استعدادات استثنائية في مدارس عدن لمواجهة انفلونزا الخنازير
لقاء / منى علي قائد :بدأ العام الدراسي الجديد 2009م - 2010 م وسط استعدادات استثنائية غير مألوفة في السنوات الماضية لا شك في أنها ستؤثر سلباً على العملية التربوية والتعليمية ونتائجها النهائية حيث ان كل الجهود تم توظيفها لمواجهة الوباء العالمي المتمثل بأنفلونزا الخنازير. حول هذا الموضوع قمنا بجولة استطلاعية في عدد من مدارس التعليم الأساسي والثانوي لمعرفة الاستعدادات لمواجهة وباء انفلونزا الخنازير ودور الإدارات المدرسية والأنشطة الصحية المعتمدة للوقاية من هذا الوباء .. كما التقينا الدكتور / عبدالله النهاري مدير مكتب التربية والتعليم . [c1]الإجراءات المتخذة [/c]في البداية ثحدث د. النهاري قائلاً في الجانب الصحي والاحتياطات المتعلقة بوباء أنفلونزا الخنازير اتخذت الصحة العامة ممثلة بالصحة المدرسية إجراءات وقائية حيث تم توزيع دليل إرشادي واستمارة تحسباً لظهور أي حالات مصابة بمرض أنفلونزا الخنازير تم تخصيص المجمعات الصحية لكل مديرية كما تم أيضا توفير أطباء متخصصين تحسباً لمثل هذه الحالات لكن نقول أن محافظة عدن حتى الآن لم تظهر فيها مثل هذه الحالات. [c1]بقاء المدرسة في حالة صحية [/c]وفي مدرسة سبأ الأهلية للتعليم الأساسي التقينا بالأخ / أيمن بامطرف مدير المدرسة الذي تحدث عن استعدادات الوقاية من المرض قائلاً : بذلنا جهداً كبيراً في بقاء المدرسة في حالة صحية ممتازة ومن ضمن الإجراءات التي اتخذت شراء أجهزة لفحص درجة الحرارة عند وصول الطلاب إلى المدرسة وكذا الزائرون وأي طالب أو زائر يكتشف ارتفاع درجة حرارته يمنع من دخول المدرسة إلى أن يأتي بفحص طبي يؤكد خلوة من أنفلونزا الخنازير كا قمنا بإشعار أولياء الأمور بعدم إرسال أبنائهم إلى المدرسة في حالة ارتفاع درجة الحرارة لديهم .. أما إذا كانوا يعانون من أي أعراض مرضية فشددنا على عدم إرسالهم للمدرسة كما أعطينا توجيهات لمشرفات الباصات بمنع أي طالب يعاني من أي حالة مرضية من الصعود إلى الباص كما طلبنا من كل ولي أمر أن يرسل مع ابنه سائلاً مطهراً للجراثيم لاستخدامه في المدرسة من حين إلى آخر لتعزيز الحماية وتوفير سوائل في كل مبنى مدرسي قاتلة لجميع الفيروسات الوبائية .. وكذا توفير معدات النظافة ومطهرات لتنظيف الإدراج المقابض والأبواب باستمرار. وفي مدرسة الفقيد / عبدالله حاتم للتعليم الأساسي ( مختلط) التقينا الأخ / خالد علي صالح مدير المدرسة الذي تحدث إلينا قائلاً :- لمواجهة أي حالة من حالات مرض أنفلونزا الخنازير وبحسب التوجيهات في ضوء مشاركتنا في اجتماع مدراء المدارس بالمديرية الخاص بهذا الموضوع نفذنا الإجراءات الصحية الوقائية بالمدرسة .. وبالرغم من هذه الإجراءات إلا أن هناك تخوفاً لدى أولياء الأمور وأبنائهم من الحضور إلى المدرسة ونحن بحاجة إلى دور إعلامي لتوضيح المسألة وضرورة الالتزام بالحضور لان أي تأخير يؤثر في تنفيذ الخطة الدراسية وفي النتائج العامة. وفي ثانوية عثمان عبده التقينا بالأخ / احمد عقيل باراس مدير الثانوية والذي قال:_ أن ظهور بعض حالات وباء أنفلونزا الخنازير أرعب أولياء الأمور هذه مسألة طبيعية ونحن نفضل التريث وتأجيل الدراسة أسوة بالأمانة وسيئون لان المرض قد يظهر في أي لحظة خاصة وان الشتاء قادم وهذا المناخ يوفر بيئة صالحة لمثل هذه الحالات وإن ظهرت مثل هذه الحالات يكون تأثيرها كبيراً خاصة في ظل ضعف الإمكانيات وتدني مستوى الوعي الصحي للأسرة. هناك إجراءات واحتياطات محددة تم اتخاذها من قبل التربية والتعليم بالمحافظة والسلطة المحلية بحسب ظروفهم وهي لا ترتقي إلى مستوى الحدث. وفي مدرسة عقبة بن نافع للتعليم الأساسي التقينا بالأخ / هشام أنور مدير المدرسة حيث قال:- أهم الإجراءات الصحية التي اتخذتها المدرسة هي اعتماد النظافة في الحمامات والفحص اليومي لتلاميذ لقياس درجة الحرارة من قبل المشرفة الصحية والممرض المناوب في المدرسة كما تم تفريغ غرفة خاصة لفحص الحالات المرضية في المدرسة. [c1]الاستعدادات متأخرة[/c]أما الأخ/ عوض مبجر أمين عام المجلس المحلي في مديرية صيرة فقال:-طبعاً الاستعدادات الكل في الجمهورية جاءت متأخرة جداً ومنها اللقاءات والدورات للمتخصصين في هذا المجال لمواجهة هذا المرض الفتاك.. لكن المحافظة بذلت جهوداً بقيادة المحافظ والأمين العام في المجلس المحلي، وإن كانت متأخرة بعض الشيء والتقت بالقيادات التربوية والصحية، ولكن في إطار مديرية صيرة فلدينا عمل مرتب من قبل شهر كامل أي من منتصف رمضان، قمنا باستعدادات مكثفة وتمت لقاءات موسعة مع مدراء المدارس والمكاتب التنفيذية بالمديرية واستطعنا من اليوم الأول توفير طاقم جاهز من الصحة توزع في جميع المدارس وشكلنا حلقة متكاملة من الصحة والتربية وصندوق النظافة والصحة البيئية ومنذ اليوم الأول تم توفير المواد الصحية وكذلك بعض الأجهزة والكمامات والجلفزات (القفازات) الصحية لجميع المدارس في المديرية وعددها (17) مدرسة ثانوية وأساسية وكان الاستعداد لا بأس به ولقي استحساناً من أولياء الأمور، ونسبة حضور التلاميذ جيدة.. كما يتم توفير استبيان يومي يرفع إلى غرفة العمليات في المديرية يتضمن الحضور والغياب والحالات المرضية كتقرير يومي. وأضاف طبعاً هذه الإجراءات متواضعة مقارنة بحجم الحدث ونتمنى أن تكثف الجهود لمواجهة هذا الوباء.[c1]ضرورة الاستعدادات ووضع الاحتياطات لتجنب الإصابة[/c]وفي ختام جولتنا هذه التقينا بالدكتور/ ثابت قاسم محسن مدير مستشفى 22 مايو العام حيث قال:-في ضوء توجيهات قيادتي وزارتي الصحة والتربية وبإشراف قيادة المحافظة ومكتب الصحة عدن بضرورة الاستعدادات ووضع الاحتياطات لتجنب الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير ولتجنب انتشاره بين طلبة المدارس مع بدء العام الدراسي الجديد 2009م - 2010م وكذا انتشار الأنفلونزا الموسمية في فصل الخريف والشتاء في ضوء ذلك عقد اجتماع لمدراء مكاتب الصحة والتربية في المديريات حيث اتخذت الخطوات التالية: تعيين مدرسين من كل مدرسة مع أحد أفراد الصحة للكشف عن أي حالة تشكو من ارتفاع درجة الحرارة، وكذلك توفير بعض مواد النظافة كالصابون.. وتوجيه الإرشادات باستخدام الماء والصابون وعدم لمس الأنف والعين والفم كونها وسائل ينتقل الفيروس عبرها، وكذلك نشر دليل إرشادي صادر من وزارة الصحة والتربية يتضمن طرق الوقاية والعدوى وأعراض هذا المرض وهذا الدليل تم توزيعه على جميع المدارس في عدن البالغ عددها حوالي “ 135” مدرسة، وكذلك نسبة لا بأس بها من مدارس القطاع الخاص.وأضاف: من أجل تسهيل المهمة كون الوباء يستمر لفترة أطول فقد أقرت قيادة المحافظة وقيادة مكتب الصحة توفير أجهزة لفحص الحرارة عن بعد كون ذلك سيسهل كثيراً تحديد الحالات إن وجدت وأيضاً يقي من انتشار المرض بين الطلاب.وقال: أما بالنسبة للأدوية فقد أقرت قيادة المحافظة وقيادة مكتب الصحة توفير عدد لا بأس به من الأدوية الخاصة بعلاج مرض أنفلونزا الخنازير وهي على شكل أقراص وشراب ويتم صرفه لأي حالة يشتبه في إصابتها، وكذلك يتم أخذ عينة منها لفحصها واستكمال إجراءات التشخيص.وقد حددت أربعة مراكز لإعطاء العلاج وأخذ المسحة “ الأنفية” وهي للحالات البسيطة والمتوسطة، وبالنسبة للحالات شديدة الإصابة فينبغي عدم تحويلها إلى هذه المواقع بل يجب أن ترقد في أماكنها سواء في المستشفيات الخاصة أو الحكومية وسيتم التواصل مع فريق التحري والذي سيقوم بالنزول واستكمال إجراءات الفحص والعلاج حتى لا تتدهور حالة المريض أكثر.