في زمن العولمة ، بمفهومها الايجابي حيث أصبح العالم اجمع قرية واحدة ونشأت تكتلات سياسية واقتصادية (الاتحاد الأوربي) (آسيان) وغيرهما ، يخرج علينا من غاب عن الوعي ليدعو إلى فك ارتباط شطري الوطن معتقداً انه الحل السحري الذي سوف يحل كل المشاكل العالقة سياسية واقتصادية واجتماعية ويجعل أهلنا في المحافظات الجنوبية أغنياء ومستوى معيشتهم يضاهي مستوى شعوب الدول الصناعية المتقدمة وأنهم سوف يسبحون في انهار العسل واللبن ، لكن الحقيقة والواقع يكذبان رافعي هذه الشعارات المضللة والتي تلعب على وتر أعصاب المواطن البسيط المثقل كاهلة بتلبية متطلبات الحياة اليومية له ولأسرته ،ومحاولة دنيئة لاستغلال فقر واحتياج فئات من أبناء شعبنا لزجهم في مواجهات مع إخوتهم واغرائهم بالجنة الموعودة في حالة فك ارتباط جنوب الوطن عن شماله . الحقيقة والواقع أن هؤلاء الغائبين عن الوعي يحلمون بعودتهم إلى حكم الشطر الجنوبي من وطننا الغالي حتى ولو على أجساد وجماجم أبناء شعبنا ممتطين صهوة ( الليموزين) رافعين شعارات براقة زائفة خادعة تسر الناظرين لكنها لاتسمن ولا تغني من جوع . إن مثل هذه الدعوات الشاذة لاتصدر إلا عن من فقد وعيه وإحساسه بالواقع الراهن والغارق حتى أذنيه في مستنقع الحنين إلى نظام الحكم الشمولي البائد ليعود إلى التحكم برقاب العباد باسم الحزب الواحد ويدخلنا في دوامة الصراعات الحزبية الداخلية والتصفيات الجسدية والحروب الصغيرة . لاشك ان ما ساعد على ظهور مثل هذه الدعوات الشاذة إلى العلن هو ما لحق بالمحافظات الجنوبية من هضم للحقوق وإجحاف وظلم وقع على فئات من أبنائها ولم تستطع السلطة أن تتجنب الوقوع في مثل هذه الإشكالية ومن ثم لم تستطع أو لم تقدم لها حلول لعلاجها ما كان له الأثر الأكبر في أن يطل فرسان الشعارات علينا يمتطون صهوة جواد الظلم والفساد ليخلصوا شعبنا من مشاكله شاهرين سيف الانفصال والتشطير والهدم والتخريب ،وكل ذلك من اجل الوطن والشعب !!! إن أقصى ما يستطيع العاجز أن يقدمه هو الصراخ والتهويش ورفع الشعارات الجوفاء ولايستطيع أن يقدم أي عمل ملموس لشعب ووطنه، والسؤال الذي اطرحه عليهم ما هي الصروح الاقتصادية التي بنيتموها ؟ أين هي البنية التحتية ؟ وجل ما جنيناه إبان حكمهم حروباً حزبية داخلية لصراعهم على حكم الشطر الجنوبي . نصيحتي لهم أن يعيشوا هانئين في ظل المناخ الديمقراطي ويمارسوا معارضتهم للنظام السياسي وفقاً للنهج الديمقراطي والدستور اليمني وان يعملوا على كسب الانتخابات القادمة ببرامج عملية واقعية ، إذا استطاعوا!
غياب الوعي !
أخبار متعلقة