غضون
*مجلس النواب الذي اقتربت نهايته كان فيه ملح وتوابل وأصوات جهورة ،وخلال السنوات الست أنجز أشياء مفيدة في مجالي التشريع والرقابة.. لكن كان كثير من أعضائه كالخمر الذي تفوق أضراره فوائده .. كما كانت أخطاؤه فضيعة ومن بينها نقض مصادقته على انضمام بلادنا إلى المحكمة الجنائية الدولية.. ومن العجائب التي تفرد بها المجلس النيابي الذي أوشكت ولايته على الانتهاء هي أن أعضاء في المجلس كفروا زملاء لهم ، إلى جانب العجيبة المشهورة وهي كثرة المتغيبين على الجلسات لدرجة أن عدد المتغيبين وصل ذات يوم إلى نحو 270 غائباً في جلسة كان يفترض أن يحضرها (301) نائب باستثناء المعذورين وهم المتوفون .* لو شئنا وضع ( لستة ) بعجائب مجلس النواب سوف تطول القائمة .. فقد قيل لي أن أحد أعضاء المجلس حضر إلى القاعة مرة واحدة فقط حيث جاء بعد فوزه في الانتخابات إلى المجلس وأدى القسم ثم ذهب ولم يعد إلى أمس .. وهناك عضو واحد على الأقل لم يتفوه بكلمة طيلة ست سنوات .. و يا إلهي ما أصبره!.. وهناك عضوان معاقان.. وثلاثة أعضاء تحولوا إلى قطاع طرق.. ونحو ثلث عدد الأعضاء لم يمثلوا الشعب بل مثلوا عليه.. * وعموماً العجائب كثيرة وآخرها أن المجلس النيابي الحالي هو الوحيد الذي دخلته امرأة واحدة فقط لا غير.. وهذه على أية حال واحدة من أكبر مسببات ضعف أداء المجلس .* بعد أسابيع سوف يفتح باب الترشح للانتخابات القادمة.. وطبعاً هذا الباب مفتوح على مصراعيه لمن هب ودب ، والأمر متاح لذلك النائب الذي سأل أحد زملائي قبل أسبوع قائلاً: متى با يرجع رئيس المجلس من السعودية .. ويقصد بذلك الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي كان رئيس المجلس قبل أن يتوفى..* أزعم أن الأحزاب والناخبين مسئولون مسؤولية كاملة عن مجلس النواب القادم.. وهذه المسؤولية تتطلب ترشيح وانتخاب نائب يبيض الوجه ويليق بالنيابة .. الناس غير راضين عن المجلس النيابي ، ولكي يحصلوا على مجلس مشرف عليهم أن يتحروا ويختاروا “ لقطرهم “ ويبقوا أعينهم مفتوحة من الآن.