الفنان والناقد والمخرج السينمائي وليد خليل سيف لـ ( 14 أكتوبر ) :
[c1]* كتاباتي النقدية توخت المساهمة في سد الفراغ في النقد السينمائي[/c]اجرى اللقاء / عبدالله الضراسيكنا في الجزء الأول والثاني من هذا اللقاء الصحفي قد تناولنا مع الفنان والمخرج السينمائي وليد خليل سيف تجربته السينمائية كمخرج ومسيرته منذ كان طالب في المعهد العالي للسينما في مصر وسلطنا الضوء على مشروع تخرجه والفيلم الذي أخرجه وشارك فيه الممثل الكوميدي محمد هنيدي.وفي هذا الجزء الثالث والأخير سنواصل الحديث معه حول اشتغالاته الفنية الأخرى كالغناء والنقد السينمائي والإسهامات الكتابية في الصحافة، وهي كلها محطات فنية في السيرة الإبداعية للفنان وليد خليل سيف. وهذه حصيلة اللقاء الصحفي ننشرها فيما يلي:[c1]غناء أم كلثوم* لماذا لم تغنِ أم كلثوم لشعراء يمنيين رغم أنها غنت لشعراء عرب؟[/c]- كوكب الشرق الفنانة الكبيرة السيدة أم كلثوم كان لها ارتباط وثيق مع أغلبية الأدباء والشعراء في مصر والوطن العربي، أما كون أنها لم تغني للأديب والشاعر والكاتب الكبير ( المصري الجنسية واليمني الأصل ) الأستاذ علي أحمد با كثير فيمكن القول بأن ذلك كان (نصيباً) مثلاً على هذه القضية إن أم كلثوم رغم حبها لفن وموسيقى الفنان الكبير فريد الأطرش فإنها لم (تغنِ) له!! وعندما غنت من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب فأنه توقف عن الغناء!! ورغم قرب الموسيقار محمد فوزي لها كموسيقار لم يلحن لها!! ولكنه (قدم) لها الملحن الموسيقار بليغ حمدي وهو في سن موسيقية أصغر مقارنة بحجم أم كلثوم..وكانت أم كلثوم مشهورة ( بروح الفكاهة وخفة الدم ) في علاقاتها بكل المبدعين وقد قالت بصدد أديبنا الكبير الراحل با كثير بعد ( تشوقها) لرؤيته بعد ما ذاع صيته في المجتمع الأدبي والثقافي بمصر وبعد شهرته ككاتب عربي كبير حيث قالت له بعد أول لقاء بينهما :" الله يا أستاز با كسير دنتا طلعت با أليل " بحكم أن كاتبنا الكبير كان قصير ومربوع على عكس اسمه.وإذا كانت أم كلثوم لم تغنِ لبا كثير فإنها قد قدمت فيلم " سلامة " الذي كان من تأليفه.وأشير هنا إلى أن السينما المصرية قدمت أضخم إنتاجها السينمائي كفيلم (وا إسلاماه) وفيلم ( الشيماء أخت الرسول ) وكانا من تأليف ( با كثير ).وأحب بالمناسبة أن أذكر هنا أن عمنا الأستاذ أبوبكر خليل الذي (ترجم) روايتي للسينما ( سر ملكة ) إلى الإنجليزية، قد ألف كتاباً عن سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وهو من المهتمين بفنها، ومشوار حياتها الفنية الثرية، كما كان والده جدنا عبد القوي خليل صديقاً قريباً للسيدة كوكب الشرق أم كلثوم ويعرف عنه في مجتمع عدن الراقي (بعاشق أم كلثوم) حتى أن صورة ملونة كبيرة معلقة بصالة منزله تظهر فيها سيدة الغناء أم كلثوم تتوسط الوالد عبد القوي خليل وحرمه المصون وهي تعكس حالة العلاقة الراقية بين السيدة أم كلثوم وعبد القوي خليل.[c1]أزمة النص الشعري* هل تتفق معنا بأننا نشهد ( أزمة ) نص شعري غنائي خاصة بعد رحيل أو صمت عمالقة الكلمة الغنائية؟[/c]- لكل زمن أو جيل فنه وخصوصيته في طرح الأغاني.. ونحن في زمن الفضائيات لهذا أصبح العالم صغيراً جداً أو كما يقال في لغة ( الماس كومنكيشن) قرية صغيرة..وقد كثر المؤلفين والكتاب والملحنين والمطربين في عالمنا العربي وخاصة (مصر)، وبالطبع هناك أزمة لغياب الاهتمام بالمبدعين وفرزهم ولكي يظهر الجيد من السيئ لابد من رفد الوسائل الإعلامية ( هنا في اليمن ) بكل الإمكانيات المادية والمعنوية اللازمة لخلق جو ومناخ مناسب لالتقاء المبدعين وإظهار مواهبهم الفعلية من خلال الحفلات والسهرات والبرامج وتسليط الأضواء وتسخير الإمكانيات التي تساهم في بناء بنا جيل مكتمل الثقافة والعلم وتحفيزهم على تقديم إبداعاتهم عبر وسائل الإعلام لتصل إلى الجمهور بشكل صحيح وجيد.وفيما يخصى عمالقة الكلمة الشعرية الغنائية وبالتحديد في بلادنا فلا أجد إلا أن أذكر بالخير الراحل العظيم شاعرنا الكبير لطفي جعفر أمان.[c1]مشاريع غنائية* هل ثمة مشاريع غنائية على الأبواب؟[/c]- بالنسبة للأغاني توجد لدي في جعبتي أغاني لم أخرجها بعد حتى الآن ومن ضمن تلك الأغاني والتي ستكون مفاجأة كبيرة أغنية من ألحان الموسيقار أحمد قاسم قدمها لي في القاهرة بعد عودته من لندن حيث كنا سوياً هناك وهي من كلمات الشاعر الغنائي الكبير الأستاذ عبدالله عبد الكريم بعنوان (وعد) وكان هذا عام 1986م وقد يستغرب القارئ عن هذه الفترة الزمنية والطويلة ولكني ( وعدت ) أستاذي الكبير الراحل رحمه الله الموسيقار أحمد قاسم أن أكون وفياً في أن أسجل الأغنية على أعلى مستوى فني ممكن لأنها لموسيقار تعتز به كل الأجيال وليس في اليمن فحسب بل وفي كل الأقطار العربية ومن ضمنها مصر.. خاصة وأنها كانت خير ( حاضنة) له وكل المبدعين العرب من المحيط للخليج. وبكل تقدير ومن كل مبدعيها ومن زملائه وكذا أساتذته في معهد الموسيقى العربية. وكذا كبار رموزها الموسيقارية وعلى رأسهم محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وبليغ حمدي والذي (التقيته) يوم أن زاره الموسيقار أحمد قاسم وكنت معه و (معنا) من الزملاء نبيل الحكيمي الشاعر اليمني يومها حين استقبلنا في شقته في الجيزة حيث (صاح) بليغ حمدي عندما (رأى) أحمد قاسم بعد فترة طويلة من الزمن وقام يحضنه بشدة وأدخلنا إلى ( صالة شقته ) وكان متواجداً حينها الشاعر عبد الوهاب محمد والموسيقار ميشيل المصري وعدد من الموسيقيين الكبار، وقتها قال بليغ حمدي ( يا جماعة أحب أعرفكوا بالراجل اللي خللاني احتضن العود ).في ذلك اليوم زاد إدراكي بأن الموسيقار أحمد قاسم لا يقل قدراً عن بقية زملاؤه في مصر من المبدعين رحم الله موسيقارنا الكبير الراحل أحمد قاسم وكل زملائه من المبدعين في مصر العظيمة.[c1]المخرج وليد خليل والفنان* هل ثمة توازن نفسي/ مهني إبداعي بين وليد خليل المخرج والفنان المطرب؟[/c]- بالطبع حتى الآن أنا بصدد إكمال رواية كنت قد كتبتها وأكملتها ( كمعالجة سينمائية) تحت عنوان ( سر ملكة!!) SECRET OF a QUEEN وقامت بالمراجعة اللغوية فيها زوجتي أم أولادي الثلاثة فهي متخصصة لغة عربية وقام بترجمتها للإنجليزية الأستاذ أبوبكر خليل لأنها طلبت مني مترجمة لبعض الشركات الأوروبية والأميركية الخاصة بإنتاج الأفلام للاطلاع عليها وإبداء الرأي فيها ومنهم أصدقاء في حقل السينما والذي سيشاركوني في عمل بعض الأفلام الوثائقية التي نراجعها منذ فترة زمنية ومن ناحية أخرى قرأ المعالجة بالعربية في مصر الفنان النجم خالد الصاوي والأستاذ الأكاديمي في قسم المونتاج وصديقي علاء عبد العزيز وكذلك صديقي الأستاذ الأكاديمي المخرج محمد الشناوي ابن النجم كمال الشناوي أبدوا جميعاً رأيهم في المعالجة بأنها تتحول إلى رواية وبعد ذلك عملها سيناريو.أما هنا في اليمن من أصدقائي من الذين قرأوها وقد أبدوا رأيهم من الناحية الدرامية منهم المخرج التلفزيوني والإذاعي الكبير محمد حسين بيحاني والأستاذ الجامعي بكلية الآداب والشاعر الأديب الصحفي برهان أحمد إبراهيم والأستاذ المستشار المالي والاقتصادي شكيب سعيد الحبيشي وهو رغم انشغالاته الاقتصادية له اهتمامات ثقافية سينمائية وبالطبع الأستاذ أبوبكر خليل لأنه ترجم الرواية إلى الإنجليزية بلغة أدبية عالية ولا استطيع مجازاته في هذا العمل الذي قدمه لي وسهر الليالي فيه في كل كلمة وسطر وصفحة وطبعاً يا أخي العزيز موضوع الإخراج السينمائي لابد أن يكون في إطار مناخ مناسب للعمل وهناك مواضيع تحت البحث في ذلك بالنسبة لأعمال تخص التوثيق السينمائي التي كنت قد تابعتها منذ زمن وتحتاج إلى مراجعة واتخاذ الرأي فيها من جهات مختصة في هذا الشأن لأنها وثائق مصورة وتتضمن موضع الفيلم أو سلسلة الأفلام وموجودة نسخ منها وسوف يشاركني فيها نخبة من فنانين أجانب في كل من لندن والقاهرة خاصة وأننا سوف نأخذ موادها من مصادر مراكز وثائقية ( صوت وصورة ) أو كوكالات أنباء وجرائد سينمائية وخلافه وما بعد ذلك ( فيلم وثائقي ) عن تاريخ عدن المعاصر 1839 - 1967م وما بعد ذلك وهو ما قد أرجأته إلى حين واتجهت في العمل للتأليف الروائي في رواية ( سر ملكة !) وهي تتضمن العودة إلى تاريخ وعصر سيدنا سليمان ولقائه التاريخي بملكة سبأ معتمداً على مراجع تاريخية وأهمها التوراة والإنجيل والقرآن الكريم وكتب أخرى مؤلفة وأسهم في رفدي بها الأستاذ الكبير عبدالله فاضل فارع والكاتب المؤرخ والباحث يوسف محمد عبدالله من خلال كتاباته وأحاديثي معه الهاتفية حيث وجهني له الأستاذ عبدالله فاضل فارع وكذلك غيرهم من الكتاب اليمنيين والأجانب والانترنت.وموضوع المعالجة والتي أنا بصدد إكمالها للرواية هي عن الصراع الأبدي بين الخير والشر يتخلله التنوير الروحاني ( الإيمان بالله ) والعلاقات الإنسانية بين أهل الكتب السماوية وأبطال القصة مسلمين ومسيح ويهود، وطالما أنا أكتب للسينما وأقوم بالتأليف فلا يقل ذلك عن الإخراج كحرفية وهي تدخل في إطار السينما أكان تأليفاً أو إخراجاً أو أي عمل إبداعي آخر من حرف السينما.[c1]النقد السينمائي* هل كتاباتكم البحثية في النقد السينمائي معادل موضوعي لتعليق (يافطة) الإخراج السينمائي أم ماذا؟[/c]- وكأنك قرأت من خلال لقائي بك وحديثي معك أخي عبدالله الضراسي ما لدي من أفكار مما يدل على (التقاطك) السريع والذكي لما يدور في خلدي ونفسي.. أكيد هناك عبق التاريخ العميق الجميل والمذهل في سيرة سيدنا سليمان عليه السلام وملكة سبأ وكذا الغموض الذي كان يحيط بتلك المملكة التاريخية العظيمة وذلك التاريخ العريق مع ملك الملوك وصاحب الحكمة والقدرات الخارقة والموهبة العجيبة لسيدنا الملك سليمان لأن الله أعطاه ما لم يعط قبله ولا بعده من الأنبياء، وأنا في الحقيقة أريدها أن تكون مفاجأة وبإذن الله قريباً أكملها كرواية وكتاب مقروء لأن تحويلها إلى فيلم سينمائي سيكلف كثيراً وإمكانياته ضخمة ومجال بحثه سيطول كثيراً إلى أن يأتي رد في ذلك من قبل بعض الشركات الأجنبية المختصة بالإنتاج السينمائي.[c1]طبيعة العملية النقدية* ثمة روائح ( عبقية ) ودافئة بين ثنايا كتاباتكم النقدية السينمائية ماذا تفسرون ذلك؟[/c]- كانت الفكرة أساساً هي التلفزيون ولكن هذا يأخذ بحسبانه إنتاجي بحث وقد لا تتوفر لذى التلفزيون إيجاد الأفلام المطلوبة ومترجمة والتي كتبت ومازلت أكتب عنها مقالاتي وقد ركزت على ( صحيفة الأيام ) لأنني دائم القراءة فيها ومتابعة كتابات ( الأستاذ القدير نجيب يابلي) " وخاصة مسلسلة رجال في ذاكرة التاريخ " وكونها من الوثائق التي أنا مهتم فيها. ونجمي عبد المجيد وسعيد عولقي وآخرين!!\وكذلك الجرائد الأخرى مثل 14 أكتوبر والجمهورية والثورة و 26 سبتمبر، وأتابع إرسال كتابات في بعض المجلات خارج اليمن المتخصصة في السينما وحتى هذه اللحظة قد كتبت مقالات للأيام و 14 أكتوبر وسأكتب لعدة صحف أخرى ومجلات خارجية إن شاء الله.[c1]هاجس الكتابة التلفازية* لماذا لم تترجم الكتابة السينمائية الصحفية إلى برامج ثقافية تلفازية؟[/c]- طبعاً النقد السينمائي أو الكتابات موجودة في مجلات عربية خاصة بالسينما أو الصحافة وخاصة في مصر لقرب ( نقادها) من وسائل الإعلام وخاصة الصحافة والمجلات المتخصصة ولكون أكاديمية الفنون بكل معاهدها المتخصصة وتواجد فضائيات عديدة وصناعة السينما دون شك ان دور مصر عظيم في نوحي عدة فهي رائدة في كل الاتجاهات العلمية والثقافية والفنية وبالتأكيد دورها القيادي تاريخياً وخاصة لكل أبناء الأمة العربية سوريا ولبنان والجزائر وكذلك في وقتنا الراهن تأخذ الإمارات مكانة طيبة ونهضة سينمائية يحترم لها ومن الواضح أن القائمين على الإعلام والثقافة هم من المتنورين والسباقين لكل ما هو متميز لكي تنسب لهم الصدارة في أعمال هذا الفن الراقي ومدى تأثيره على البشر منذ بدايات (السينما الصامتة) وتحولها إلى ناطقة (1927م) وحتى يومنا هذا وإن كان هناك (تقصير) بالنسبة للإخوة العرب من ناحية النقد السينمائي البناء عنه في الماضي حين كانت السينما العربية وخاصة في مصر بكونها الرائدة وفي عصرها الذهبي قدمت أضخم الإنتاجات رغم الظروف الصعبة التي كانت تواجهها مصر والتحديات في ذلك الوقت من الخمسينات والستينات.[c1]واقع النقد السينمائي* كيف ترون واقع النقد السينمائي أو تلك الكتابات النقدية الصحفية؟[/c]- بالطبع أكيد لابد أن تكون هناك دور عرض عديدة وحديثة حتى تتنوع الأفلام وتتسع دور العرض لكم من الأفلام من جميع أنحاء العالم وبالتالي يتكون جمهور يشاهد هذه الأفلام أول بأول وهذا ويؤدي ذلك إلى تطوير الفن السينمائي ونقده.[c1]مستوى النقد السينمائي* هل ما يكتب من محاولات في النقد السينمائي في مجلاتنا وصحفنا الثقافية يرتقي إلى ( سنة أولى ) نقد سينمائي؟ [/c]- لا يوجد ( أخي عبدالله ) من يكتب عند السينما وبتخصص سوى قلة قليلة، وأذكر هنا الأستاذ شكيب عوض رحمه الله والذي كان يقدم برامج سينمائية لتلفزيون عدن منذ زمن بعيد وبعدها كانت له كتابات نقدية أظهرت قدرات إبداعية لديه، حقيقة كمثقف سينمائي وهذا لا يعني أنني أكتب كناقد ولكن هي إسهامات متواضعة قدر استطاعتي في محاولة ملىء فراغ ولو مكان بسيط في هذا المحيط العملاق مستنداً إلى محاولة أن أكون تلميذاً مجتهداً لأساتذة كبار منهم من كانوا يحاضرون لنا كأساتذة في المعهد العالي للسينما في مصر مثل د. رفيق الصبان والمخرج هشام أبو النصر والمخرج محمد عبد العزيز والمخرج محمد بسيوني و د. فاروق الرشيدي و د. مذكور ثابت و د. القليوبي و د. حسين عبد القادر و أ. إيهاب الليثي و د. عادل منير و د. سلوى بكير و د. منى جبر و د. مصطفى محمد علي والأستاذ والمخرج يوسف شاهين والأستاذ المخرج الراحل صلاح أبو سيف وغيرهم العديد من الأساتذة وأرجو المعذرة من الذين قد أكون نسيت أسماءهم سهواً.
لقطه من فيلم التخرج للمخرج وليد خليل