أضواء
يقول الفيلسوف الفرنسي برجسون: وجدت وتوجد جماعات إنسانية من غير علوم وفنون وفلسفات، ولكن لم توجد قط جماعات من غير ديانة.الدين ضرورة من ضرورات الحياة، ولا يمكن أن يعيش الإنسان من غير دين. الدين يعطي توازنا داخل الإنسان، ولكن السؤال، ما هو الدين الذي نبحث عنه؟ هل هو دين الحب أم الكراهية؟هل دين الحياة أم دين الموت؟هل هو دين السلام أم دين الإرهاب؟هذه نقطة جوهرية ونحن نعمل على تنوير الواقع العربي.إن الإيمان بالله عز وجل له دور في خلق التوازن السيكولوجي للإنسان.الأسى يكبر عندما نرى كيف يسيس الدين وكيف يستخدم موظفا في خدمة الحزب، فيصبح هذا الدين الحزبي “مليشياويا” وحقودا على كل آخر ويحرك في الجبب للمصالح الخاصة. هذا الدين ليس هو الدين الحقيقي.الدين الحقيقي هو من يقدس الحياة ويكره الموت للإنسان أو قتل نفسه.الدين التنويري الذي يبحث عن القواسم المشتركة للبشرية جمعاء لتحقيق العدالة.الدين الذي لا يجعل الإنسان حقودا على أخيه لمجرد أنه من ديانة أخرى أو مذهب آخر. ما أتعسه من مشهد، ونحن نشاهد نوابا برلمانيين يتقاتلون من منطلقات مذهبية! أين هي قيمة الإنسان كإنسان والمواطنة كمواطنة؟ الانتخابات العربية تحولت إلى انتخابات طائفية.الدين الجميل هو الذي يفتح الإنسان على حضارات الآخر وعلى مواطن الجمال للآخر ليستثمرها لصالح البشرية.الدين الجميل الذي لا يقبح شكل الإنسان ولا هندامه ولا يفرض على الإنسان قيودا تخالف فطرته.للأسف الشديد، ما نشهده اليوم هو محاولات جعل الدين خادما مطيعا للحزب.تحويل الدين إلى آلة تخويف وقهر.أصبح عندنا دين شعبي ودين حزبي ودين قومي ودين للحرب وآخر للسلم.الإسلام وكل الأديان تدعو للمحبة والتواصل والتسامح والتلاقي الإنساني، وما عدا ذلك من تفسيرات يعد تفسيرا بشريا، لسنا ملزمين به.الدين لا يدعو للقتل وإلا فهو دين الحزب.نعم دين الحزب يدعو للقتل ويبرر الذبح وإرهاب الأوطان وقمع الحريات. أما الدين الحقيقي هو الدين الذي يساهم في بناء الحضارة وتطوير البشرية ويفتح الناس على القواسم المشتركة بينهم ويعمل على دعم الأوطان.يجب على الشباب العربي أن يفك الاشتباك ما بين الحزب والدين، ما بين أفعال المؤسسات وما نص عليه الدين.التفسيرات التي بيننا تفسيرات بشرية ومحكومة بتاريخها، فيجب عدم فرضها على الواقع بقوة، ما لم تستند إلى حجة علمية مقنعة.حقيقة أنا أخاف على هذا الدين الجميل من براغماتية الإنسان، خصوصا ونحن نشهد حالة الرعب الموزع على العالم باسم الأديان والمذاهب.قراءتي لمستقبل المنطقة العربية والإسلامية أن المستقبل واعد بتفريخ مزيد من البيض الطائفي، وأن العقل سيبقى في بيات شتوي ولن يكون هناك وجود لحرارة الحقيقة إلا لماما.