أمريكا تشعر بالقلق من المشاكل الانتخابية «الخطيرة» في كينيا
من مظاهر الاحتجاجات على اىنتخابات الكينية
نيروبي/14 أكتوبر/ اندرو كوثورن وتيم كوكس: قالت الولايات المتحدة أمس الاثنين إنها تشعر بالقلق من «المشاكل الخطيرة» التي طرأت خلال فرز الأصوات في انتخابات الرئاسة الكينية المتنازع عليها وحثت الكينيين وزعماءهم على الإحجام عن القيام بأعمال عنف. وقالت السفارة الأمريكية في نيروبي في بيان «هؤلاء الذين يزعمون أن هناك تلاعبا في الانتخابات يمكنهم اتخاذ وسائل قانونية ويجب أن يتمكنوا تماشيا مع احترام حرية التعبير من عرض قضيتهم علنا... نطلب من القضاء القيام بدوره.» وقال البيان إن التجاوزات الانتخابية بينها نسبة إقبال عالية بشكل غير واقعي وتناقض في الفرز وتلاعب في الأوراق الانتخابية وتأخير طويل في إعلان النتائج في نحو خمس الدوائر الكينية الانتخابية ومجموعها 210 دوائر انتخابية. وطالب البيان الرئيس الكيني مواي كيباكي ومنافسه المعارض رايلا أودينجا بالعمل معا وحث الناس على الإحجام عن القيام بأعمال عنف. وكانت الشرطة الكينية قد اشتبكت أمس الاثنين مع المحتجين في أحياء نيروبي الفقيرة بعد ان فاز الرئيس الكيني مواي كيباكي بفترة رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات عقب انتخابات مثيرة للجدل شككت في مصداقية العملية الديمقراطية في البلاد وسقط فيها عشرات القتلى. وانتشرت الاحتجاجات في شتى أنحاء البلاد من معاقل المعارضة في غرب كينيا قرب حدود أوغندا إلى أحياء نيروبي العشوائية وميناء مومباسا المطل على المحيط الهندي. وقال شهود ان مشرحة احد المستشفيات في بلدة كيسومو بغرب كينيا التي تشهد اضطرابات بسبب نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل استقبلت 21 جثة لضحايا سقطوا في أعمال العنف. وذكروا ان غالبية الضحايا لقوا حتفهم بالرصاص سواء الليلة قبل الماضية أو صباح أمس الاثنين. وقال التلفزيون الكيني أمس الاثنين ان أعمال العنف والاحتجاجات أدت إلى مقتل 124 كينيا على الأقل. وأعلنت متحدثة باسم شركة الخطوط الجوية الكينية ان الشركة علقت رحلاتها من والى كيسومو نظرا لنقص الوقود في المدينة التي تشهد اشتباكات وهي معقل للمعارضة. وفي حي ماثير بالعاصمة الكينية نيروبي قال شهود ان الشرطة طلبت من السكان البقاء في منازلهم وإلا تعرضوا لإطلاق النيران. وقال سائق سيارة أجرة «الشرطة تقول في مكبرات الصوت ان من سيخرج سيقتل بالرصاص.» وفي مسعى للحد من تفشي الفوضى في البلد الذي يعرف عادة باستقراره في منطقة شرق أفريقيا المضطربة ولنزع فتيل واحدة من أكثر اللحظات حساسية في تاريخ كينيا منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1963 حظرت الحكومة البث التلفزيوني المباشر وفرضت حظر تجول على كيسومو ومواقع الاضطرابات الأخرى وأغرقت الشوارع بشاحنات الشرطة وقوات الأمن. وأظهر كيباكي البالغ من العمر 76 عاما عزما قويا وأدى اليمين الدستورية بعد ساعة واحدة من إعلان فوزه في الانتخابات ووعد بتشكيل حكومة بعيدة عن الفساد تعمل على توحيد البلد الذي يسكنه 36 مليون نسمة ينتمون لجماعات عرقية مختلفة. وزاد من احتدام الموقف رفض منافسه المعارض رايلا أودينجا نتيجة الانتخابات ووصفها بأنها مزورة وأعلن أنصاره عن إجراء مراسم تنصيب بديلة «لرئيس الشعب» أمس الاثنين في أحد متنزهات نيروبي لكن الشرطة منعت الحدث. ورغم ذلك دعا أودينجا لاجتماع حاشد في المتنزه الرئيسي في نيروبي هذا الأسبوع للاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية. وقال أمس في مؤتمر صحفي «سندعو لاجتماع في متنزه اوهورو في الثالث من يناير ونتوقع مشاركة مليون كيني.» وقال رجال أعمال إن الاشتباكات القبلية التي وقعت في مطلع الأسبوع تكلف البلاد أكثر من 30 مليون دولار يوميا في صورة خسائر ضريبية إلى جانب الأضرار الناجمة عن عمليات النهب. كما أنها تهدد الاستثمار في كينيا وهي اكبر اقتصاد في شرق إفريقيا وتضر بسمعة البلاد كواحة تشهد استقرارا نسبيا في منطقة تعصف بها الصراعات. ويواجه كيباكي الان مهمة صعبة لإعادة توحيد البلاد التي قسمتها الانتخابات على أساس عرقي وفاقمت الخسائر في الأرواح من الموقف. وجرت معظم الصدامات بين الليوس الذين يؤيدون أودينجا زعيم المعارضة وبين الكيكويو الذين يؤيدون كيباكي. وفي حي كورجوتشو الفقير في العاصمة الكينية نيروبي الذي شهد اشتباكات بين الشرطة ومحتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية قال شاهد للصحفيين ان 15 جثة شوهدت ملقاة أمس الاثنين في مناطق متفرقة من الحي. وأصدرت منظمات المجتمع المدني بيانا جاء فيه «نحن في حالة طوارئ غير معلنة. عواقب الانتخابات المسروقة يجب ان تكون واضحة للكل.» وتبادل الجانبان المتنافسان في الانتخابات اتهامات بالتزوير. ورغم تصاعد أعمدة الدخان بسبب الاحتجاجات في أحياء نيروبي الفقيرة أدى كيباكي اليمين في دار الدولة مقره الرسمي واضعا يده على نسخة من الكتاب المقدس. وقال «أشكركم جميعا على ثقتكم التي أوليتموني إياها...أدعو الجميع إلى تنحية الانفعالات التي ثارت بسبب العملية الانتخابية جانبا والعمل معا.» وصرح كبير مراقبي الاتحاد الأوروبي ألكسندر جراف لامبسدورف بأنه لايزال هناك شكوك بشأن مدى دقة عملية فرز الأصوات وأن لجنة الانتخابات الكينية لم تؤكد مصداقية عملية التصويت. وقال الأحد «نأسف لأنه لم يكن بالإمكان التحقق من التجاوزات التي توافرت للاتحاد الأوروبي ولجنة الانتخابات الكينية أدلة على وقوعها..لايزال هناك شك بشأن دقة نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أعلنت أمس الأول.»، وأضاف «عملية الفرز تنقصها المصداقية ورغم كل الجهود لم تحقق اللجنة الانتخابية الكينية مسؤوليتها ازاء هذه العملية.» وقال كوكي مولوي رئيس معهد التعليم الديمقراطي وهو مؤسسة مراقبة تحظى بالاحترام «هذا يوم حزين في تاريخ الديمقراطية في هذا البلد. انه انقلاب.» وبعد فوز كيباكي خرج بعض أنصاره إلى الشوارع يحتفلون وحث الرئيس الكينيين على تفادي «الانفعالات» الانتخابية والاتحاد من أجل بلدهم لكن مئات من أنصار أودينجا الغاضبين تجاهلوا هذه الدعوة. وقال أودينجا وهو يغالب دموعه «هناك حاشية تحيط بكيباكي تحاول أن تسرق الانتخابات من الكينيين ..قطار الديمقراطية في كينيا لا يمكن وقفه.» وأثناء حديثه قطعت الحكومة جميع أشكال البث الحي وقطعت بث المؤتمر الصحفي الذي عقده.