التقطت هذه الصورة من على قمة جبل حديد على الشريط الساحلي لخورمكسر
محمد زكريافي الأزمنة السحيقة قبل أنّ يصافح التاريخ النور ، كان هناك على شاطئ بحر عدن جبل مهيب الشكل شاهق يكاد يلثم وجه السماء ، كان يرتدى حلة خضراء أو بعبارة أخرى كانت الغابات الخضراء الكثيفة تكسوه من كل مكان . وتذكر الأساطير أنّ هذا الجبل الشامخ سكن فيه قابيل الذي قتل أخاه هابيل أول إنسان على وجه الأرض . بعد أنّ فر من غابات الهند إلى هذا الجبل وسكن فيه فترة من الزمن ، وتروي الأسطورة أنّ قابيل دفن في أخدود من أخاديد باطن الجبل ، وأنّ أصواتاً مخيفة مرعبة تنبعث من الجبل تكاد تزلزله زلزالاً شديدًا كل مائة عام، وقيل أيضاً إنّ الجبل الأخضر ربما كان إرم ذات العماد المدينة لم يخلق مثلها في البلاد . وينقل لنا الطاعنون في السن عن أجدادهم وآبائهم أنّ سكان تلك المنطقة في الماضي البعيد ، كانت تترامى إلى مسامعهم أصوات مبهمة مرعبة تخرق الآذان ، وتشل حركة الإنسان ، وتبلغ القلوب الحناجر ، وتزيغ الأبصار . وتروي أيضًا الأساطير أنّ هذا الجبل الشاهق المطل على بحر عدن ، كان في الأزمنة البعيدة يخرج من قعره نارًا يراها المرء من مكان بعيد ، وكانت تلك النار العظيمة تشاهد حتى أواخر عصر الدولة الطاهرية . وقيل إنّ الأمير عامر بن داود الطاهري آخر أمراء بني طاهر المقتول غدرًا على يد سليمان باشا الخادم قائد الحملة العثمانية على اليمن والهند في سنة ( 945هـ / 1538م ) صعد إلى قمة الجبل ورأى بأم عينيه لهب النار الضخمة وهي تخرج أصوات أشبه بأصوات زئير الأسد , وأنّ نارها كادت تلفح وجهه من شدة حرارتها وتخطف بصره من قوة وهجها . وتذكر بعض الأساطير أنّ هذا الجبل المطل على بحر عدن ، كان أول جبل في عدن يطفو على وجهها بعد أنّ غيض طوفان نوح العظيم الذي غمر وجه الأرض بعد أنّ استوت سفينته على قمة الجودي ، وقيل أنّ الجودي جبل في الموصل بالعراق .[c1]الجبل الأخضر[/c]وكيفما كان الأمر ، فقد صار الجبل الأخضر جبلاً خالياً من المروج الخضراء الكثيفة التي كانت تغطي وجهه وذلك بسبب عوامل البيئة ، والمناخ ، وانتزع اللون الأخضر من محياه ، وصار جبلاً يتدثر برداء أسود قاتم ، وصخوره باتت صلبة ، بعد أنّ كانت أرضه خصبه مليئة بالثمرات ، والأشجار ، والأزهار الملونة التي كانت تأخذ العين أخذا . ويقال إنّ الجبل كان مليئاً بالطيور النادرةً التي لم ير مثلها في العالم . وسمي الجبل الأخضر في وقت متأخر بجبل ( صِيرة ) وعلى الرغم من عوامل التعرية التي تعاقبت على مر العصور مازال محتفظاً بهيكله الضخم ، وبشموخه وكبريائه ، ومن يراه من أول وهلة يشعر بإحساس قوي بأنّ جبل صيرة حارس مدينة كريتر ( عدن القديمة ) الأمين يحميها ويذود عن حياضها من كل المخاطر الخارجية التي قد تحيط بها . وكان لموقعه الجغرافي المطل على البحر العربي أنّ بات ميناء صالحًا ترسو على كفيه العريض السفن بمختلف أشكالها وأحجامها مما أنعش الحياة التجارية في المدينة ، وطفقت شهرته الآفاق وأتت إليه السلع والبضائع من بلاد الهند والسند ( الباكستان حاليًا ) . وبلاد الصين ، وشرق أفريقيا . ومصر . وكان من الطبيعي أنّ ينعكس أنتعاش الحياة التجارية على عدن وأهلها . وباتت المدينة محط أنظار الجنسيات المختلفة من مصر ، الهند ، المغرب ، الشام وغيرها من البلدان . [c1]صيرة في العصر الجليدي[/c]والحقيقة يظن الكثير من الناس أنّ الأسطورة وما ترويه من أحداث ليس لها أساس من الصحة, ولكن المختصين في علم التراث والفلكلور لهم قول مغاير تماما عما يعتقده هؤلاء الناس في الأسطورة ، فيقولون بما معناه : “ إنّ التاريخ ولد من ضلع الأسطورة ، وأنّ الأسطورة ما هي في الحقيقة إلاّ ترقيع للأحداث التي لم يغطيها التاريخ أو لم يدونها في سجلاته الضخمة “ . ونستخلص من ذلك أنّ الأسطورة في طياتها تحمل شيئاً من الحقيقة وليس الحقيقة كلها أو بعبارة أخرى أنّ الأسطورة تعطي إيحاءات بأنّ في الأزمنة الموغلة في القدم حدثت أشياء لم يذكرها التاريخ . ومرة أخرى نقول إنّ التاريخ ولد من بطن الأسطورة . فعندما ذكرت الأسطورة أو الأساطير أنّ جبل صيرة ، كان في الأزمنة البعيدة أوفي بداية الخليقة ، مكسوا بالمروج الخضراء، وكانت تتدفق وتندفع منه شلالات المياه على البحر وهذا التعليل لا يبعد عن الحقيقة كثيرًا. فقد ذكر علماء الجيولوجيا بأنّ شبه الجزيرة العربية ، كانت في حقبة من التاريخ تكسوها الغابات الخضراء ، وتشق أراضيها أنهار مياه عذبة متدفقة ، وكانت الأمطار تسقط عليها على مدار العام . وهذا ما أكده الدكتور شوقي ضيف في كتابه ( العصر الجاهلي ) تحت عنوان الجزيرة العربية وتاريخها القديم ، فيقول : “ ويرى علماء الجيولوجيا أنها كانت ( أي جزيرة العرب ) متصلة بإفريقية في الزمن المتعمق في القدم ، ثم فصلهما منخفض البحر الأحمر الذي يمتد غرباً ، كما يرون أنه كان يغطي جزءًا منها في العصر الجليدي مروج خضراء ، وكانت تجري بها بعض أنهار ، ولا تزال تشهد عليها أودية جافة عميقة “ . ولذلك فإن تسميته بالجبل الأخضر لم تأتِ من فراغ ، فله أساس من الصحة . وهنا يأتي دور المؤرخين للبحث حول الأسباب التي أدت إلى تسمية جبل ( صيرة ) بــ ( الجبل الأخضر ) . فالأسطورة مهمتها تروى الأحداث دون أنّ تحدد الزمن ، فالزمن في الأسطورة ليس لها أهمية مثل التاريخ .[c1]جبل صيرة والأسطورة [/c]ويذهب بعض المؤرخين المحدثين والباحثين الحاليين بأنّ الأسطورة في حقيقة جوهرها القراءة الأولية لتاريخ الإنسانية من ناحية أنها تعوض النقص الحاصل في التاريخ المكتوب أو المسجل ـــ كما قلنا سابقاً ـــ . وفي هذا الصدد ، يقول الدكتور قاسم عبده قاسم في كتابه (بين التاريخ والفلكلور) : “ فإن ما يهمنا هو أنّ الأسطورة كانت بمثابة (( القراءة )) الأولى لتاريخ الإنسان ؛ وهي قراءة تعويضية رمزية في آن معا “ . ويمضي في حديثه: “ إذ كانت القراءة الأسطورية للتاريخ تعويضا عن غياب (( الحقائق التاريخية )) الجزئية التي لم يسجلها الإنسان في بواكير رحلته التي لم تتم بعد ، في رحاب الزمان . إذ بدأ تدوين بعض (( منجزات البشرية )) الأماكن من هذا العالم ، في عصر الكتابة فقط . ومن ثم ، فإن التاريخ المكتوب يحوي سجلاً ناقصًا لما أنجزته البشرية في بعض مناطق العالم خلال الخمسة آلاف سنة الأخيرة من وجود الإنسان على سطح كوكب الأرض . وهي فترة تساوي واحدًا بالمائة من زمان الإنسان حسب تصور العلماء . فإن كان ذلك كذلك ، علينا أنّ نتصور مدى ما كانت عليه حاجة الإنسان لمعرفة ماضيه من ناحية، ومدى قصور إمكانياته وضعف وسائله في البداية عن تلبية هذه الحاجة من ناحية أخرى “ . ونستخلص من ذلك أنّ جبل صيرة الذي كان يسمى في الأزمنة الغابرة بالجبل الأخضر ، كان في العصر الجليدي مكسواً بالمروج الخضراء ، وجاءت تسميته بسبب تلك المروج الخضراء التي غطت وجهه . وأمّا فيما يتعلق بالأسطورة الذي تروي بأنّ قابيل قاتل أخيه هابيل فر من أبيه آدم إلى جبل صيرة من جهة وبأنه مدفون في أحد أخاديد الجبل من جهة ثانية وأنّ الجبل صيرة كان أول من طفا على سطح الأرض بعد أنّ غيض طوفان نوح ــ عليه السلام ـــ كل تلك الأشياء تؤكد لنا بأنّ الجبل له مكانة كبيرة في عقول ، وقلوب ، ونفوس، ووجدان أهل عدن .[c1]ما معنى اسم صيرة ؟[/c]والحقيقة أنّ جبل صيرة على الرغم من شهرته الواسعة والعريضة في تاريخ وآثار عدن بصفة خاصة واليمن بصفة عامة مثله مثل الكثير من الآثار المعروفة في عدن مثل صهاريج عدن ، وكذلك القلعة المتربعة قمة جبل صيرة والذي لم يعرف حتى الآن من شيدها . فإن المؤرخين سواء القدامى والمحدثين لم يخترقوا أسراره ودليل ذلك الاضطراب الواضح في تسمية وتعريف معنى كلمة جبل صيرة , والحقيقة أنه كلما أوغلنا في تعريف معنى اسم جبل صيرة كلما كانت الرؤية ضبابية ودخلنا في متاهات لاأول لها ولا أخر . وعلى أية حال ، يذكر مؤرخنا الكبير الأستاذ عبد الله محيرز ، معنى اسم صيرة ، فيقول : “ أطلق هذا الاسم ( أي صيرة ) على أكثر من جبل في اليمن أشهرها : صيرة عدن : جبل يقع في وسط لجة من البحر . وآخر في مخلاف شرعب وسط مزارع وقرى ، بل إنّ الكلمة بصيغة المذكر أسم لجبل إمّا : علم ، أو اسم لجنس . فقد روى ـــ والكلام مازال لمؤرخنا عبد الله محيرز ـــ عن على كرم الله وجهه ، أنه قال “ لو كان عليك دين مثل ( صبر ) لأداه الله عنك “ وفسره ابن كثير أنّ ( صبر) اسم لجبل “ . وبعض الروايات التاريخية تذكر “ أنّ اسم ( صيرة ) لجبل في ميناء مسقط “ . [c1]الثغر المحروس[/c]ويوضح الأستاذ عبد الله محيرز مسألة هامة وهي أنّ المصادر التراثية “ درجت على التعبير عن المدينة باسم ( ثغر عدن ) ، أو ( الثغر المحروس ) . وعلى مرساها . هذا الخليج تحت جبل صيرة ( البندر ) . أمّا غيره من بنادر عدن فيضاف إليها ما يميزها لها عنه ، وعن بعضها : كبندر حقات ، وبندر ضراس المجاور له ، وأطلقت صيرة على الجبل وحده كما هو الحال إلى اليوم “ ويستطرد في حديثه ، قائلاً : “ ومع بقاء اسم الجبل كما هو إلى اليوم تفنن الناس في تسمية هذا الخليج . فسمي.. (بمكلا عدن ) ، و ( مكلا صيرة ) ، و ( البندر ) وهو اسم بقي إلى اليوم يطلقه شيوخ الصيادين على رأس صيرة نفسه “ .[c1]الرزميت Regiment[/c]ويواصل مؤرخنا عبد الله محيرز ذكر الأسماء الجديدة التي أضيفت على الجبل ، والخليج ، وساحله بعد الاحتلال الإنجليزي لعدن سنة ( 1255هـ / 1839م ) ، فيقول : “ وأضيفت إليه أسماء أخرى بعد الاحتلال البريطاني : فسمي بالخليج الأمامي ، والخليج الشرقي ، والخليج الداخلي . كما أضيف إليه اسم رابع بعد أنّ أقيمت على ساحله المنشآت العسكرية بعيد احتلال الإنجليز للمدينة ( Regiment ) وحرفت هذه إلى ( الرزميت ) ، وأطلق على الخليج ( خليج الرزميت ) “ .[c1]وانكمش دوره[/c]يتأسى مؤرخنا الكبير عبد الله محيرز على ميناء صيرة الذي كان في يوم من الأيام ملء السمع والبصر، وقد طبقت شهرته الآفاق ، وكانت السفن بمختلف الأحجام والأشكال تأتي إليه من كل مكان من مصر، بلاد الهند ، السند ، الصين ،وشرق أفريقيا تحمل على متنها الكثير والكثير جدًا من البضائع والسلع الغالية والنادرة كالعطور ، والأقمشة الحريرية التي تفوق الوصف في روعة ألوانها الزاهية وغيرها من السلع والبضائع التي كان الناس يتهافتون على شرائها . وبفعل عوامل التعرية أصبح ميناء صيرة الذي كان ذائع الصيت حينذاك في الأحقاب الماضية إلى شاطئ خامل ترقد عليه بعض قوارب صيد الأسماك الصغيرة الحجم المتواضعة هكذا صار حاله ، فقد انكمش دوره في خريطة الموانئ المشهورة . وفي هذا الصدد ، يتساءل عبد الله محيرز: “ فما هي التحولات البيئية ، والمناخية ، والجغرافية التي أدت بهذا الموقع الفريد أنّ يتحول في وقت قصير إلى سبخة تعجز أنّ تواجه التحديات التي يفرضها التطور الملاحي في العالم . وما الذي حدث لهذا الميناء الشهير الذائع الصيت الذي صمد لعوادي الزمن , ونافس أشهر الموانئ حقبًا من الدهر ، وقاوم أعنف المعارك للسيطرة عليه ليتحول في نهايته إلى خليج بائس وحزين لاصطياد السمك بعد أنّ استضاف خلال تاريخه الضخم السفن .وانقلبت فرضته التي أفرغت السفن حمولتها من فاخر اللباس وأغلى العطور وأثمن الجواهر إلى رمال بنى عليها الاحتلال البريطاني المعسكرات والثكنات “ .[c1]صيرة والعوامل البيئية[/c]ويطرح عبد الله محيرز عددًا من الأسباب أو الافتراضات التي أخرجت ميناء صيرة من عالم الأضواء والضوضاء والشهرة إلى مربع الصمت والظلام والنسيان، ولم يعد شيئاً مذكورًا في عالم الموانئ اليمنية الذائعة الصيت ، فيقول : “ لا يمكن لما حدث أنّ يفسر بإهمال المدينة . أو أولي الأمر فيها لهذا المرسى . . . وأنه لابد من عوامل أخرى تفسر ما حدث له غير ذلك . فقد كان التغيير فيه سريعا , وربما مفاجئًا بالنسبة لحياة ميناء أغرق في القدم كهذا الميناء . وقد كان صالحًا طيلة حقب طويلة “ . وعلى أية حال ، يحلل الأسباب التي أدت إلى انكماش ميناء صيرة ، فيقول : “ تتأثر كثير من السواحل الجنوبية لعوامل تغير من طوبوغرافيتها (البيئة ، المناخ ، الجغرافية ) . ففي حالات يبني البحر سواحل جديدة وفي حالات أخرى يأكل من أطرافها . وربما اختفت مدنا كانت عامرة على الشواطئ. وذكرتها كتب التاريخ ، فلم يعد لها وجود . وأنّ مدينة (الحامي ) المشهورة على ساحل الشحر ـــ في حضرموت ـــ مثال حي لمثل هذه العوامل ، فلا يزال البحر منذ زمن طويل يخرب في ساحلها رغم محاولات قديمة لصده ، بل لقد أكل شارعًا بأكمله مقابلاً للساحل “ . ويمضي في حديثه ، قائلاً : “ يبدو أنّ خليج صيرة هو أحد هذه السواحل الذي يبني البحر لها ساحلاً متغيرًا مثلما حصل لموزع التي كانت ميناء في القديم ثم صارت مدينة بعيدة من الساحل ، أو ( العصلة ) في أبين التي كانت ميناء لها قديما في نهاية وادي حسان “ . ويطرح مؤرخنا محيرز الافتراضات تلو الأخرى التي من المحتمل سببت بصورة مباشرو وغيرة مباشرة في تغيير وجه ملامح ميناء صيرة ، فيقول : “ تأثير السيول وما تجرفه من طمي لتبني شواطئ جديدة ، كما بنى النيل دلتا مصر وما شابهها ، وكما عمل وادي ( تُبن ) ــ بلحج ـــ ببناء المجراد والمكسر في ساحل عدن . فلا زال يلاحظ إلى اليوم شواطئ ساحل أبين وصيرة أيام فيضانات السيول . وقد أغبر لونها بكميات هائلة من الطمي الذي جرفته ، فهل زاد منسوب الفيضان في القرن الثامن عشر في ( الوادي الصغير ) في تبن ، ووادي بنا وحسان في أبين ليسبب هذا التغيير المتسارع للخليج ؟ ووصل إلى ذروته في القرن التاسع عشر والعشرين “ . ويختم تحليلاته حول الأسباب التي غيرت مجرى حياة ميناء صيرة المشهور حينئذ إلى مرسى منزو على نفسه ، فيقول : “ وربما كانت هنالك عوامل مساعدة كالسيول من داخل المدينة تجرف معها الحجارة والأتربة خاصة بعد أنّ تخربت الصهاريج في القرن السادس عشر الميلادي وجرت الماء بحرية في سائلات المدينة كأنها صغيرة نحو البحر . وقد تكشف دراسات مستقبلية عن أسباب أخرى لهذا التحول “ .[c1]آثار عدن والمؤرخون القدامى[/c]ولسنا نبالغ إذا قلنا إنه بالرغم من شهرة ميناء عدن العريضة والواسعة الكبيرين ــ كما ذكرنا في السابق ـــ بين الموانئ في العالم إلاّ أنّ معلوماتنا عن آثارها وتراثها مازال يكتنفه الكثير من الغموض والاضطراب والتناقضات. وهذا يعود إلى أنّ المؤرخين القدامى يسجلون معلومات وأخبار مدينة عدن دون الوقوف أمامها مهما كانت تلك المعلومات والأخبار تلفها الكثير والكثير جدًا من الخرافات البعيدة كل البعد عن العقل والمنطق فضلاً عن الطرائف التي يتحفوننا بها عن المدينة كل تلك الأمور تؤدي بنا إلى الاضطراب والتناقض والتخمينات عن آثار مدينة عدن ـــ كما سبق وأنّ ذكرنا ـــ . ومن بين تلك الآثار التي صارت أثرًا بعد عين هو سور صيرة أو سورها البحري والذي مازالت حتى الآن تحوم حوله الكثير من المعلومات المضطربة . وهذا ما أكده مؤرخنا عبد الله محيرز ، قائلاً : “ إنّ المعلومات عن هذا السور الشهير مضطربة ومتناقضة سواء : في موقعه أو عدد أبوابه ، وأسمائها ، ومواقعها ، أو المنشآت التي عليه من دور ومرافق عامة “ . ويلقي عبد الله محيرز اللوم على مصدر تلك المعلومات المضطربة والمتناقضة عن تاريخ ومعالم عدن الأثرية والتي تقفز على العقل والمنطق على المؤرخ ابن المجاور النيسابوري لكونه باتت كتاباته المصدر الرئيس التي استقى منها الكثير من المؤرخين الذين جاوءوا من بعده، وهؤلاء المؤرخون القدامى مع الأسف الشديد يسجلون وينقلون معلوماته دون تمحيص وتفحص وتدقيق “ والمصدر الوحيد الذي هيمن على كافة المصادر من بعده هو ابن المجاور ، وفي كثير من الحالات كان هو سبب هذا الاضطراب ، ولولا أنّ بامخرمة أكد بعض المعلومات التي أوردها عن أبوابه ، وأسمائها ، والدور الذي عليه ، وقد أدركه ، ولولا أنّ هذا السور بقي إلى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي ، ورآه جيش من الرحالات ( الرحالة ) ، والكتاب لأصبحت الدراسة عنه جزءًا من هذه التخمينات والاجتهادات التي ترد بين آن وآخر لمواقع شهيرة بادت وبانت رسومها “ .[c1]حقات وسباق الخيول[/c]ويحدد عبد الله محيرز حدود سور البحر لميناء صيرة تحديدًا دقيقا ، فيقول : “ . . . إنّ السور يبدأ قريبًا من منتصف سفح الأخضر ويتجه موازيًا لسفحه ، ثم يشكل قوسًا يلتقي جبل حقات ثم ينعطف في اتجاه موازٍ لسفحه في اتجاه القطيع . وبهذه الطريقة يمنع التسرب إلى المدينة من الساحل ، ومن جانب جبلي الأخضر وحقات “ . ونوضح هنا بعض المعلومات التي أوردها مؤرخنا عبد الله محيرز ، ذكر اسم الجبل الأخضر , هذا الجبل هو جبل صيرة ولكن سمي بالأخضر على حسب قول بعض المؤرخين المحدثين لكونه شيد حصن بجانب جبل حقات يعود إلى بني زريع أطلق عليه الحصن الأخضر فسمي جبل صيرة باسمه. وأما عن (حقات ) فهو بجانب جبل صيرة . وكان مكانًا مخصصًا لسباق الخيول ، كان يحضرها الملوك ، والأمراء ، وكبار رجالات الدولة ,وكانت تقام في وادِي حقات صلاة العيدين . ويعطينا عبد الله محيرز معلومات قيمة ومستفيضة عن حقات الذي بجانب جبل صيرة أو خليج صيرة ، فيقول : “ وحقات اسم قديم يصعب تعليله بدقة ، وهو وادٍ فسيح ، وساحل ، وخليج . أمّا الوادي فقد استعمله ملوك عدن ونوابها موضعًا لضيافاتهم ونزههم . وأقيم فيه موسم الخيل من كل عام . كما أقيمت فيه صلاة العيدين . . . “ . ويذكر عبد الله محيرز قبرا لولي يسمى (الشيخ ريحان ) ويقع في معاشق وهي بعد حقات “ ولا يعرف كثيرًا عنه ، ولكن وردت إشارة عابرة إليه في كتب التراث “ .[c1]سور صيرة البحري[/c]ويذكر المؤرخ عبد الله محيرز معلومات عن سور صيرة البحري ، قائلاً ــــ الذي يكاد ينفرد من بين المؤرخين المحدثين ، والباحثين الحاليين بمعلومات غاية في الأهمية عن تاريخ وآثار معالم عدن والذي يعد المصدر الرئيس لتاريخها وتراثها وآثارها دون منازع ـــــ : “ لا شك أنّ هذا مبلغ ما انتهى إليه ( أي سور صيرة ) في كافة عصور المدينة الزاهية . وفي قمة أهبتها وجاهزيتها القتالية . وربما كانت بداياته على طول ساحل الخليج فقط دون سفوح الجبال. وتضطرب المعلومات ــ أيضًا ــ في فترة بنائه . إذ يروي ابن المجاور تلك القصة التي أوحت للسلطات الزريعية في عدن ببناء سور ضعيف على الساحل في القرن الخامس الهجري ( القرن 11م ) جدده بعد ذلك عثمان الزنجبيلي عامل الأيوبيين في عدن في القرن السادس الهجري ( القرن 12م ) بقصب مشبك ، ولكن مصدرًا أقدم من ابن المجاور أكد وجوده منذ أيام الزياديين في القرن الثالث والرابع الهجري . ولعل وجوده عاصر نشوء المدينة ، وأهميتها كفرضة مشهورة منذ القدم “ .[c1]في عهد الدولة الطاهرية[/c] ويتحدث عبد الله محيرز عمّا آل إليه سور صيرة من تقلبات سواء بيئية أو سياسية ، قائلاً : “ لا شك أنّ السور قد اختلفت عليه الأيدي . فاعتنت به الدول القادرة وفرطت فيه غيرها عند ضعف أمر المدينة . ولا يعرف بالتحديد التطور الذي طرأ عليه ، والمنشآت التي أقيمت عليه والأبواب التي اندثرت أو سدت في الفترات اللاحقة لعهدي ابن المجاور ، وبامخرمة “ . ولقد تعرض السور إلى التدمير من قِبل المماليك المصرية في أواخر حكم السلطان عامر بن عبد الوهاب وتحديدًا في سنة ( 922هـ / 1516م ) . فأمر السلطان ( عامر ) أخاة بترميمه ولكنه لم يتمكن من عمارته كل جزائه بسبب كثرة المصروفات ـــ على حسب قول بامخرمة ـــ . وتذكر المراجع التاريخية بأنّ سور صيرة ، كان في حالة جيدة في عهد حكم الأئمة لعدن . ولكن تدهورت أحوال السور بشكل عميق عمّا كانت عليه في السابق. وهذا ما أكده مؤرخنا عبد الله محيرز ، قائلاً : “ ولكن عندما زار ولستد عدن في 1835م ( في أيام العبادلة ) وصفه بهذه الصورة البائسة الحزينة ، والنهاية التي وصل إليها هذا المعلم التاريخي والاقتصادي الذي صمد لعوادي الدهر قروناً وحقباً “ .[c1]غزو ملك قيس لعدن[/c] وكان لانتعاش الحركة التجارية الكبيرة في ميناء صيرة بعدن أنّ أثار عليه حقد ملك جزيرة قشن الواقعة في بحر عُمان في الخليج العربي بالقرب من حدود بلاد فارس البحرية . وتذكر المراجع التاريخية بأنّ جزيرة قيس أو قشن ، كانت ميناءًا تجاريًا هامًا في الخليج العربي ، وكانت” محطة كبرى لتجارة الشرق الدولية ، لكن معاملة حكام كيش للتجار الواردين عليها تغيرت ، إذ عاملوهم معاملة سيئة بفرض الضرائب العالية على بضائعهم والاستمرار في زيادتها . وكان من الطبيعي أنّ ينتج عن معاملة ميناء قيس السيئة للتجار أنّ يتحولوا عنها إلى ميناء عدن , بذلك سحب ميناء صيرة البساط التجاري من تحت أقدام جزيرة قيس مما أثار سخط وغضب ملكها ، وقرر مهاجمتها ، وتحطيم ميناء عدن أو صيرة وبالفعل أعد أسطولاً قويًا وتوجه إلى ميناء صيرة لتدميره ، وكانت عدن في أثناء ذلك تحت حكم إمارة بني زربع ( 532 ـــ 569هـ / 1137 ـــ 1173م ) . وكان بنو زربيع عمالاً للدولة الصليحية في عدن ولحج، وعندما جنحت شمسها عن سماء السياسة في اليمن استقلوا بحكم إمارة عدن وتحديدًا في عهد حكم الملكة سيدة بنت أحمد الصليحية المتوفاة ( 532 هـ / 1137م) . وعلى أية حال فشل غزو ملك جزيرة قيس لعدن فشلاً ذريعًا . [c1]الأيوبيون في عدن[/c]وفي أواخر إمارة بني زريع في عدن التي كانت تعاني الاضطرابات والقلاقل السياسية الداخلية تعرضت عدن إلى حملة أيوبية سنة ( 569هـ / 1174م ) قضت على تلك الإمارة التي استمرت قرابة أكثر من أربعين عامًا . فقد جرد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي المتوفى ( 589 هـ / 1193م ) حملة عسكرية بقيادة أخيه الأكبر توران شاه إلى اليمن لتحقيق عدد من الأغراض هو الإجهاز على البقية الباقية من الدولة الصليحية التي كانت امتدادًا للنفوذ الروحي والسياسي لمصر الفاطمية والذي قضى عليها بعد أنّ خلع آخر خلفائها الفاطميين العاضد بالله المتوفى ( 567 هـ / 1172م ) وأعاد مصر إلى حظيرة الخلافة العباسية السُنية وإلى جانب ذلك فإنّ صلاح الدين وجد أنّ الضرورة العسكرية تحتم عليه منع تهديد السفن الصليبية من الوصول إلى الحرمين الشريفين مكة المكرمة ، والمدينة المنورة . وفي هذا الصدد ، يقول الدكتور سيد مصطفى سالم : “ ولا شك في أنّ امتداد نفوذ الفاطميين إلى اليمن ، كان من بين العوامل التي شجعت صلاح الدين الأيوبي على إرسال جنوده إلى اليمن . . . وكان صلاح الدين يرى في مد نفوذه إلى اليمن تدعيمًا لمركزه في مصر بعد أنّ قضى على الدولة الفاطمية وأعلن الخطبة للخليفة العباسي كما كان يهمه أنّ يبقى نفوذ مصر في اليمن والحجاز مثلما كان الأمر في عهد الفاطميين ، وحتى تستفيد خزائنه من جراء سيطرته على موانئ البحر الأحمر حتى اليمن جنوبًا “ . . ويمضي في حديثه ، قائلاً : “ وبالإضافة إلى هذا ، فقد كان استيلاء صلاح الدين على اليمن جزءًا من خطته لتدعيم سيطرته على أقاليم البحر الأحمر المختلفة وخاصة الحجاز للدفاع عنها ضد هجمات الصليبيين “ . [c1]ازدهار ميناء صيرة[/c]وتصف المصادر التراثية كيف سقطت عدن بيد توران شاه ، فتقول بما معناه : “ أنّ الملك توران شاه قائد الحملة الأيوبية , وجد أنّ سقوط عدن المحصنة بالجبال فالدخول إليها من جهة باب عدن أو العقبة أي عن طريق البر سيكلفه الكثير من الخسائر في صفوف جنوده ، فرأى أنّ يحاصر المدينة من الجهتين الجهة الأولى ميناء صيرة وكان قد أحضر معه في حملته الشواني وهي سفن حربية . وتمضي المصادر التراثية ، فتقول : “ ولقد شحن توران شاه السفن الحربية بالجنود والآلات الحربية ، ولم يمض وقت قصير حتى سقط ميناء صيرة ، ودخلت قواته المدينة وأمّا الجهة الأخرى فهي طريق البر . اقتحمت قواته الأخرى باب عدن . والحقيقة أنّ سقوط باب عدن ، كان بسبب تواطؤ حاميتها التي فتحت الباب للقوات الأيوبية التي تدفقت من خلاله إلى المدينة . وتذكر المصادر أنّ مدينة عدن تعرضت إلى النهب والسلب من قِبل الجنود ، ولكن الملك توران شاه منعهم على الفور ، قائلاً : “ ما جئنا لنخرب البلاد ، وإنما جئنا لنملكها ، ونعمرها وننتفع بدخلها “ . وتذكر الروايات التاريخية بأنّ الملك توران شاه سار في الناس سيرة حسنة عادلة ، فأحبوه ، وأقام فيها أيامًا “ . وتذكر الروايات أنّ الأيوبيين اعتنوا اعتناءًا كبيرًا بميناء صيرة وفي إبان حكمهم تطور الميناء تطوراً كبيرًا وزاد دخله . وهذا ما أكده الدكتور سيد مصطفى سالم ، قائلاً : “ ومن المعروف أنّ الأيوبيين قد اهتموا بتنمية ميناء عدن بعد دخولهم إلى اليمن ، فارتفعت إيراداته إلى أربعة أضعاف ما كانت عليه في العهد السابق عليهم “ . وفي نفس السياق ، يقول الدكتور محمد كريم الشمري “ وقد واصل الأيوبيون سياسة الفاطميين في الاعتناء بعدن وبقية موانئ اليمن بحيث أصبحت عدن سنة 1175م أكثر أماناً وتحصيناً من أي ميناء عربي آخر في الجزيرة العربية “ .[c1]إمارة الزنجبيلي على عدن[/c]ومن الشخصيات الهامة التي كانت لها بصمات واضحة في ازدهار الحركة التجارية في مدينة عدن في إبان الحكم الأيوبي على اليمن الذي امتد أكثر من خمسين عامًا هي شخصية الأمير عثمان الزنجبيلي أو الزنجيلي . وكان هذا عثمان الزنجبيلي من الأمراء المقربين إلى الملك توران شاه نظرًا لشجاعته ، وحسن إدارته في شئون الحرب ، وكان من ضمن قادة حملته على اليمن . وعلى أية حال ، أثبت الأمير عثمان الزنجبيلي جدارة فائقة في أدارة شؤون الحملة في اليمن ، وكسب ثقة الملك توران شاه الذي عينه نائبًا له في إمارة عدن وهي أهم الإمارات في اليمن وإنّ لم نكن أهمها على الإطلاق وذلك قبل رحيله منها سنة ( 570 هـ / 1174م ) . وكيفما كان الأمر، فقد تولى عثمان الزنجيلي المتوفى سنة ( 583هـ / 1187م ) إمارة عدن , وفي عهده شهدت المدينة نشاطًاً تجاريًا واسعًا بسب اهتمامه الكبير بميناء صيرة . وفي هذا الصدد, يقول الدكتور محمد كريم الشمري : “ فقد ازدهرت عدن في عهده وعظم شأنها ونشطت الحركة التجارية فيها ، وأزداد عدد سكانها ، وكثرت العمارة فيها ، وأراد الزنجيلي أنّ يجعل منها قاعدة مهمة للبيع والشراء . قام الزنجيلي ببناء العديد من المؤسسات ذات الصلة بالحياة الاقتصادية . فقد بنى قيصارية العتيقة ( من الأسواق المسقوفة ) ، والأسواق ، والدكاكين ودور الحجر . وانتعشت عدن في زمانه انتعاشاً عظيمًا وأصبحت ذات مكانة وشهرة متميزة “. [c1]في ذمة التاريخ [/c]قلنا سابقًا : أنّ ميناء صيرة ، كانّ يشهد ازدهارًا في عهد الدول المركزية القوية في اليمن ، وتارة أخرى ، وكان يشهد تدهورًا في الحركة التجارية وذلك بسبب ضعف الدول القائمة والمشاكل والاضطرابات السياسية التي كانت تسودها حكمها وبعبارة أخرى ، كان ميناء صيرة أو ميناء الجبل الأخضر بين شد وجذب بين ازدهار ، وتدهور . و قبيل الاحتلال الإنجليزي لعدن بسنوات عديدة ، كانت أحوال الميناء متدهورة ، وعجلة الحركة التجارية متوقفة مما انعكس ذلك سلبياً على الحياة الاقتصادية على السكان و” عندما دخل ( هينس) عدن ، وجد خلف سورها البحري المخرب أكواماً من أنقاض مباني عدن القديمة ، يبرز من بينها مسجدان متصدعان ، ومساكن قليلة مهدمة ونصف مهدمة ، عدد سكانها حوالي ألف وثلاثمائة نسمة ، قليل منهم يسكن بيوتاً من الحجارة بنيت بشكل غير جيد وأغلبهم يسكن أكواخًا من الخوص وقصب الماء “ . وفي دخول الإنجليز لعدن تم القضاء نهائيًا على ميناء صيرة أو بعبارة أخرى توارى الميناء الذي كان ملء السمع والبصر الذي كان في مصاف موانئ اليمن الهامة بل والعالمية ـــ حينذاك ـــ . ويذكر ( جافين ) Gavin . J . R في كتابه ( Aden Under British Rule ) ، أنّ السلطات الإنجليزية أصدرت قرارًا هامًا في سنة 1850م بموجبه تكون عدن منطقة حرة مما أدى إلى تغيير مجرى الحياة التجارية والاقتصادية في مستعمرة عدن . وانتقل النشاط التجاري من ميناء صيرة إلى ميناء ( المعلا ) ، وانتقل مكتب الجمارك إلى رصيف ( المعلا ) الجديد ، وبذلك لفظ ميناء صيرة أنفاسه الأخيرة ودخل في ذمة التاريخ بعد أنّ كان في يومٍ من الأيام يموج بالحركة والنشاط التجاريين الكبيرين .[c1]الهوامش : [/c]عبد الله أحمد محيرز ؛ صيرة ، سنة الطبعة 1425هـ / 2004م ، وزارة الثقافة والسياحة ، صنعاء ـــ الجمهورية اليمنية .دكتور قاسم عبده قاسم ؛ بين التاريخ والفولكلور ، الطبعة الثانية 2001م ، عين للدراسات والبحوث الإنسانية الاجتماعية ـــ القاهرة ــــ جمهورية مصر العربية ــــ .دكتور شوق ضيف ؛ تاريخ الأدب العربي الجزء الأول ـــ العصر الجاهلي ـــ الطبعة الثامنة ، دار المعارف ـــ القاهرة ـــ جمهورية مصر العربية .الدكتور سيد مصطفى سالم ؛ الفتح العثماني الأول لليمن 1538 ـــ 1635م ، الطبعة الخامسة نوفمبر 1999م ، دار الأمين للطباعة والنشر ـــ القاهرة ــــ جمهورية مصر العربية ـــ .الدكتور محمد كريم إبراهيم الشمري ؛ عدن دراسة أحوالها السياسية والاقتصادية ، سنة الطبعة 2004م ، دار جامعة عدن للطباعة والنشر ـــ عدن ـــ الجمهورية اليمنية ــــ .حسن صالح شهاب ؛ عدن فرضة اليمن ، الطبعة الأولى 1410هـ / 1990م ، مركز الدراسات والبحث اليمني ــــ صنعاء ــــ البندر : ج بنادر، 1ـــ مرسى السفن ، 2ـــ المدينة الساحلية . 3 ـــ المدينة الكبيرة يتبعها بعض القرى . 4 ـــ مقر التجار في المدينة . المرجع : جبران مسعود ؛ الرائد ، ص 182، الطبعة الثامنة ، آيار / مايو 1995م ، دار العلم للملايين ـــ بيروت ـــ لبنان ـــ . Gavin , R . J ., Aden Under British Rule 1839 - 1967 , London , G . Hurst and Company , 1975 .