في 1967/12/11م، أعلنت الجبهة الشعبية فلسطين عن تأسيسها كتطور نوعي لحركة القوميين العرب ، في ساحة النضال الوطني الفلسطيني ، ومنذ نشأتها وحتى يومناً هذا مازالت الجبهة الشعبية تلعب دوراً مهماً في النضال الوطني وبالحفاظ على مكتسبات الثورة التي تحققت خلال مسيرتها النضالية ، وتؤكد الجبهة الشعبية أن تحقيق الأهداف والمهمات التاريخية الفلسطينية يتطلب إتباع طريق فعال ومجرب في الصراع ضذ الحركة الصهيونية وحلفاءها ، هذا كما دلت عليه تجارب ثورات الشعوب ، وهو طريق حرب الشعب طويلة الأمد ، طريق تنظيم الجماهير وزج كافة طاقاتها في النضال من أجل مواجهة التفوق العسكري والاقتصادي للمعسكر المعادي للثورة وإنطلاقاً من هذا الفهم ، رأت الجبهة الشعبية أن الشكل الأفضل لتوحيد كافة طاقات جماهير الشعب في حرب طويلة الأمد في مواجهة العدو هو إقامة الجبهة الوطنية العريضة التي تلتقي ضمنها كافة القوى المعادية للصهيونية وللامبريالية ، وأكدت الجماهير الشعبية أن الوحدة الوطنية في إطار النضال التحرري لايمكن إن تستمر إلا على أساس وطني معاد للصهيونية والامبريالية . منذ إنطلاقتها أكدت الجبهة الشعبية على البعد القومي للنضال الفلسطيني ، واعتبرت نفسها فصيلاً من فصائل حركة التحرر الوطني العربية ، ورأت أن السياسة الاستعمارية تجاه منطقتنا العربية والتي يمثل الكيان الصهيوني تجليها الأبرز تقوم على أساس إخضاع منطقتنا العربية ونهب خيراتها وثرواتها وضرب أي تطور تقدمي فيها .اليوم ونحن نحتفل بذكرى التأسيس وفي عودة لنا لمفهوم الجبهة الشعبية للتحرير وتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية ، تجدنا أحوج ومن أي وقت مضى للتقيد بهذا الفهم والطرح العلمي الذي امتلك مبكراً الرؤيا الواضحة لطبيعة الصراع ومعسكر أعداء الثورة ، وسبل المواجهة وقد جاءت الأحداث أن كان الصعيد الفلسطيني أو العربي لتثبت صحة التحليل والطرح لهذا التنظيم في الساحة الفلسطينية . نضالات الشعب الفلسطيني المتراكمة وانتفاضاته الشعبية _ الانتفاضة الأولى والثانية _ وتكاثف وتضامن الشعب الفلسطيني في مواجهة الحصار وممارسة كافة أشكال النضال التي يخوضها جماهير الشعب الفلسطيني بما فيها العمليات الاستشهادية ، وقصف مستوطنات العدو بالصواريخ كل هذا ، هز هذا الكيان واجبره أن يعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية وبالسلطة الفلسطينية وبالمقاومة الفلسطينية ، واجبره أن يجلس ويتحاور مع الفلسطيني بغض النظر عن أي وجهة نظر بالتفاوض ، لكنه جاء ثمرة للنضال الفلسطيني ، والانسحاب من غزة جاء ثمرة لهذا النضال ، وتؤكد الأحداث الجارية اليوم في فلسطين حاجتنا لقيام وحدة حكومة وطنية ، حاجتنا لوحدة الصف الفلسطيني ، نعم هذا يجب أن يكون على أساس برنامج وطني سياسي وواضح كل الوضوح في تحديد معسكر الأعداء حتى لانقع في الأخطاء وأسيري الأوهام والوعود التي خدعنا فيها مرارا . كم نحن أحوج اليوم ونحن نرى عودة الاستعمار وبأشكال جديدة إلى منطقتنا العربية ، وما العراق إلا مثالاً صارخاً واضحاً أمامنا حيث جرى إحتلاله بهدف ضرب قدراته على التطور والنمو وبهدف نهب ثرواته ، وهذا ماهو حاصل ، كم نحن أحوج إلى جمع الشمل العربي ووحدة الصف حتى نمكن العراق من الخلاص من هذا الاحتلال وتعود له كرامته وعزته وثرواته التي سلبت ونحن نحتفل بذكرى التأسيس ، نؤكد بأن طريق النضال مازال طويل ، وبأن الشعب الفلسطيني يواجه أسوا نوع من أشكال الاستعمار إلا وهو الاستعمار الاستيطاني ، ويواجه اكبر قوة في العالم تدعم هذا الاستعمار ، وإنطلاقاً من هذا لا يمكن للثورة الفلسطينية أن تنتصر وتحقق أهدافها الوطنية بمعزل عن أمتها العربية والإسلامية ، وأن كانت هي في الطليعة فهي بحاجة إلى الدعم المتواصل وبكل الأشكال وتوفير مقومات الصمود حتى تنتصر هذه الثورة الفلسطينية وحتى توقف الزحف الاستعماري لتحقيق أهدافه وأطماعه في منطقتنا العربية .ونحن نحتفل بذكرى التأسيس ، علينا أن نتذكر دائماً أن الكيان الصهيوني لا يمكن أن يقبل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة لأنه يعرف أن إقامة مثل هذه الدولة يعني بداية نهاية دويلة هذا الكيان واذا اردنا أن نقيم هذه الدولة ، فيجب أن يكون خيارنا هو خيار الكفاح المسلح ، خيار حرب الشعب ، خيار الوحدة الوطنية الفلسطينية ، خيار الحكومة الوطنية التي تشمل في صفها كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني والتي تكون قادرة على صنع القرار الوطني ، وقيادة النضال والبناء ووضع حد للفوضى والتسيب والفلتان الأمني ، وتوفير حياة مستقرة للمواطن تكفل له العيش والكرامة .
أخبار متعلقة