د.علوي عبدالله طاهر :الدكتور عزالدين إسماعيل ـ رحمه الله ـ ناقد أدبي متميز، له كتابات متعددة في مجال النقد الادبي خصوصاً والأدب العربي عموماً، ويكاد يكون مؤسساً لمدرسة نقدية حديثة في العصر الراهن ، لها تلامذتها ومريدوها.ويجدر بنا ونحن نحتفي بأربعينية الدكتور عز الدين اسماعيل أن نتحدث بإيجاز شديد عن منهجه النقدي ، ونقف تحديداً عند رؤيته للنقد الأدبي ، ونظرته الى الناقد ، وصولاً الى بيان منهجه النقدي.بعبارة موجزة يعرف الدكتور إسماعيل النقد بقوله «إنه الحكم الأدبي» (الأدب وفنونه ص67) ، وعلى بساطة هذه العبارة إلا أنها تحمل مضامين كثيرة يصعب تحديد مجالاتها ، ذلك أنه من البديهي أن يميل الإنسان بطبعه الى الحكم على الأشياء فيحكم عليها بالجمال أو القبح، وهو في ذلك يمارس عملية النقد بصورة فطرية وقارئ الأدب المبتدئ يمارس عمله النقدي بالبساطة نفسها حينما يقرأ قصيدة أو قصة ، ويحكم عليها بالجمال أو القبح بدون بيان الأسباب.فالنقد طبيعة في الانسان ، فمنذ سمع الانسان الأول الشاعر أو القصاص أبدى شعوره نحو ما سمع وعلق على ذلك بكلمة أو كلمتين مبدياً استحساناً أو استهجاناً ، ثم اطلق الحكم بالجودة او الرداءة، وأخذ بعد ذلك يشرح ويعلل ويفسر ويدرس الظروف والبيئة والعوامل المؤثرة ، ويستنتج القوانين والقواعد ثم يطلق الاحكام بمقتضى هذه القوانين والقواعد.وكان الناقد في الماضي يشعر بانه قاضٍ او حكم، وكانت مهمته تنتهي باصدار الاحكام، وربما يكتفي بالقول ان هذا العمل جيد أو رديء من غير ان يبدي الاسباب التي قد تؤيد وجهة نظره في احكامه النقدية .أما اليوم فالناقد لا يستطيع ان يصدر حكماً من غير دليل او مبرر لتأييد ذلك الحكم ، اذ لابد لاصدار الحكم من قوانين أدبية مستمدة من الدراسة المتواصلة، او من طبيعة العمل الأدبي نفسه.فالنقد الادبي هو الدراسة الفاحصة للعمل الادبي بقصد التعرف على مستوى الجودة او القبح فيه، وتقدير القيمة الحقيقية للمنقود، ثم يأتي الحكم على النص الادبي ، بعد التحليل والموازنة وبعد اظهار قيمتها الأدبية ومستواها الفني لفظاً ومعنى وفكرة وأسلوباً.فالناقد في معالجته للأعمال الأدبية يستهدف الحصول على اللذة الذهنية التي تتوفر له حين يقبل على العمل الادبي ، ثم يحاول نقل هذه اللذة الى سواه، فمهمة الناقد ان يقرأ ويفهم ويحب ثم يسهل القراءة والفهم والحب للآخرين، ذلك ان كثيراً من الناس يعجزون عن تفهم الروائع الفنية ، فلا تهتز بها نفوسهم، ويفتقرون الى من يقوم بتفسيرها لهم والى من يتولى الابانة عما غاب عنهم من مرام واغراض العمل الادبي ويمكنهم بالتالي من الاستمتاع به وتذوقه.فالنقد الادبي هو اكتشاف اعمال المبدعين، والتوصية بكل ما هو جميل ورائع فيها، وهذا هو المنهج الذي اتبعه عزالدين اسماعيل في تعاطيه مع النقد الادبي قولاً وعملاً، فهو يقول في كتابه (الأدب وفنونه ص 67): "ان النقد يؤدي إلينا في الحقيقة ـ وخاصة في عصرنا الحاضر الذي يتميز بالسرعة ، والذي لا نجد فيه الوقت الكافي لقراءة كل ما نريد من قديم وحديث ـ يؤدي الينا خدمة كبيرة عندما يتولى عرض ذلك الادب علينا، فنحن نتوق لان نقرأ (المعري) في (رسالة الغفران) وفي (سقط الزند) وفي (اللزوميات) وغير ذلك من انتاجه الادبي، ولكننا لا نجد الوقت لذلك، لان هناك عشرات بل مئات من الادباء غير المعري نتوق لقراءتهم، وعندما يقوم النقد بمهمته التي لا تنكر ، وهي ان يعرض لي المعري في كل مؤلفاته، فاعرف عنه ما لم يكن يتسع وقتي لاستنباطه من أدبه حين اطلع عليه جميعه، وكذلك الأمر مع غيره من الكتاب والادباء، استطيع ان اعرف عنهم عن طريق الدراسات النقدية شيئاً أفضل من أن اظل جاهلاً بهم، اليس من الحق اننا نستفيد من خبرات غيرنا، ومن آرائهم ، ومن نظراتهم الى الاشياء ، ومن احكامهم النقدية؟، اليس حقاً كذلك اننا نكون في كثير من الحالات في حاجة الى خبرات غيرنا وآرائهم ونظراتهم ، وهذا ما يجعل عمل الناقد ضرورة ، رغم ما يمكن ان يكون له من سوء الاثر في تحيزنا، أو باكتفائنا من المعرفة بما كان ينبغي ان نعرف أكثر منه ، ولكن يخفف من ذلك ان الناقد الحق شخص مسلح بالمعرفة الواسعة والقدرة الخاصة على النظر والفهم ، ومن ثم فانه يلفتنا في الطريق الى ما نمر عليه دون أي انتباه ويمدنا دائماً بوجهة النظر الجديدة". أ.هـ .وإذا ما طبقنا هذه المقولة على كتابات الدكتور عزالدين اسماعيل النقدية فاننا نستطيع ان نستكشف منهجه النقدي بكل سهولة ونتبين خصائص ذلك المنهج والمتمثل في الآتي:ڈ ان عزالدين اسماعيل لديه مقدرة خاصة تساعده على استحضار تجربة الادباء والمنشئين، سواءً كانوا شعراء او قصاصين ، ومن ثم لديه القدرة على تحليل النص الادبي وتفسيره ، ومثالنا في ذلك ما قاله في تحليله لقصيدة الشهيد الموشكي ، المواجهة للإمام يحيى، والتي نشرت في (الشعر المعاصر في اليمن، الرؤية والفن ص32)."لحاظك لي بالعين مزورة الطرف[c1] *** [/c]دليل على تكدير صفوك للالفولم أك ذا ذنب إليك وإنما[c1] *** [/c]حميت ذماماً روت تغريها بالسيفرفعتك عن أمر يعود وباله[c1] *** [/c]عليك وكم دافعتنا فيه عن سخفوأنت مليك كان اولى بك الحجا[c1] *** [/c]وترك الهوى للماثلين ألى العسف"ففي تعليقه على هذه الابيات ما يوحي بقدرته الخاصة في استحضار تجربة الشاعر ، الذي اراد ان ينصح الامام يحي ليكف عن جبروته ، والمح بحسه النقدي ان الامام "لم يكن على استعداد لان يسمع الى النصائح ، بل كان على العكس يسيء معاملتهم" معلقاً على ذلك بقوله: "ولم يكن الموشكي يغضب لهذه الاساءة التي تلحق بشخصه وحده، حين يقول كلمة الحق في حضرة الامام فما كانت القضية بالنسبة للموشكي مجرد قضية شخصية يتغير الموقف فيها لو ان الامام احسن اليه وظل مع ذلك سائراً في جبروته ، بل كان الموشكي يدرك ان القضية أعم ، قضية الشعب كله الذي يلاقي على يدي الامام صنوف الظلم والهوان".وبقراءة الناقد الفاحصة لبعض قصائد الموشكي استطاع ان يطلعنا على بعض ما في النصوص من تلميحات يتهم فيها الشاعر الامام يحيى بالغرور والجنون والحمق ، مع ان الابيات أتت في مقام المدح.ونخلص من ذلك ان المنهج الذي اتبعه عزالدين اسماعيل في تحليله لهذا النص هو المنهج التفسيري وهو يرمي بذلك الى مساعدة القارئ لفهم النص الادبي عن طريق فحص طبيعته وعرض ما فيه من قيم ، فعملية التفسير التي قام بها الناقد هنا انما هي محاولة منه للكشف عن المؤثرات التي يمكن ان تؤثر في العمل الادبي والتي ربما لا يتأثر بها القارئ لو قرأه لوحده.ڈ ولقد نهج عز الدين إسماعيل منهجاً علمياً في نقده للعمل الادبي بما يدل على سعة ثقافته ، وبمعرفته الجيدة بالحياة التي استمد منها الشاعر قيمه ، فهو حين يصدر حكمه على أي عمل أدبي يدخل في حسابه ان النص متصل بالحياة وما هو الا حلقة تربط بين العمل الادبي والحياة ، واجبه تحديد هذه العلاقة وبيان القيمة الأدبية التي تربط النص بالحياة ، وقد تجلى ذلك واضحاً في تناوله لديوان (رسالة الى سيف بن ذي يزن) للشاعر الدكتور عبدالعزيز المقالح، (أنظر : إضاءات نقدية ص68 وما يعدها) .فقبل الحديث عن الشاعر والديوان عمد الى الحديث عن بيئة الشاعر ، وهي اليمن، وما حصل فيها من تطور كان للشعر فيها نصيب ، فقال "والحق لقد مرّ الشعر اليمني خلال الثلاثين عاماً الاخيرة بتجربة سباق مع الزمن، اذ استطاع خلال هذه الحقبة ان يستوعب تجربة الشعر الحديث كلها، وأن يجتاز مراحل تطوره المختلفة في قفزات سريعة متلاحقة ، من الكلاسيكية الجديدة الى الرومانسية الى الواقعية الفنية، وربما كان هذا انعكاساً لمراحل التطور التي مر بها اليمن في هذه الحقبة ، سياسياً واجتماعياً وثقافياً".وعند حديثه عن الشاعر عبدالعزيز المقالح صاحب الديوان ، لم يفصله عن بيئته الثقافية بل عمد الى ربط تجربته الشعرية بما جرى في اليمن من تطور في الحياة الثقافية، فقال: ص 68 "والشاعر عبدالعزيز المقالح .. قد بدأ كغيره كلاسيكياً ولكنه يعبر من الكلاسيكية الى الواقعية ، متخطياً بذلك مرحلة الرومنتيكية، وقد انعكس هذا في انتقاله من الشكل التقليدي للقصيدة العربية بمعجمه وتراكيبه وهيكله البنائي الى الشكل الجديد بكل مشخصاته الفنية والمعنوية وقد نتج هذا الانتقال عن شعوره بضيق ذلك القالب القديم عن استيعاب التجربة الجديدة ، وعن الرغبة في الانطلاق من تلك القيود التي ظل الشعر العربي يرسف في اغلالها قروناً وقروناً، وقد حدث هذا الانتقال في اوائل 1961م وهو نفسه عام المخاض بالنسبة للثورة اليمنية ، فلم تكن القيود التقليدية في عالم الشعر تتمثل في نفسه بمعزل عن القيود السياسية والاجتماعية والفكرية التي كانت مفروضة على الشعب اليمني ، وانك لتحس به وهو يتململ من هذه القيود حيث يقول : (ص68)"سجنتنا الأوزان في قمقم الشكل[c1] *** [/c]فعاقت عن الخيال البحوركم نبشنا عن القوافي كتاباً[c1] *** [/c]فشكت جهلنا المبين السطوروخرجنا نسيل شعراً مقفى[c1] *** [/c] رقصت روعة عليه الحميروقد علق على ذلك قائلاً عن الشاعر :" تحس به وكأنه لا يتحدث عن ازمة الشعر والطريق المسدود الذي انتهى اليه الشعراء بل عن ازمة وطنه الذي يعيش في سجن كبير ، وهو اذ يعلن بطريقة غير مباشرة تمرده على الواقع الكئيب البليد الذي كان المواطن اليمني يعيش في ظلامه الكثيف ، بل ربما كان الاصح ان نقول ان تمرده على ذلك الواقع ورغبته في تغييره هو الذي أملى عليه تمرده على الشكل الشعري التقليدي" أ. هـ. ڈ ومن خصائص منهج النقد الادبي عند عزالدين اسماعيل النزاهة والموضوعية والتجرد من الغرض الشخصي الذي يقتضي الثناء احياناً على أدب الاصدقاء ، وذم أدب الاعداء من دون أية مصوغات ، فهو ان فعل ذلك سيكون ناقداً هوائياً ذا غرض، لذلك هو لم يغلب هواه في اصدار الاحكام لالتزامه بالموضوعية وفي نفس الوقت لم يلغ شخصيته ، فكان بعد ان يحلل النص الادبي يقف على العناصر التي يتألف منها ، فيقدم وصفاً كاملاً عن المضمون وعن الشكل ، ويصوغه بلغة سليمة وتراكيب محكمة ، بحيث يفهمه القارئ بسهولة ، وكمثال على ذلك نعرض بعضاً من نقده لديوان (مأرب يتكلم) للشاعر الدكتور عبدالعزيز المقالح . المنشور في (الشعر اليمني المعاصر ، الرؤية والفن ص226) ومن ذلك قوله:"احب ان انوه بالعطاء الشعري الاصيل الذي اضافه ويضيفه كل يوم شاعر مثل عبدالعزيز المقالح ، فهو من أكثر الشعراء المعاصرين في اليمن ادراكاً لطبيعة القصيدة الجديدة من حيث الشكل والمبنى ، فضلاً عن رؤيته الواقعية والفنية الواضحة في معظم ما انتج من شعر" .وللتمثيل على ذلك عمد لاختيار قصيدة واحدة من قصائد الديوان والتي هي بعنوان (عصر يهوذا) ثم قام بتحليلها تحليلاً أدبياً ، بعد ان قسم القصيدة الى أربعة مقاطع ، على النحو التالي:يقول المقطع الأول :"وكان (يهوذا) هناكيقبل رأس المسيحويشرب نخب الالهوفي كل رشفة كأس يصلييناجي ، يصيحيعيش الالهيعيش الرسول ، وشعب الرسول الذبيحويقرأ مستغرقاً في خشوعحكايات من صلبوا في الطريقوفي عينيه يرقص الحزن..تبكي الدموعوفي صوته يتعالى الحريق".وفي تعليقه على هذا المقطع يقول :" هذا هو المشهد الأول من تلك الحادثة التاريخية المعروفة حيث كان يهوذا يبدو من اخلص حواريين المسيح له، وانه ليأكل من مائدته في العشاء الاخير ، ثم اذا به يسلمه في الصباح الى طالبيه ويقبض الثمن ، مدفوعاً الى هذا بالحقد الذي ملأ قلبه ، وعن هذا يحدثنا المقطع الثاني:وعند الصباح يموت النهارويرقد فوق الصليب الرسولوخلف السجون يعاني ، يموت الالهوتغرق (روما) باحزانها ، بالذهولوتدمي المسامير والشوك وجه الحياةويبدو هناك (يهوذا) بقصر الزعيميغني ، يدق الطبول"يعيش الزعيم العظيم ،يعيش الذي شد كل الجباهالى الشمس ، شد عيون الحفاة"وفي جنبه يرقص الحقد، يطفو المرحوفي شفتيه طحالب تنمووفي صوته يتلوى الفرح".ويعقب عزالدين اسماعيل على قائلاً:لقد كشف يهوذا اذن النقاب عن وجهه المخادع وصورته المزيفة، وتكشفت حقيقته عارية ، فاذا هو منافق وخائن لسيده، في حين لم يكن احد يشك في اخلاصه له ، ولكم تثير هذه الواقعة من شعور التعاسة لا للفاجعة الأليمة التي نشأت عنها فحسب، بل للفاجعة في الحقيقة المزورة كذلك، حتى اخلص الخلصاء ، هذا ما كان فما الذي هو كائن؟ :"مشيتمشيت باقدام قلبيلعلي أحس على الأرض صدقاًلعلي اعانق حقاًمشيت مع الشمس غرباًرحلت مع الفجر شرقاًوجدت (يهوذا) هنا يأكل الجائعينويسمع أقوالهم في شجاعةوكان هناك يداعبهم خائفينويأكل احلامهم في براعهيهوذا هنا ، وهناك الأمينوصاحب كل الطقوس المباعةونحن البضاعة ونحن الجموع المضاعفةنغير لون الوجوهنغير أدوارنا كل يوم لنرضي الزعيملكي لا نتوهويلقي بنا غاضباً في الجحيم" .ويعلق عز الدين إسماعيل على هذا المقطع قائلاً :"لقد انتهت قصة يهوذا في التاريخ بكل ما تحمل من دلالة ، ولكن إذا كان يهوذا القديم فرداً من بين الناس ، فانه بالنسبة للعصر الراهن قد صار السمة العامة المميزة لزعيم اليوم ، والمداراة والنفاق والتلوث كل يوم بلون هي السمات المميزة للجماهير الضائعة ، لقد صار نموذج يهوذا بكل ابعاده هو النموذج السائد في هذا العصر ، حتى ليمكن ان يقال انه عصر يهووذا" . ثم يقول:"وهكذا اسقط الشاعر الواقعة التاريخية الفردية على الواقع الراهن كله". واختتم عز الدين إسماعيل تحليله للقصيدة قائلاً : "لقد بدأ الشاعر اعلان كفره بهذا الزمان ، ثم تصاعد بهذا الكفر حتى شمل الزمان كله وشمل الناس كلهم، حتى لقد كفر بنفسه، وهنا تبلغ مأساة العصر قمتها ، حيث يصبح الصلب والاعدام يمثلان الخلاص الوحيد للإنسان .وعلى هذا النحو تصبح أجزاء القصيدة المختلفة ممثلة لمراحل تطور الحدث ببعديه التاريخي والواقعي وتصاعده من خلال الشعور الإنساني نحو قمة المأساة " أ . هـ.وبعد ، فأن المثال الذي عرضناه من كتابات عز الدين إسماعيل النقدية يؤكد صحة مقولتنا بان منهجه النقدي يغلب عليه الجانب التفسيري ، أي تفسير للتفسير ـ بحسب تعبيره ـ "فاذا أمكن تعريف الأدب بأنه تفسير للحياة في صور أدبية مختلفة فان النقد يمكن ان يعرف بأنه تفسير للتفسير أي للصورة الفنية التي خرج بها الأديب" . (الأدب وفنونه ص67) .وعليه ، يمكننا القول ان عز الدين إسماعيل بما تميز به من معرفة واسعة، وخيال بعيد ، وعاطفة حية ، وذكاء حاد ، وذوق عال ، ودقة في الملاحظة ، وصلة مباشرة بالحياة ، وغيرها من المزايا التي اعطته قدرة خاصة ، استطاع بواسطتها ان ينظر الى النصوص نظرة فاحصة ، فيحللها ، ويقف على العناصر التي تتألف منها ، ثم يقدم وصفاً كاملاً للمضمون والشكل ، بلغة سليمة ، وتراكيب متينة ، يفهمها القارئ بسهولة .ولقد نجح عز الدين اسماعيل في ان يكون ناقداً متميزاً ، فاستطاع ان يكون رائداً لما يمكن تسميته بالنقد الابداعي ، فهو يمد قارئه بوجهات نظر جديدة ، بعد ان يقرب النص إليه ، لانه بحكم تخصصه وخبرته في هذا المجال صار يعرف اسرار الجمال والقبح في النص الأدبي أكثر من سائر القراء العاديين .[c1]* جامعة عدن[/c]
|
ثقافة
منهج النقد الأدبي لدى الدكتور عزالدين إسماعيل
أخبار متعلقة