صلاح سالم سرورحين استغرقت في البحث عن الكلمات والمفردات اللائقة بوصف رجل بقامة ومكانة الفقيد المرحوم الدكتور/ أحمد صالح منصر في ذكرى رحيله الأولى شعرت بعجزي التام عن إيفائه ولو جزء بسيط من حقه، وأن الكلمات والمفردات مهما أسعفني حظي في جمع أجملها وأبلغها أجد نفسي أكثر عجزاً في إعطائه حقه وأصغر حجماً من قامته السامقة سموق جبال اليمن.على أني لا أجد مناصاً من قول بعض ما يجيش في صدري تجاه فقيدنا الغالي كشخصية أكاديمية وتربوية اجتماعية مرموقة ورجل وقور ومعطاء.لقد كان فقيدنا نموذجاً رائعاً للإنسان، وبكل ما تعنيه مضامين الكلمة من المشاعر الإنسانية المجردة.. عرفناه إنساناً متواضعاً بسيطاً في أسلوب حياته، يعشق الحياة البعيدة عن التزلف والتملق والنفاق والمجاملة، كان صادقاً ومؤمناً في تعامله مع قضايا الناس العامة والخاصة ويحاول بأسلوبه البسيط أن يجد لها الحلول مهما كانت صعبة وكانت سمة ملائمة لمسيرة حياته، حيث يعترف له بذلك العدو قبل الصديق وكان مكتبه مفتوحاً للجميع لم يغلق في وجه المتعاملين الذين كانوا يجدون في هذه الشخصية منفذاً لحل قضاياهم اليومية.كان فقيدنا باستمرار يحاول قدر ما يستطيع ولو على حساب صحته أن يساعد الناس ويزرع الابتسامة، لقد ترك لنا ميراثاً ناضجاً من القيم الإنسانية والسلوكيات الراقية فقلبه الذي توقف عن الخفقان لم يكن في يوم من الأيام يعرف الكراهية والحقد والحسد بل كان قوي الإرادة لا يتراجع عن مواقفه إذا كان مقتنعاً في صوابها وكان حريصاً كل الحرص على بناء علاقات طيبة بالآخرين مهما اختلف معهم، لأنه كان يؤمن بالحوار لحل قضايا الخلاف والاختلاف، لم يكن في يوم من الأيام حاداً في نقاشه تميز بالهدوء، لم يغضب من أحد إذا أصر على حديثه معه وكان يحاول تلطيف الجو وإزالة أسباب الخلاف مع من يختلف معهم، لهذا فقد كان يحظى بحب وتقدير كل من يعرفونه عن قرب.«أبو وضاح» من أصحاب الأيادي البيضاء والنظيفة، وهو كذلك علم بارز وظاهرة إنسانية متوهجة، تصدر قلوب الكثيرين ممن أحبوه، لا من أجل شيء أو بسبب مصلحة معينة، وإنما من أجل روحه الجميلة الطاهرة، علمته الحياة أن يبتسم وقت المحن والشدائد وعلمته الحياة أن يكون الإنسان الصادق، وليس المنافق، تحركه الدوافع النبيلة والإنسانية لخدمة البشر ومساعدتهم، وحل مشاكلهم، وتذليل الصعاب التي تعترضهم، ولهذا علا شأنه ومكانته في المجتمع.كان الفقيد الراحل من المخلصين والمبدعين في عملهم، وأثبت قدرة فائقة في عمله وعلى حساب صحته وراحته ما عرضه لذلك المرض الذي أنهكه وأشتد عليه فرحل عنا فجأة تاركاً في نفوسنا جرحاً لم ولن يندمل على مدى الحياة، نسأل الله عز وجل أن يكرم فقيدنا الغالي بالجنة وأن يطيب ثراه ويبقي ذكراه للمجتمع نموذجاً ومثالاً لا ينتسى أبداً في العقل والوجدان.
أخبار متعلقة