغاله بأمور ثانوية وعدم متابعته للطلاب أو في ضعف الاستيعاب لدى الطالب وعدم وجود من يتابعه ويقيمه.[c1]انعدام دليل المعلم والمراجع[/c]الأستاذ عيسى علي هبة مدير مدرسة الفجر في الصليف ـ الحديدة قال:إن المنهج السابق كان سهل على ولي الأمر فيجعله يسهم في تسهيل المذاكرة لابنه وابنته ويذلل لهم الصعاب أما الآن فإن أولياء الأمور يشكون من فشلهم الدائم في مساعدة ابنائهم وذلك لارتباط المنهج بالجانب العملي وتركيزه على الاستنباط واعتماده في تحليل الغموض على دليل المعلم الذي لا يتوفر في المدارس في أغلب الاحيان.[c1]المدرس هو المنهج[/c]ويضيف الأستاذ محمد المنصوب والذي يعل مدرساً في زبيد ان بعض المواد العملية ذات الأنشطة كالرياضيات لا تحمل منهجاً أصلاً فالمدرس هو المنهج والمادة، وعليه يقع الأمر كله في تسيير أمور المادة وتوصيلها للطلاب.[c1]التجزئة وعدم الترابط[/c]أما الأخوان محسن محمد احمد ومحمد البزاز أولياء أمور فيؤكدون أن الطلاب في هذه المناهج يواجهون الصعوبة في الاستذكار والاسترجاع للدروس وذلك لاتسام المناهج بالتجزئة وعدم الترابط والغموض التام.