14 أكتوبر قامت بجولة ميدانية
[c1]المختبر المركزي على مهل .. والمواطن قلق[/c] تحقيق وتصوير / فضل علي مبارك عادةً ما نتعامل مع الظواهر الناشئة ببرود وعدم اكتراث كمجتمع.. ويزداد الأمر سوءًا في تعامل الجهات المختصة حيال ذلك عندما (تقرر). حتى تقع الفأس في الرأس.. حينها .. وحينها فقط يبدأ العد التنازلي لهمتنا.. ويشمر الكل (مقطبة) للصياح والجعجعة.. فالمسألة فيها مخصصات رصدت لدراسة ومتابعة هذه الظاهرة.. لتأتي النتيجة وفق ذلك (صفر من الشمال) بعد أن أهدرت الملايين من خزانة الدولة.. ظلت طريقها إلى الموقع الصحيح لتحدث أثراً يعود بالنفع على المجتمع لتصب في جيوب (مقتنصي) الفرص.. ولم يحصل قط أن استفدنا من أخطائنا التي تتكرر بعدد ساعات النهار.. ولا أقصد الأخطاء الشخصية، لكنها أخطاء الجهات ولماذا نستفيد ونصحح الأخطاء.. طالما والأخطاء فيها (طلبة الله).. الخميس المنصرم.. وجدت نفسي مكرهاً لا بطلاً، أسابق الطيور في صحوها لقطع رحلة مداها نحو أربعمائة كيلو متر كي أرصد مع فريق فني بيطري على مدار عشر ساعات بالوفاء والتمام في محيط قطره خمسين كيلو متراً مربعاً تقريباً، بطرق ترابية ظاهرة نفوق الحمام البري في مديريتي لودر والوضيع بمحافظة أبين التي أزدادت بشكل ملفت للنظر خلال الأسبوع المنصرم. [c1] بيت القصيد[/c] وأرجع إلى بيت القصيد من سوء تعاملنا والجهات كذلك مع ما يبرز من ظواهر غريبة، وأدلل في هذا الموضوع بما عايشته خلال تتبعي : - بعد عشرة أيام من إرسال عينات إلى الإدارة العامة للبيطرة بصنعاء لفحصها، خلالها كان التعامل سلبياً رغم كثرة المتابعات من مسئول البيطرة في لودر يتقرر إرسال فريق طبي للحصول على مزيد من العيّنات التي نتمنى أن تظهر نتائج فحصها سريعاً للوقوف على حقيقة نفوق أسراب الحمام. - وقوف السلطة المحلية في المحافظة متفرجة وكأنّ الأمر لا يعنيها، إذ لم يبرز منها تفاعل أو تحرك إيجابي. - عدم وجود التنسيق والتكامل فمكتب الزراعة يعمل بمفرده ومكتب الصحة يسعى إلى الظهور إلى السطح. - عدم توافر الإمكانيات لإدارةالبيطرة في مديرية لودر كمركز (سنتر) رغم استمرار أنتشار الأوبئة الحيوانية بل على العكس، تمت عملية مؤامرة لسحب المختبر البيطري وتسليمه إلى وزارة التعليم الفني التي عملت على إغلاقه من يومها، حتى حقائب حفظ العيّنات لا توجد. [c1] من دون رد [/c] يقول الدكتور فيصل عوض الدابية مدير إدارة البيطرة بمديريات لودر / مودية/ الوضيع، تسلمنا أول بلاغ يوم 12 فبراير من اتجاه مناطق (السلامية، كورة العسعوس، آل عيدروس) يفيد بأنّ أعدادًا من الحمام البري (الجولب) وجدت نافقة في تلك القرى تحركنا على الفور للتأكد، وأخذنا عيّنات من الدم، واللعاب، والبراز وتمّ إرسالها في اليوم التالي إلى المختبر المركزي بصنعاء للفحص والتأكد وتحديد نوعية المرض وأسباب النفوق لكن للأسف لم تصلنا نتيجة المختبر حتى الآن، أو يكاد يكون التواصل مع صنعاء كل ساعة خصوصًا مع تزايد الأعداد التي تُنفق وحالة الذعر التي أُصيب بها الناس.. وكان الرد علينا بأنّها لا توجد محاليل للفحص. ويضيف د . الدابية.. الحمد لله اليوم الخميس (الماضي) وصل إلى المنطقة فريق فني من الإدارة العامة للوقوف على تلك الظاهرة وأخذ عيّنات للقيام بفحصها. هي ظاهرة غريبة ولأول مرة تحصل في المنطقة في الحمام البري وبهذه الكميات الكبيرة، ولا نستطيع إعطاء رأيٍ قبل ظهور نتائج الفحص التي تحدد بالدليل القاطع نوع المرض وأسباب نفوق الحمام. [c1] جولة ميدانية[/c] وبحسب مشاهداتنا خلال الجولة التي قامت بها الصحيفة إلى مناطق وقرى في مديريات لودر/ الوضيع/ مودية فإنّ الأعراض على أسراب الحمام تتمثل في : عدم قدرة الحمامة على الطيران أو حتى السير، حيث تبدو منهكة القوى يتم القبض عليها بسهولةٍ ويُسر فيما هناك تجد أعداداً (ميتة) على الأشجار أو على الأرض ويلحظ أنّ الحمام في هذه الحالة يبحث عن مصادر المياه، حيث شوهد الحمام يشرب بكثرة ويغمس جسمه في الماء، لأنّّ هذه الأعداد النافقة تكثر على الآبار التي يستفيد منها الإنسان سواء للشرب أو لإرواء أغنامه، فقد تولّد الشك لدى كثيرين بانتقال المرض إلى الإنسان أو المواشي.. وقد سمعنا أنّ حيوانات منها (الكلاب والثعالب) قد أكلت من الحمام النافق ثمّ نفقت هي الأخرى لكننا بحثنا عنها فلم نجد شيئًا منها، على أننا وجدنا آثارًا كثيرة لعمليات إلتهام للحمام من خلال الريش المتناثر وبقاياه. عند ذبح الحمام لأخذ عيّنات الدم لا يخرج منها كمية دم كالمعتاد كما تبرز الأعراض في وجود دفء (حمى) في جسم الحمام بشكل ملموس. خروج سائل أبيض من الفم والتبرز بلون مائل إلى الإصفرار بما يشبه (القيح). [c1] أثارت الشكوك[/c] ويقول المواطن عبد الصمد أحمد عبد الله صاحب مزرعة في منطقة (أمهيدان) بلودر والتي تكاد تكون الأولى من حيث أعداد الكميات النافقة فيها. قبل أسبوعين تقريباً في الصباح وجدت (حمامتين) ميتتين، وقلت الأمر عادي، وفي اليوم التالي عثرت على ما يقارب ست حمامات وأثارت انتباهي بأني مررت بجانب البركة بالقرب من عددٍ آخر دون أن تتحرك على غير عادتها.. وكل يوم يزداد العدد الذي نحصله ميت بين أشجار المحاصيل وبالقرب من البركة إلى أن وصل إلى ما يقارب (40) حمامة في اليوم وعرفنا أنّ هناك مرضاً وحذرنا الأطفال من أكل الحمام وأبلغنا أصحاب البيطرة بذلك. [c1] احتمالات[/c] كانت شكوك الفريق البيطري في بادئ الأمر تحوم باتجاه أن تكون أسراب الحمام النافق والمريض قد أكلت من بعض محاصيل الخضروات التي ربما تكون قد رشت بمواد كيماوية، لكن هذه الشكوك أنتفت وما عادت محتملة بعد عدة ساعات لعدة أسباب وقف عليها الفريق. تأكيدات صاحب المزرعة أنّه لم يستخدم أية مبيدات أو مواد كيماوية. إنّ هناك أنواعاً أخرى من الطيور تعيش في المزرعة وتتغذى أيضاً على ذات المحاصيل ولم تصب بأذى من خلال جولتنا وجدنا أعداداً أخرى نافقة وإن كانت بأعداد أقل بالقرب من آبار لكنها ليست مزارع ولا توجد بها محاصيل. [c1] لا خوف من لحوم الدواجن[/c] الدكتور / عبد الله المقطري - طبيب بيطري - رئيس الفريق الفني الذي قام بجولةٍ ميدانية أكد عدم وجود إنفلونزا الطيور في بلادنا مدللاً على ذلك بقوله : تمّ نزول ميداني إلى مناطق الجمهورية وأخذت عيّنات من أنواع عدة من الطيور ومن مزارع الدواجن، وتمّ فحصها في المختبر المركزي بصنعاء وفي مختبرات مرجعية في ألمانيا والقاهرة وجميع هذه الفحوصات أثبتت خلو اليمن من أنفلونزا الطيور حتى اللحظة.. وأضاف .. وبناءً على ذلك ننصح المواطنين بتناول لحوم الدجاج ومنتجاتها ومن دون أية خوف. أما ما شاهدته اليوم من نفوق للحمام، كذلك أؤكد أنّها ليست مصابة بأنفلونزا الطيور. ولماذا .. هذا التأكيد؟ لأسباب جوهرية بسيطة منها : إنّ أسباب النفوق في حال الإصابة بأنفلونزا الطيور تكون مائة في المائة، ونلحظ هنا أنّ النفوق لا تتجاوز 7، ثانياً أنّ الإنفلونزا لا تقتصر على نوعٍ معينٍ من الطيور بل تصيب جميع الأنواع وهناك الطيور الأخرى، ومنها الدواجن تعيش مع هذا الحمام النافق ولم تصب بأذى. وثالثاً أنّ سرعة انتشار مرض أنفلونزا الطيور بسرعة كبيرة ولا يمكن أن يبقى خلال أسبوعين محصوراً في هذه المنطقة المحدودة فقط، إذا ماذا ترجح أنت والفريق فيما يتعلق بموت الحمام اليوم؟احتمال تسمم ناتج عن تناول منتجات زراعية أو أمراض فيروسية أصابت الحمام وليس لها عَلاقة بإنفلونزا الطيور.[c1] وأخيرا[/c] قد يبدو الأمر في أولياته عادياً ولكن استمرار الحال بهذه الطريقة من البرود واللاشعور بالمسئولية تجاه الظواهر الخطيرة.. حتى تستفحل وتأتي بنتائج عكسية .. فمتى تصحو وتترك الجهات المختصة هذه العادة، وتتعامل مع ما يبرز بسرعة تجاوب للحد من أية خطورة قد تنشأ؟!.